
(فاولات) المؤتمر الوطني والحركة الشعبية
.سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
خاض المؤتمر الوطني ويخوض مبارياتٍ كبيرة وحساسة فى الداخل والخارج بجهاز فني لم يرتق إلى صفة الاحترافية العالمية غير أنه اكتسب خبرات مقدره من خلال اللعب ولمدة عقدين كاملين من الزمن ،فى أجواء ماطرة ،وعلى نجيل طبيعي وصناعي وتغلب فى كثير من الجولات على عاملي الأرض والجمهور وأيضا على التحكيم الدولي الذي كان ومازال منحازا لخصومه ،ويبدو أن أكثر ما اتعب فريق الإنقاذ أو المؤتمر الوطني ،وما زال يتعبه هو أنه طاقم الحكم الذي ظل ممسكا بتلابيب السلطة منذ فجر الإنقاذ فى العام 1989لم تنجح الإنقاذ فى رفده بقائمة احتياطيين قادرين على مواصلة اللعب بلياقة عالية فى الأزمان الإضافية التى تتطلبها كل مرحلة ،لذلك نجد أن لاعبي الإنقاذ صاروا يكثرون من (الفاولات ) فى معظم جولات التنافس الشريف وغير الشريف التي يخوضونها مع منافسيهم الذين استقوى معظمهم بالخارج ،وأصبح يفضل حكام الخارج على الحكام المحليين ،حتى غدت كل مشاكل السودان مهما صغر شأنها لابد وان تحل فى منابر إقليمية ودولية ،فمشكلة الجنوب على سبيل المثال شاهدنا فصولها تلعب وتعرض فى مختلف ميادين السياسة فى دول الجوار وأوربا وأمريكا وشاهدنا الفاصلة تلعب بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على إستاد نيفاشا ويدير التحكيم فيها ، حكام من مختلف دول العالم ولم يغب فيها سوى التحكيم السوداني ، لكن ما يحمد للفريقين إنهما حشدا فى تلك المباراة الفاصلة جمهورهما من الشمال والجنوب ،لكن تلك المباراة الفاصلة لتكتمل كان لابد وان يلعب الطرفان مباريات ودية تسبقها تمارين عنيفة بجهازين فنيين من الداخل ،مما مكن الجمهور السوداني المناصر للطرفين مشاهدة فاولات عديدة يتسبب فيها لاعبو الفريقين ، ليس بسبب رداءة الأرضية والساحة التى يجرى عليها التنافس وإنما بسبب قلة خبرة لاعبي الفريقين أحيانا وبسبب الأنانية المفرطة التي تملكت كل لاعب ،ولم يحتسب الحكام كثيرا من حالات الخشونة المتعمدة التى كانت تستدعى إشهار البطاقات الملونة الصفراء مثنى وثلاث ورباع وخماس ثم البطاقات الحمراء ،التى يتبعها الطرد من ملعب المباراة ،الحركة الشعبية ارتكبت كثيرا من (الفاولات )الخطرة ليس فى الملعب الجنوبي الذي تتمرن وتلعب فيه لوحدها وإنما فى الشمال أيضا ،ولعل أكثر المخالفات التى ترتكبها الحركة وضوحا فى الجنوب هو أنها تستخدم سلاح العنف فى مواجهة كل من لا يركب مع لاعبيها الأساسيين أمثال( باقان وعرمان وعقار)
فى مركب الانفصال خاصة شريكها فى الحكم المؤتمر الوطني ويكفى أن كل قادة وعناصر المؤتمر الوطني فى الجنوب يتعرضون للضرب المبرح حد الموت ،فإذا كان السيد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة يرى أن المؤتمر الوطني يرتكب( فاولات ) فيما يتعلق بالتسجيل للعملية الانتخابية ،وقد يكون محقا فى قوله إلا أن كل الشعب السوداني سجل جملة( فاولات ) لشريكي الحكم فى السودان ،حتى حدا اللعب الخشن من قبل كل منهما تجاه الآخر أمرا قانونيا ومعترف به ،حيث يتهم كل منهما الآخر بالسعي لإقصاء الآخر،وإبعاده عن المسرح الذي يهيمن عليه ،فالحركة الشعبية مثلا تحب أن ترى الجن الأحمر فى أحراش ومدن الجنوب ولا تريد ان ترى منسوبا واحدا للمؤتمر الوطني ولو كان من مواليد تلك الأحراش نفسها ،وبنفس القدر ترى الحركة الشعبية ان غريمها وشريكها فى الوقت نفسه المؤتمر الوطني يذيق منسوبي الحركة ألوانا من العذاب ،ومن كثرة اتهام احدهما للآخر صار الشعب لا يصدقهما .
فمحاولة باقان اموم أمين عام الحركة الشعبية لنقل القضايا المختلف عليها بين الشريكين إلى الإيقاد والى الخارج أمر يثير السخرية من طريقة تفكير واحد من أهم استراتيجي الحركة الذين يجاهرون بالدعوة إلى فصل الجنوب صباحا ومساء ،وهو نفسه الذي يعلن أن أسكوت غرايشون مبعوث جلالة الحكومة الأمريكية والتى هى أهم الجهات التى ضغطت على الطرفين لتوقيع اتفاق نيفاشا فشل فى تقريب وجهات نظر الطرفين فكيف يعقل أن تنقل الخلافات إلى الإيقاد عندما يحتار القطب الامريكى فى حلها ؟ ألا يعد ذلك ضربة جزاء واضحة تستدعى إبعاد باقان اموم بالبطاقة الحمراء بل وتغريمه بإغلاق فمه لمدة ستة أشهر كاملة لأنه لا ينطق بعد صمت ساعات إلا كفرا صريحا ،والا يعد ما أدلى به مؤخرا السيد سلفاكير من تصريحات مفادها ان المؤتمر الوطني يعرقل ترسيم الحدود فى ابيى ،فى حين ان المؤتمر الوطني هو من دعا إلى اللجوء للتحكيم الدولي وقبل قرار محكمة لاهاى وان الحركة الشعبية هي من تتولى إدارة المنطقة .
المؤتمر الوطني هو الآخر يمكن احتساب العديد من المخالفات ضده لعل أولها انه حاول إقصاء كافة القوى الشمالية من اتفاق نيفاشا وحاول أكثر من مرة العودة إلى تلك الأحزاب التي لم يهرول معظمها إلى كعكته المقضومة من أطرافها خاصة حزبي الأمة القومي بزعامة الصادق والاتحادي الديمقراطي بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغني ، بينما نجحت الحركة الشعبية من خلال مؤتمر جوبا ومقرراته فى جذب عدد من الأحزاب الشمالية والجنوبية الى صفها وان لم يتبلور بعد كل ذلك إلى تحالف عريض يهدف إلى إقصاء المؤتمر الوطني والرئيس البشير من خلال الانتخابات العامة المزمع إجراؤها بدايات العام المقبل ، حيث يلقي ذلك هوى فى نفوس كثير من قادة الأحزاب المعارضة والقوى الإقليمية والدولية وحركات تمرد دارفور وليس بمستبعد أن ترشح كل هذه الأحزاب الإمام الصادق المهدي آخر أئمة المهدية الجدد ،دون ان يعنى ذلك بالضرورة تخلى الحزب عن برنامج الصحوة الإسلامية الذي خاض به انتخابات الديمقراطية الثالثة فى العام 1986،أو أن يتخلى الاتحادي الديمقراطي عن برنامج الجمهورية الإسلامية ،وقد يعتبر الزعيمان الطائفيان الصادق والميرغني أن ضرورات المرحلة وفقهها ،تبيحان المحظور ،حيث ستذهب الحركة الشعبية بكعكة الجنوب كاملة وستعمل مع أحزاب الشمال كلها بما فيها المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي ،مستفيدة من خبرة الأخيرين فى الحشد والدعاية والتنظيم ،لمنافسة المؤتمر الشعبي ومطارده مرشحيه فى كل جحر ضب دخلوه ،ولذلك لن نستبعد أن تعمل كل هذه القوى من خلال تحالفها هذا إن تم إلى إثارة الشارع العام وسيكون المؤتمر الشعبي والشيوعي وعناصر الحركة الشعبية هم وقود تلك المعركة التي سوف تنطلق من الأوساط الطلابية مرورا بفئات العمال التي يحكم المؤتمر الوطني قبضته عليها بقوة وانتهاء بإثارة كثير من الغبار حول قانوني الأمن الوطني والاستفتاء والنقابات والمشورة الشعبية ،وترسيم الحدود وغيرها من القضايا المختلف عليها بين شريكي الحكم لتكون بمثابة الشرارة لأعمال فوضى عارمة لاتبقى ولاتزر،وقد تجد صدى لدى دوائر إقليمية ودولية كما كان الحال فى انتخابات كينيا وزيمبابوي وإيران وبدرجة اقل أفغانستان .
الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي ثلاثتهم غير متحمسين للانتخابات ولذلك ربما يعملون لتأجيلها وفى أحسن الأحوال عرقلتها بعد ان تبدأ وإثارة الكثير من الزوابع والغبار حول نتائجها خاصة فى حال فشل تحالفها المتوقع مع الأمة والاتحادي من اجل إقصاء المؤتمر الوطني إذ من الواضح أن برنامج الحد الأدنى الذي سيجمع كل هذا الشتات هو إقصاء دولة الإنقاذ واقتلاع رموزها الذين عششوا وباضوا وفرخوا وتكاثروا بشكل أزعجهم فكان لابد من التحالف والاتحاد حيث فيه القوة بهدف واحد أوحد هو هزيمة ما تبقى من دولة المشروع الحضاري ، لكن هل يسكت المؤتمر الوطني فى وجه هذه الهجمة الشرسة والضربات التي سوف يتناوب على تسديدها لاعبون مهاريون يمثلون منتخبا مخضرما ، عركته السنون ؟ وهل يتمكن هؤلاء من الفوز عليه فى الزمن المحدد حسب محددات اتفاقية نيفاشا ؟ يرى كثير من المراقبين أن المباراة قد تمتد إلى أشواط إضافية قبل أن تنتهي بضربات الترجيح ، وقد يصر لاعبو الحركة الشعبية الى نقلها مجددا إلى إستاد نيروبي أو نيفاشا ،وقد يعمد جمهور الشيوعي والشعبي إلى إثارة الكثير من الشعب أثناء الانتخابات لكن لا احسب أن (باسيج ) المؤتمر الوطني سوف يقف مكتوف الايدى بل سيضرب بيد من حديد ،مستفيدا من تجربة البلدان التي اشرنا إليها آنفا خاصة إيران غير إن تعاملا خشنا كهذا من شأنه أن يثير كثيرين فى الداخل والخارج ويجعلهم يقفون مناصرين للتحالف القائم ضد المؤتمر الوطني ،وسوف تكون أجواء الفوضى مجالا خصبا للحركة الشعبية فى سعيها المحموم لإعلان الانفصال من جانب واحد وحتى دون إجراء الانتخابات أو الاستفتاء لذلك نتوقع أن يتعنت المؤتمر الوطني كثيرا إذا أصرت الحركة على علاج النقاط الخلافية فى اى منبر خارجي ،فهنا سوف تستخدم الكروت المخفية من قبل المؤتمر الوطني وبانهيار اتفاقية نيفاشا فستجد الحركة الشعبية نفسها مجبرة على ترك القصور والدور ومليارات البترول والعودة مجددا إلى أحراش الجنوب ودول الجوار لاستئناف جولة أخرى من الحرب الضروس، ربما تستمر سنين عددا والكل يعلم أنها أعدت نفسها لها كما اعد المؤتمر الوطني نفسه لها ،سيكون المؤتمر الوطني قد كسب سنوات راحة واستجمام لمقاتليه تماما كما الحركة الشعبية ،لذلك على الطرفين أن لا يكثروا من اللعب الخشن وغير القانوني فيما تبقى من زمن لانتهاء أمد نيفاشا ،فلا ينبغى أن تظن الحركة الشعبية أن بوسعها امتطاء سروج الأحزاب التقليدية لكي توصلها إلى مآربها دون أن تعي أن المؤتمر الوطني لديه أيضا سروج عديدة فى الشمال والجنوب يمكن أن تمتطيها بمهارة ،وسترى من الحشاشين يملأ شبكته أولا ،على الحركة الشعبية أن تعي جيدا أن الانفصال فى حد ذاته لن يحل مشاكلها المعقدة ، عليها إن كانت جادة فى الانفصال أن تناقش مع شريكها فى الحكم ملفات ما بعد الانفصال وما أكثرها ، وان يعلم قادتها أن الهرولة إلى وسائل الإعلام فى كل صغيرة وكبيرة تعترض مسار تطبيق الاتفاقية ليس الحل ،وأنها حقا لا يمكن ان تجيد ركوب سرج الحكومة والمعارضة فى آن واحد وبنفس القدر من( الحذاقة) والإجادة اللهم إلا أن يكون قادتها سحرة يجيدون فى كل أن اللعب بالبيض والحجر دون إحداث اى خدش فيه.
إعفاء قلواك :
كان يمكن أن يمر إعفاء اللواء قلواك من منصبه كوال فى إحدى ولايات الجنوب مرور الكرام ، لولا انه جمع حوله حاشيته وأعلن انسلاخه عن المؤتمر الوطني ، ولن نلوم الرجل على فعلته بل نلوم المؤتمر الوطني الذي أكد بالدليل القاطع لبعض منسوبيه أمثال قلواك أن المنصب فى دولة المشروع الحضاري المتهاوية يوما بعد آخر تشريف وليس تكليفاً ،فقلواك هذا الضابط الكبير اليوم فى سلك الجندية السودانية بدأ مع الإنقاذ فى فجرها الأول برتبة مقدم وتنقل فى الوزارات طوال عشرين عاما بفضل علاقة ما جمعته بقائد الثورة المشير البشير العميد وقتها فى صفوف القوات المسلحة ، نلوم المؤتمر الوطني الذي فشل بشكل مريع فى خلق أجيال من الإنقاذيين يحملون الراية عن الدكتور إبراهيم احمد عمر ود/ غندور وسبدرات وكثير من الولاة والوزراء وأعضاء المؤتمر الوطني ومديرو ورؤساء مجالس إدارات العديد من المؤسسات فى الدولة لذلك كان طبيعيا ان يتمرد أمثال قلواك رغم ما كنزوه من أموال وثروات الإنقاذ بل السودان طوال عشرين عاما نوما فى كرسي السلطة الوثير ،ذلك أن المسئول الحكومي فى عهد دولة المشروع الحضاري لا يمكن أن يخلع إلا بالموت ، وإلا اروني كم وزيرا أو مسئولا حكوميا ادخل السجن لفساده أو إفساده ؟ وأي مسئول قيل له اجلس فى بيتك وابحث عن رزقك ؟ كل من اعفي من منصبه تسنم منصبا ارفع منه ،فكان طبيعيا أن تجارى الحركة الشعبية المؤتمر الوطني فى كل شئ حتى الفساد الذي ينخر فى جسد الجنوب نتاجة طبيعية لفساد تعلمه الساسة الجنوبيون فى الشمال ،لذلك فمن الطبيعي أن تجد صغار مسئولي الإنقاذ يتطاولون فى البنيان، ولو علموا ارتفاع أسعار الذهب عالميا لتباروا فى الاتجار فيه ، للأسف الشديد الإنقاذ لم تولى ولم تستأجر القوى الأمين لإدارة دواوين الدولة المختلفة إلا فيما ندر ربما لقصور فى كادراتها المدربة على تولى مثل تلك المهام وربما لابتعاد معظم الأعضاء عن تلك البرامج الاجتماعية التي ربتهم عليها الحركة الإسلامية فى عهدها الباكر وربما لان إدارة الدولة تختلف كثيرا عن إدارة حركة إسلامية محدودة العدد وربما لان المال بطبعه يخرب النفوس و( السائب ) منه يعلم السرقة ،ومؤكد ان الانتخابات لو قدر لها أن تجرى فى البلاد ستحصد الإنقاذ بعضا من ثمرات زرعها وغرسها ،رغم اجتهادها فى السعي لتسجيل كل من تظن انه ناصرها يوم تشخص الأبصار صوب صناديق الاقتراع ، كان على الإنقاذ أو المؤتمر الوطني أن يضخ مزيدا من الدماء فى شرايينه وان يحدد سنوات بعينها لكل من يتولى منصبا عاما (وال أو وزير أو مدير مؤسسة إلخ )بدلا من جعلهم يتفسخون على كرسي السلطة ،كان عليها أن تحاكم كل من يسيء إلى المنصب أو المال العام ،كان عليها أن تستبدل الاستراتيجي بما هو من باب التكتيك والمناورة والآنية فى كثير من توجهاتها ،كان عليها أن تسعى فى جذب من يشاركونها الخوف على وحدة البلد وتحكيم الشرع لا أن ترمى بهم للآخرين ، كان عليها ان تستفيد من عظات وعبر ودروس عشرين عاما يظنها البعض مرت عجافا وخوالى ونحسب ان فيها الكثير من الانجازات والكثير أيضا من السلبيات التي ينبغي أن تعالج بروح مختلفة فليس مهما عدد السنوات التي سوف تحكم الإنقاذ فيها الناس بل ماذا قدمت لهم وماذا تنوى تقديمه إن اختارها الناس مجددا للحكم .
خير خلف لخير سلف .
امضي صديقنا الدكتور هاشم الجاز فترة خصبة من حياته أمينا عاما لمجلس الصحافة والمطبوعات ،ولم يأت الجاز إلى موقعه ذاك من الشارع بل من كلية الإعلام فى الجامعة الإسلامية ،وقد درسنا فيها مادة الجغرافيا السياسية فى السنة الأولى وتشرفت بالسفر معه والأخ الزميل عبد العظيم صالح وكان يمثل جريدة الأسبوع والأستاذ الكبير عبد العظيم عوض وكان يمثل جريدة الأيام وكان شخصي الضعيف يمثل جريدة السوداني بينما كان الزميل هاشم الجاز يمثل وقتها العلاقات العامة والإعلام فى هيئة الكهرباء سافرنا جميعا إلى الدمازين فى مهمة صحفية تخص الهيئة عام 1986 وعندها عرفت الأستاذ هاشم عن قرب رجل هادئ ودود واذكر ان السيارة الى كانت تقلنا (مينى بص ) اصطدمت بماعز على الطريق فقتلتها فى تلك الرحلة وتألمت كثيرا للمشهد حينها ،لان روحها فاضت فى الحين ،المهم غادر زميلنا الدكتور هاشم موقعه وترجل من كرسيه لصالح زميلنا الآخر الخلوق ابن العرب الوجيه العبيد مروح ،الذي عرفته هو الآخر منذ أيام كتاباته فى مجلة الجامعة صاحب قلم رشيق ،وحس تنظيمي وامني وفني رفيع ،يقابلك بابتسامة عذبه فيها الكثير من الوقار والجدية ،وجمعتني به ظروف ومناسبات عديدة ،غير أن سفري إلى قطر نهايات العام 1999 لم تسمح له الالتقاء به مجددا غير اننى تابعت أخباره وتحركاته فى التلفزيون الذي كنت قد سبقته إليه قبل سفري للدوحة ثم سمعت انه أصبح مستشارا إعلاميا فى إحدى سفاراتنا فى الخارج ولان الزميل العبيد صحافي قديم ولكونه لم يكن بعيدا فى الأصل عن مجلس الصحافة فاننى احسبه سوف يفيد المهنة كثيرا وسيكون خير خلف لخير سلف ولى رجاء واحد إليه هو أن يولى أمر التدريب الداخلي والخارجي اهتماماً ان لم يكن من خلال تنظيم ورش عمل فى الداخل وابتعاث الصحفيين الشباب الى مؤسسات صحفية رائدة فى الخارج فلا اقل من أن يسعى المجلس بالتعاون مع اتحاد الصحفيين وكليات الإعلام والهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وكليات الإعلام وغيرها لإنشاء مركز أو معهد يعنى بالتدريب والتأهيل لجيل الصحفيين الشباب
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق