الاثنين، 23 يوليو 2012

استغلال أم استقلال؟


 مع الوجود الاسرائيلي ..هل يستقل السودان العام القادم؟

بقلم: سليم عثمان

كاتب وصحافي سوداني مقيم فى الدوحة

 ثم ماذا بعد أحتفلنا بشكل صوري فى القصر الجمهوري بالذكري (56 ) لاستقلال السودان؟ وهل حمل خطاب سعادة المشير البشير رئيس الجمهورية جديدا للأمة؟ كانت الاجابة من ثلة عشوائية استطعلها ميكرفون برنامج زميلنا الطاهر حسن التوم فى فضائية النيل الازرق (لتكتمل الصورة) عشية الاستقلال وهو يستضيف نفرا من ساسة السودان يمثلون الحكومة والمعارضة،خلاصة ما قاله أولئك النفر ممن استطلعهم البرنامج هو التالي:

أن استقلال بلادنا ما يزال منقوصا،وأن النخب السياسية والعسكرية التى حكمتنا كل تلك المدة لم تحقق النجاح المنشود، وأنها لم توفق حتى الان فى تحقيق الرفاهية والعدل التى ينشدهما المواطن السوداني،وانها فشلت فى استغلال موارد السودان الكبيرة والمتعددة وتسخيرها  لصالح الوطن والمواطن .

نحتفل بالذكري السادسة بعد الخمسين،ورمز سيادتنا وعدد من كبار القادة فى الدولة والحزب الحاكم مطلوبون لدي محكمة الجنايات الدولية ،بتهم  أقترافهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية،نحتفل بهذه المناسبة الوطنية وقد انشطر السودان الى شطرين وقد فقدنا ربع مساحة البلد ،وثلث عدد سكان البلد ،نحتفل بذكري استقلال بلادنا وما تزال رحي الحرب تدور فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور،نحتفل بهذه المناسبة ومعظم أراضي السودان ما تزال بورا بلقعا ،بل يتشدق وزيرالزراعة الاتحادي بأن مشاكل الري سوف تختفي الموسم  المقبل فى مشروع الجزيرة ويكاد يطير فرحا لزراعة800 الف فدان قطنا فى هذا المشروع، الذى كان عملاقا وجعلته الانقاذ قزما صغيرا ، وشردت مزارعيه ،كما شردت المزارعين فى كل مكان بسياسات زراعية فاشلة  رغم نحتفل بذكري استقلال السودان ومحمد أحمد السوداني المسكين  لا يجد فى دولة التوجه الحضاري ما يسد رمقه ويستر عريه،نحتفل بذكري الاستقلال وتعليمنا أصبح فى الحضيض،وقيم مجتمعنا فى تاكل يومي.ولو سألت الحاكمين عن معني الاستقلال لقالوا لك بالفم الملان ، انه تمثل فى بتر جزء كان ينخر كالسرطان فى جسد الأمة السودانية (الجنوب) ولقالوا لك :أنهم شيدوا أكبر سد لانتاج الكهرباء (سد مروي) ولقالوا لك: أنهم أخرجوا البترول من باطن الأرض ،وأعطوه لاخواننا فى الجنوب ،حتى لا يحاربوننا ثانية ،ولقالوا لك :انهم رفعوا عدد الجامعات بعد أن كانت على أصابع اليد الواحدة الى خمسين جامعة وكلية أو يزيد، ولقالوا لك :انهم حرروا الاقتصاد السوداني ،حتى أصبحت كافة السلع متوفرة على قارعة الطريق ،بحيث يستطيع محمد أحمد المسكين، أن يتصور بجانبها اناء الليل واطراف النهار،  ثم يقولون لك: أنهم أغلقوا مصانع النسيج والزيوت وغيرها ،وأصبحوا يستوردون كل شئ من خلف البحار، وكانت النتيجة غلاء اسعار كل السلع الاستهلاكية.

ترى  كم عدد الحكومات الديمقراطية والشمولية التى حكمتنا منذ الاستقلال ؟ مؤكد أن اكثر من ثلاثة ارباع سنوات الاستقلال والحكم الوطني ،سامتنا  فيها حكومات العسكر سوء العذاب ،ويكفيها عجزا انها بترت جزءا مقدرا من البلد،ولو تأملت فى تصريحات بعض قادة المؤتمر الوطني لتأكدت بنفسك  أنهم لا يزالون يعملون  بكل همة لبتر اجزاء أخري مما تبقي من السودان ولذلك كلما تخلصنا من جنوب متمرد ظهر لنا جنوب اخر اكثر تمردا،لا لسبب اللهم الا لشهوة البعض وحبهم وعشقهم للحكم، حتى لو لم يتبقي سوي البيوت الفارهة التى يعيشون فيها.متى يكون لهؤلاء القادة أفق واسع وحسن تقدير لما ال اليه حال البلد؟هل مطالب حاملي السلاح مستحيلة التحقيق ؟لا أظن

*اسرائيل وتفتيت المفتت:

قبل أيام   زار رئيس دولة جنوب السودان اسرائيل ، الزيارة جاءت تحقيقا لوعد قطعه الرجل لمواطنيه حال حدوث الانفصال وقد وقع الانفصال وهاهو يوفي بوعده بزيارة اسرائيل ،و في 4 سبتمبر 2008 القي آفي ديختر وزير الأمن الصهيوني، محاضرة  في معهد أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي". وفى تلك المحاضرة قال المسؤول الاسرائيلي: كلاما خطيرا عن السودان ،حيث ابان بأن إضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام، واستنزاف طاقاتها وقدراتها ،هو واجب وضرورة من أجل تعظيم قوة (إسرائيل)وإعلاء منعتها في مواجهة الأعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى واسرائيل  حسب رؤية هذا المسؤول وغيره  من المسؤولين فى الكيان الصهيوني منذ زمن يرون  السودان بموارده ومساحته الشاسعة(قبل انفصال الجنوب طبعا) من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية ،منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية. ولذلك لا بد من العمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة.

وحسب الخبراء الاسرائيليون فإن  سودانا ضعيفا ومجزأ وهشا، أفضل من سودان قوي وموحد وفاعل، وهو ما يمثل من المنظور الإستراتيجي ضرورة من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي ، ولقد تبنى كل الزعماء الصهاينة من بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين وشامير وشارون وأولمرت خطًا إستراتيجيًّا واحدًا في التعامل مع السودان هو: العمل على تفجير أزمات مزمنة ،ومستعصية في الجنوب ثم دارفور، وقد نجحت السياسة الاسرائيلية والامريكية والغربية عموما فى فصل الجنوب عن الشمال ، لكن هل تكتفي اسرائيل بذلك ؟ لا أظن. فاسرائيل لا تزال تعتقد أن السودان كبير بما فيه الكفاية ، و لا زال غنيا بموارده الطبيعية ،الأمر الذى يحتم بتر اجزاء أخري منه(نشير الى أن اسرائيل فتحت مكتبا  لعبد الواحد محمد  نور) وأنها أتفقت مع الرئيس سلفاكيرفى زيارته الاخيره على اعادة عدد من ابناء دارفور، ممن دخلوا الى اسرائيل، عن طريق مصر (الى دولة الجنوب)وأنها سوف تقدم مزيدا من الدعم العسكري والخبراء والمستشارين لدولة الجنوب، حتى تستفيد من هؤلاء ومن ابناء دارفور الاخرين من حملة السلاح ، للقيام بمهمة زعزعة أمن الدولة الجارة فى الشمال(السودان) ريثما تفلح جهود اسرائيل والغرب فى فصل دارفور،إن عاجلا أم اجلا، ،سناريوهات فصل أجزاء أخري ،عن الجسد السوداني المنهك والمثخن بالجراح عديدة، فلن تكتفي اسرائيل بفصل الجنوب، بل ستعمل بكل همة وبنفس طويل ،على فصل( دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وربما الشرق)وقد لا ومن سوء الطالع أن لدينا حكومة رعناء، تنتقد اسرائيل علنا ،وتنفذ سياسات عشوائية ،وتسلك سلوكا غير راشد ، يتوافق تماما مع المخططات الاسرائيلية، فلو  كانت هذه الحكومة  قد أهتمت بالجنوب بشكل أفضل، وسارت فى نهج الحوار منذ مؤتمرها الأول هو قضايا السلام فى بواكير عهدها لكان الجنوب اليوم ربما جزء من السودان الواحد الموحد لكن وقد أنفصل فلن يفيدنا البكاء على اللبن المسكوب بل العظة والعبرة التى تمكننا من المحافظة على  ودارفور والشرق وغيرهما من مناطق السودان ،وأن فعلت ذلك بالحسني  لما نجحت اسرائيل فى دس أنفها فى شئوننا الداخلية،فمن خلال دارفور دخلت اسرائيل الى السودان ومن خلال الجنوب دخلت وستدخل الان من خلال جبال النوبة والانقسنا والشرق، وأن اسرائيل تتدخل الان فى شئون دارفور من خلال قادة دولة جنوب السودان، ومن خلال بعض قادة تمرد دارفور، و سوف تتدخل فى مناطق السودان الأخرى،  بنفس الآلية والوسائل لتكرار ما فعلته  مع القوى الغربية ،في جنوب السودان، و كانت هناك تقديرات "إسرائيلية" حتى مع بداية استقلال السودان في منتصف عقد الخمسينيات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عن اسرائيل بأن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربي، لأن مواردنا إن استمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منا قوة يحسب لها ألف حساب، وفي ضوء هذه التقديرات كان على (إسرائيل) أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة ،وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد، ومعلوم أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافي عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل، لوجود الفجوات والتغيرات في البنية الاجتماعية والسكانية فيهما، وتستغل اسرائيل فشلنا فى ادارة التنوع الموجود فى بلدنا أحسن استغلال وسوف تستغله طالما أصبحت لها علاقات مع دولة جنوب السودان ولن يفيدنا دعوة العرب والاشقاء فى مصر للتواجد هناك ، علينا أن نحل مشكلتنا بأنفسنا لا أن ننتظر من أخواننا العرب أن يبعدوا عن بلادنا خطر التدخلات الاسرائيلية، وبالنسبة للسودان، فإن خير وسيلة لتفتيته هو ازكاء روح النعرات العنصرية ،وتحريك قوي ما يسمي بالهامش، وإن كنا لانعتقد أن حكومتنا هذه لا تحتاج من يساعدها ،فى تفتيت السودان،حيث يظن قادتها أنهم قادرون على دحر التمرد ،لمجرد أنهم نجحوا فى قتل أحد قادة تلك الحركات(خليل ابراهيم)وكانوا يظنون  فى السابق انهم قادرون على دحر التمرد بالجنوب ،وبعد حريق عظيم فى الجنوب  التهم أخضر ويابس السودان ، ومئات الاف الشهداء والاف براميل الدم المسفوح هناك ،استسلموا للتمرد ،ومنحوه أكثر مما طلب، ومع ذلك فإن السلام لم يعرش فوق رؤوسنا ،فبعد أن كنا نحارب جزءا متمردا من الوطن ، هانحن نستعد لمحاربة دولة تدعمها امريكا واسرائيل.

نعود الى محاضرة  افى ديختر وزير الأمن الصهيوني تلك حيث أكد : إن جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل من بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الإستراتيجي في التعاطي مع السودان الذي يرتكز على (تفجير بؤرة وأزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب وفي أعقاب ذلك في دارفور).

هذا الخط الإستراتيجي كانت له نتائج ولا تزال، أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكريًّا واقتصاديًّا قادرة على تبوء موقع صدارة في البيئتين العربية والأفريقية، وعندما سئل ديختر ما هي نظرته إلى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية في الجنوب وفي الغرب والاضطراب السياسي وعدم الاستقرار في الشمال وفي مركز القرار الخرطوم؟. هذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق جنرال الاحتياط إفرايم سنيه.

رد ديختر على هذا السؤال: (هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف في السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار استقلال إقليم كوسوفو. لا يختلف الوضع في جنوب السودان وفي دارفور عن وضع كوسوفو، فهل حكومتنا واعية لهذه المخططات ؟وهل الاستمرار فى سياستها الحربية تبعد عن بلادنا شبحوخطر التدخلات الاسرائلية والغربية؟لا اظن أن حكومتنا تتعظ بالدروس، مهما كانت بليغة وماثلة وشاخصة أمامها،سياسات الحكومة تقول ببساطة لاسرائيل :مرحبا بك فى السودان فى أى وقت! وقد قال يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق فى تصريحات صحافية  من قبل : (في السودان أنجزنا عملاً عظيماً للغاية؛ لقد نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوبه، ودرّبنا العديد منها، وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم).

وأضاف  (نشرنا هناك في الجنوب ودارفور شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية، ونشرف حاليا على تنظيم )(الحركة الشعبية) هناك، (وشكلنا لهم جهازا أمنيا استخباريا). ولذلك فإننا نتفق مع أولئك الشباب الذين قالوا أن استقلالنا ما زال ناقصا ، بعد مضي 56 عاما ،ومتى نجحت حكوماتنا فى ايقاف حروبها ومتى نجحت فى تحقيق العدالة والمساواة بين الناس ومتى ازالت الغبن والتهميش ومتى جعلت الناس جميعهم سواسية امام القانون، ووفرت مقومات العيش الكريم للجميع ،ومتي وجد كل انسان نفسه مواطنا صالحا فاعلا ،فى هذه الدولة  ومتى انتهجت الحكومة سياسات راشدة فى مواجهة اسرائيل ومتى التفتت لمطالب حاملي السلاح وتطلعات مواطنيها ممن لم يحملوا السلاح ،عندها يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال، وعندها يحق لنا أن نرفع علم دولتنا عاليا.وكل عام وأنتم بخير

كيد النساء
ذهب رجل في رحلة ليكتشف ما هو كيد النساء
وفي طريقه التقى بامرأة عجوز واقفة بجانب بئر
فجلس معها شرب من البئر وبدأ يتحدث معها
فسألها ما هو كيد النساء ؟؟
فوقفت عند البئر وبدأت تبكي بصوت مرتفع
حتى يسمعها أبناؤها فيأتون ليقتلوا الرجل
ظناًمنهم أنه يريد يدفعها في البئر
فقال لها ماذا تفعلين ؟

وحاول إيقافها ، وقال أنا لم أتي إلى هنا لأيذائك !!
فقامت ومسكت دلو الماء وسكبته على نفسها
فتعجب الرجل منها وسألها لماذا فعلتي هذا ؟؟
وبينما هو يتكلم أتى الأبناء
وقالت العجوز : هذا الرجل أنقذني عندما سقطت في البئر !!
فقاموا يشكرونه وفرحوا به كثيراً !!
فسألها ما الحكمة من فعلتك هذه ؟!!
فقالت : المرأة بقدر ما تستطيع أن تقتلك ، بإمكانها أن تُحييك بأمر الله سبحانه وتعالى.















متى نضمد جرح هجليج النازف ؟؟

بقلم : سليم عثمان

كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر

فى مثل هذه الأوقات ليس من وطني عاقل يقلب دفاتر الأمس ،نعم نخالف الحكومة فى كثير من  وسائل ادارتها لقضايا الوطن ونعارضها بشدة  فى كثير من سلوكها وتصرفها ومنهجها فى الحكم ولكن حينما يتعرض الوطن للغزو ممن كنا نحسهم أخوانا أشقاء وجزء ا أصيلا منا وإن شطرته السياسة قاتلها الله ،فأننا ننحاز دون تردد لهذا الوطن،ولا يعني انحيازنا للوطن فى مثل هذه الظروف أننا متفقون مع الرئيس البشير أو المؤتمر الوطني ،ننحاز الى الوطن حينما يتعرض أى جزء منه  حتى لو كان شبرا واحدا ،نذود  عنه بالغالي والنفيس ،فهجليج ليست قطرات نفط ننتظرها لتروى ظمأنا ، بل  قطعة عزيزة دنسها من كنا نحسبهم لا يفعلون  مثل ها العدر ،شخصيا شعرت بحزن وخجل شديدين،الحزن سببه ما حاق بهجليج من أذى والحزن أيضا لسقوط رجال قامات كانوا يذودون عنها فى وجوه تتار وأوباش السودان الجنوبي الجدد ،ومن ركب فى سروجهم من أبناء السودان الذين كنا نناصر قضاياهم وننافح معهم فى وجه الحكومة، لتعدل وتحسن اليهم ، أا الخجل فكان مبعثه أني  شاهدت أخوات سمية فى أكثر من مدينة سودانية، يتحرقن للقتال ويشددن من أزر أخوانهم الذين يتأهبون لرد البغي والعدوان ، إذن دفاعنا  عن هجليج فى وجه من احتلوها وأغتصوبها هو أضعف الإيمان ،  وما نكتبه هنا مجرد كلمات صماء بكما ندفع بها فى وجوه أولئك الغزاة  ،علها تكون أحجار من سجيل ترد كيدهم الى نحورهم.

تروي نسيبة بنت كعب ( أم عمارة ) عن يوم أُحُد ، فتقول : خرجتُ أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله الأمين  ، وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزتُ إلى رسول الله عليه الصلاة وأزكي التسليم  ، فقمتُ أباشر القتال ، وأذبُّ بالسيف ، وأرمي عن القوس ، حتى خلصتْ الجراح إليّ ، ولما ولَّى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أقبل ابن قميئة يقول : دلوني على محمدٍ لا نجوت إن نجا ، فاعترضتُ له أنا ومصعب بن عمير فضربني هذه الضربة على عاتقي ، وقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكنَّ عدو الله كانت عليه درعان .



هذه أم عمارة التي يقول عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم  : ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا وأراها تقاتل دوني .فكيف نرى نحن معاشر الرجال نساءنا يحشدن فى الميادين العامة يحرضننا على القتال فلا نجيب؟ نعم لقد مللنا الحرب وخبرنا  ويلاتها وأكتوينا كثيرا بنيرانها ، نعم ليس فى السودان بيت لم يمت فيه أحد جراء حرب طويلة مع أخوة الوطن، الذين قرروا بمحض إرادتهم فرز معيشتهم عنا، والانفصال عن الدولة الأم وكنا نظن وبعض الظن أثم أن قادة الدولة الجديدة سوف يقدرون للسودان هذا الصنيع لكنهم عوضا عن ذلك أرادوا استعراض قوتهم وقوة من يقفون خلفهم  يدفعون بهم لحربنا ظانين أن ذلك سوف يحقق لمواطنيهم رخاء وعزة وما دروا أننا لا نرضي الدنية فى ديننا ولا نرضي الهوان لوطننا ،و حينما يهاجموننا فى عقر دارنا، فإن فى ذلك قهر لنا أيما قهر، وقد استمعت الى أحدى الأخوات تتحدث الى فضائية النيل الأزرق وتقول أن شقيقتها رفضت الطعام منذ أن وطأت اقدام الأوباش أرض هجليج وأقسمت أن لا يدخل طعام ألى بطنها الإ بتحرير هجليج ورفضت حتى التحدث الى مقدم البرنامج الذي ناشدها ربما ليثنيها عن سلوكها ولعل كل وطني غيور انتابه ذات شعور تلك الفتاة فليس من سوداني قح يفرح ويشمت فى احتلال الاعداء لجزء عزيز من الوطن حتى لو كانت مساحة جرداء قاحلة ناهيك عن هجليج الخير ،وحينما نحاول نرد العدوان لا ينبغي أن يظن ظان أننا ندق طبول الحرب ،ونشعل النيران ،فقد  أشعلها هؤلاء الذين غدروا بنا،فهجليج ليست ملكا للبشير أو المؤتمر الوطني ، هجليج سودانية خالصة تهم كل سوداني غيور سواء كان فى صف الحكومة أو كارها لها، وعندما  تتحرر هجليج  ويتهيأ الجو للحوار مع دويلة الجنوب ،عندها يمكن أن نحاسب الحكومة فى الدرهم والمثقال، وفى كل صغيرة وكبيرة ، لكن الان لا ينبغي أن يعلو صوت فوق صوت أزيز المدافع و(لعلعة) البندقيات ، فحينما يقول سلفاكير رئيس تلك الدويلة متحديا : أنه لم يأمر جنوده بالانسحاب من أرض سودانية أحتلوها(هجليج) يصبح أخراجهم عنوة وأقتدارا من شيم رجالنا الأشاوس وأظنهم حينما تقرأون هذا المقال يحتفلون بنصرهم المبين على تلك الشرزمة التى لم تخلع لباس الغابة الذي تتزيأ به ولم تفهم القانون الدولي ولا حرمة الجوار، وجندنا البواسل تقبل الله من أستشهد منهم، فى تلك البقعة الحزينة التى تنادينا جميعا أن هلموا لنجدتها ، خفاف عند الفزع لا يهابون العدو وشخصيا أعتقد أن ما يقومون به ذودا عن الوطن وسيادته وعرض مواطنيه جهادا نفيسا ، فليس الوقت وقت تشكيك وتخذيل، وليس وقت بكاء  وتصدية ،وليس وقت حساب وتصفية، نعم أخطأت الإنقاذ وتعثرت فى كثير من خطواتها وهى تقودنا  طوال عشرين عاما وتزيد ،نعم نيفاشا لم تكن أختيارنا ولا فصل الجنوب تم بإرادتنا ، ولا يقول عاقل يجب ان يعود فريق التفاوض السوداني الى اديس فى هذه الأوقات بل يجب أن نعمل جميعا حكومة ومعارضة وشعب على تحرير هجليج وكنس اثار الغزاة وتطهير المنطقة من رجسهم ونجسهم ، كما يجب أن نفتح عيوننا الى مداها الأوسع حتى لا يغدروا بنا فى موقع اخر ،كما  لا ينبغي بحال من الأحوال أن نبكي على اللبن المسكوب،  إذ ما قيمة لطم الخدود ، وشقِّ الجيوب على حظِّ فات أو غُرمٍ ناب ؟ ما قيمة أن ينجذب المرء بأفكاره ومشاعره إلى حدثٍ طواه الزمن ليزيد ألمه حرقةً وقلبه لذعاً ؟!

لو أن أيدينا يمكنها أن تمتد إلى الماضي لتمسك حوادثه المدبرة ، فتغير منها ما تكره ، وتحورها على ما تحب ؛ لكانت العودة إلى الماضي واجبة ، ولهرعنا جميعاً إليه ، نمحو ما ندمنا على فعله ، ونضاعف ما قلّت أنصبتنا منه ، أما وذلك مستحيل ، فخير لنا أن نكرّس الجهود لما نستأنف من أيام وليالٍ ، ففيها وحدها العوض . وهذا ما نبّه إليه القرآن الكريم بعد ( أحد ) ؛ قال للباكين على القتلى ، النادمين على الخروج للميدان : ]قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ [  يقول ابن الجوزي: يقول : ( من نزلت به بلية فليتصورها أكثر مما هي عليه تهن ، وليتخيل ثوابها ، وليتوهم نزول أعظم منها  ير الربح في الاقتصار ، وليتلمح سرعة زوالها فإنه لولا كرب الشدة ما رُجيت ساعات الراحة ) .

ولكننا اليوم أمام أحداث جسام وأهوال عظام  تستدعي الخروج لقتال العدو ،فالعدو الذي وصل الى هجليج ،قد يفكر فى الدروشاب والحاج يوسف وشندي فى الغد القريب، أن فشلنا فى طرده من هجليج ، وكلنا يذكر أن  قائد الحركة الشعبية الراحل  جون قرنق  كان يمني النفس باحتساء القهوة مع حرائر شندي؟  وقد يحلم كبيرهم نافخ الكير ، بأن يشرب شاى المغربية مع أخواتنا فى حاضرة الولاية الشمالية  دنقلا  أو فى قرية الفريق الركن بكري حسن صالح فى (الحفير مشو) ،لذا لا ينبغي أن نظن أن قادة الدولة الجنوبية الوليدة حاولوا من خلال فعلتهم المرفوضة تلك ايصال رسالة للمؤتمر الوطني وحده، بل ارادوا أن يقولوا لنا: نحن السودانيين جميعا  حكومة واحزابا وشعبا ،أن أياديهم  أصبحت عليا وأيادينا  باتت  سفلي ، أرادوا أن يقولوا أن جيشنا ضعيف ،  وانهم مدعومون من امريكا والصهيونية العالمية والغرب ودول الجوار ،وأننا شعب جبان ،  لا نقوى على القتال وأنهم بمجرد أن يحتلوا هجليج سوف تندلع ثورة عارمة ضد النظام فى الخرطوم وما دروا أن شعبنا دائما ما يرفض وصاية الأجنبي ، نحن من نقرر متى وكيف  ولماذا نسقط حكومتنا لا اى طرف أجنبي ، لذلك نقول لهم إن توهموا فينا ضعفا أننا  دعاة سلم ، إن جنحوا هم اليها جنحنا  الى السلم ,وإن  ارادوا الحرب  فجندنا خفاف  عند الفزع ،صبر عند اللقاء وحينما يحمي وطيس الحرب ، وقد نجلس اليهم بعزة وكرامة فى طاولة مفاوضات لحل كل القضايا العالقة بيننا وبينهم ، لكن بعد أن يولوا الأدبار صاغرين  من هجليج ومن كل شبر شمال حدود 1956م ،وقد سررت أيضا يوم الجمعة لأن معظم أئممة المساجد حدثونا عن ضرورة الدفاع عن الوطن والانفس ،ونحن بدورنا نذكر مجاهدينا  بما كان يفعله السلف الصالح فى صدر الاسلام الأول وهم يجاهدون أعدائهم ، فقد كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إذا بعث أمراء الجيوش أوصاهم بتقوى اللّه العظيم، ثم كان يقول  عند عقد الألوية: بسم اللّه وعلى عون اللّه امضوا بتأييد اللّه بالنصر وبلزوم الحق والصبر، فقاتلوا في سبيل اللّه من كفر باللّه ولا تعتدوا إن اللّه لا يحب المعتدين، لا تجنبوا عند اللقاء ولا تمثّلوا عند القدرة ولا تسرفوا عند الظهور ولا تقتلوا هرماً ولا امرأة ولا وليداً. وتوقّوا قتلهم إذا التقى الزّحفان وعند حمّة النّهضات وفي شنّ الغارات. ولا تغلّوا عند الغنائم ونزّهوا الجهم عن عرض الدنيا وأبشروا بالرّباح في البيع الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. وقال بعض الحكماء: قد جمع اللّه لنا أدب الحرب في قوله تعالى: "يأيّها الّذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا وآذكروا اللّه كثيراً لعلّكم تفلحون وأطيعوا اللّه ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم و آصبروا إنّ اللّه مع الصّابرين". لذا لا ينبغي لنا نحن معشر السودانيين أن نتنازع ونشمت بحكومتنا وجيشنا فما تم غزوه ارض سودانية غالية كل من يفرح اليوم باحتلالها من قبل الأعداء سيفرح غدا باحتلالهم عقر داره .

 وقيل أن ملكا من ملوك العجم سئل: أيّ مكائد الحرب أحزم؟ فقال: إذكاء العيون واستطلاع الأخبار وإفشاء الغلبة وإظهار السرور، وإماتة الفرق والاحتراس من البطانة من غير إقصاء لمن يستنصح ،ولا استنصاح لمن يستغشّ ولا تحويل شيء عن شيء إلا بسدّ ناحية من المراتب ،وحسن مجاملة الظنون وإشغال الناس عما هم فيه من الحرب بغيره، لذا لا ينبغي أن نجور وحتى نحن نحارب هؤلاء الذين غزوا ديارنا، أى أن نفكر نحن أيضا فى فعل نفس سلوكهم ،بل نردهم صاغرين عن ديارنا قاتلهم الله أنى يؤفكون ، "قال نصر بن سيّار": كان عظماء الترك يقولون: القائد العظيم ينبغي أن تكون فيه خصال من أخلاق الحيوان: شجاعة الديك، وتحنّن الدجاجة، وقلب الأسد، وحملة الخنزير، "وروغان الثعلب، وختل الذئب. وكان يقال في صفة الرجل الجامع: له وثبة الأسد، وروغان الثعلب، وختل الذئب" وجمع الذّرّة، وبكور الغراب. ونحن لا نشك أبدا فى قدرات  جيشنا الباسل وجنودنا الاشاوس  فهم يمتلكون  كل صفات الشجاعة والحكمة واداب الحروب ، فهم يخوضونها لنصف قرن من الزمان بكل عزة وكرامة ،هم احفاد احفاد العشرة الاف مجاهد الذين رووا بدمائهم الزكية ثري كرري وقالت الخنساء:

نهين النفوس وهون النفوس يوم الكريهة أوقى لهم .

وقال يزيد بن المهلب:

 تأخّرت أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياةً مثل أن أتقدّمـا.

إنها لحظة ينبغي أن نتوحد فيها خلف راية الوطن وخلف قواتنا المسلحة ونكون لها جميعا عضدا  وسندا وهى تخوض أشرس المعارك مع عدو غاشم لا يرعي فينا الإ ولا ذمة وينبغي ان تكون حالة التعبئة فى السودان بعد اليوم دائمة،وينبغي أن يكون رواتب جندنا البواسل أعلي من كل الرواتب فى الدولة وينبغي أن يرتقي اعلامنا كله الحكومي والأهلي لمستوى التحدي والابتلاءات التى تكاد تعصف بما تبقي من أرضنا ، فلتفزيون السودان رغم ما قام ويقوم به كان بعيدا عن سخونة الحدث وهذا هو  عيب بل هو نقص القادرين على التمام وينبغي فتح باب التجنيد فى القوات المسلحة وكل الأجهزة الأمنية الرسمية والشعبية، وينبغي أن تحدث كل واحد منا نفسه بالجهاد،إن لم يكن بالنفس فبالمال  وغيره، ومن جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه فى أهله فقد غزا كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة واتم التسليم .




نوبل لسيدة محجبة


نوبل للسلام  لسيدة محجبة وللإسلاميين

بقلم: سليم عثمان

كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر

انظروا الى شكلها .انظروا الى وجهها الذى يغطيه تراب الثورة ,انظروا الى عينيها التى جفت من الدموع على شهداء اليمن ,ان لها نظرة تنقع فى بحور البؤس والشقاء ,انظروا الى ثيابها التى تجردت من كل معانى الأنوثة انها قررت أن تكون غاندى النساء ,انها فتاة قررت أن تترك متاع الدنيا وأن تتفرغ فقط لجمع قلوب الناس انها الان تحصد الحب انها تجمع الحميميه ، لعل ما قد وفر لها التعب والعناء أن تحصد القلوب والعقول هو ذلك الكنز الذى تخبئه فى عينيها,انه الصدق ، لم نسمع أنها تدربت فى معسكرات الغرب , لم تخرج لتسب جيشها على وسائل الاعلام واذا خرجت على وسائل الاعلام فانها تهرب منها كمن يهرب من وحش جائع,اذا تكلمت لا تتشدق فى كلامها,ولا تصرخ الا فى الميدان ، انهالصدق, وكم نتمنى أن تمنحها العرب هذه الجائزة، التى تثبت أن الاسلام هو من أحيا المرأة ودورها فى المجتمع ,مبروك ياشعب اليمن وأكمل الله ثورتكم بالنصر المبين ,وأنقذالله شعب رحلة الشتاء والصيف من الظالمين.كلمات كتبها ابو عدنان العدناني، تعليقا على مقال فى اونلاين الاخباري ،بعد أن منحت الأكاديمية السويدية للعلوم  مؤخرا جائزة نوبل لسلام للعام 2011 لثلاث سيدات هن الناشطة اليمنية في حركة الربيع العربي توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف و”المناضلة من اجل السلام” الليبيرية ليما غبويي. وقال رئيس لجنة الجائزة في اوسلو ثوربورن ياغلاند :ان النساء الثلاث كوفئن على “نضالهن السلمي من اجل ضمان الامن للنساء وحصولهن على حقوقهن للمشاركة الكاملة في عملية بناء السلام”.وأضاف: لا يمكننا تحقيق الديموقراطية والسلام الدائم في العالم إلا اذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتاثير على التطورات على جميع مستويات المجتمع)،البعض أبدى أمتعاضه  لحصول هذه السيدة اليمنية النحيلةعلى جائزة قيمتها مليون ونصف المليون دولار، بالاشتراك مع ورئيسة ليبيريا، الين جونسون سيرليف(72سنة)وهى أول أمرأة تفوز فى انتخابات حرة تجري فى ليبيريا ،و(المناضلة من اجل السلام) الليبيرية ليما غبويي(39سنة)والتى قادت احتجاجات ضد الحرب الأهلية فى ليبيريا أيضا ،وربما تعد السيدة توكل كرمان،أصغر سيدة عربية مسلمة ومحجبة ،تحصل على جائزة رفيعة كهذه. (ومارتن لوثر كينج) ألهمته امرأة سوداء رفضت أن تنهض من مقعدها على الباص وتتركه لأخر أبيض فألهبت بما قامت به مشاعر(لوثر كينج) وألهمت رجلاً قهر المستحيل في دفاعه عن حقوق السود ودفع حياته ثمناً لذلك وقد تساءلت زميلة توكل كرمان شيما صالح باسيد فى عدن اولاين عمن  يقف وراء هذه الروح الأبية لهذه السيدة الجسورة ؟ أزوج عظيم أم أسرة داعمة أم مبادئ سامية أم واقع مرير سياسياً واجتماعيا ؟و قالت أن صحفياً يكفي لوحده أن يكن ملهماً لأمراه كتلك؟؟ أم كل هذه الأسباب مجتمعة.

توكل  عبد السلام كرمان  من مواليد السابع من فبراير  فى محافظة تعز 1979ابنة وزير(أخواني) يمني سابق ، وهى عضوة مجلس شورى (اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل تيار (الإخوان المسلمون في اليمن)

 تزعمت الحركة الشبابية الاحتجاجية  اليمنية المطالبة بالتغيير وإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح  وهي رئيسة منظمة صحفيات بلا حدود كما تقول( الويكبيديا )الخاصة بها أن توكل كرمان  تنحدر  من أسرة ريفية من منطقة مخلاف شرعب في محافظة تعز، وفدت أسرتها مبكرا إلى العاصمة صنعاء مهاجرة من محافظة تعز، تبعاً لعمل والدها القانوني والسياسي المعروف عبد السلام كرمان. تخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء بكالوريوس تجارة عام 1999 ،وبعدها حصلت على الماجستير في العلوم السياسية ونالت دبلوم عام تربية من جامعة صنعاء، ودبلوم صحافة استقصائية من الولايات المتحدة الأمريكية.

عرفت بشجاعتها وجرأتها على قول الحق ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي والإداري، ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية في البلد، وكذلك بعملية الإصلاح والتجديد الديني، كانت في طليعة الثوار الذين طالبوا بإسقاط نظام علي صالح، شاركت في الكثير من البرامج والمؤتمرات الهامة خارج اليمن حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد، عضوة فاعلة في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحفية داخل وخارج اليمن. كما تم تصنيفها ضمن اكثر 500 شخصية تأثيرا فى العالم،وحصلت على جائزة الشجاعة من سفارة الولايات المتحدة فى صنعاءكما تم اختيارها ضمن سبع نساء على مستوي العالم احدثن تغييرا من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، كتبت مئات المقالات الصحفية في عديد من الصحف اليمنية والعربية والدولية، كان أهمها ماكتبته في عام 2006، و2007، من دعوة مبكرة لإسقاط نظام صالح، ودعوتها له للخروج من السلطة، ساهمت في إعداد تقارير عديدة حول الفساد في اليمن لصحفيين لمناهضة الفساد، والشبكة اليمنية لحقوق الإنسان. وحول حرية التعبير والحريات الصحفية في اليمن، وكذلك شاركت في وضع الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد. قادت توكل كرمان  العديد من الاعتصامات والتظاهرات السلمية والتي تنظمها اسبوعياً في ساحة أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن اسم (ساحة الحرية ) وذلك قبل بداية الثورات العربية ، وأضحت ساحة الحرية مكانا يجتمع فيه عديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية بشكل اسبوعي. فقادت أكثر من 80 اعتصاما في 2009 و 2010م للمطالبة بإيقاف المحكمة الاستثنائية المتخصصة بالصحفيين، وضد إيقاف الصحف، وضد إيقاف صحيفة الأيام، ولا زالت الاعتصامات مستمرة و5 اعتصامات في 2008 ضد إيقاف صحيفة الوسط، 26 اعتصام في عام 2007 للمطالبة بإطلاق تراخيص الصحف وإعادة خدمات الموبايل الإخبارية. وشاركت في العديد من الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب المنددة بالفساد على رأسها اعتصام ردفان، الضالع، كما أعدت العديد من أوراق العمل في عديد من الندوات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه ،حول حقوق المرأة، حرية التعبير، حق الحصول على المعلومة، مكافحة الفساد، تعزيز الحكم الرشيد. وتعد توكل كرمان اول من دعت الى يوم غضب في بلدها.

بغض النظر عن موقفنا من الطريقة التى تمنح بها هيئة  نوبل جوائزها المختلفة فإن المرء لابد أن يهنئ هذه السيدة العظيمة التى حققت إنجازا جديدا لبنات جنسها ولأمتها العربية والاسلامية بل لتيار الاخوان المسلمين الغرب الذى كان الغرب يصوره كبعبع مخيف،وفوزها  فيه تقدير للملايين التى تخرج كل يوم فى طول اليمن وعرضها مطالبة باسقاط نظام ديكتاتوري وتقدير لكل نساء اليمن والعرب.ولعل اخواننا فى اليمن يكرمونها من جانبهم بترشيحها لرئاسة الجمهورية كأول سيدة عربية حتي نظهر للاخرين مدي تقديرنا كمسلمين وعرب للنساء، ومؤكد ان الجائزة التى نالها كرمان سوف تمنح نخلات بلادي الباسقات قدرا من الالهام لحذو ما فعلته بطريقة سلمية فهناك اكثر من توكل .بل كل نساء السودان توكل لذا ينبغي على الحكومة ان تقدرهن حق قدرهن












مع الوجود الاسرائيلي ..هل يستقل السودان العام القادم؟

مع الوجود الاسرائيلي ..هل يستقل السودان العام القادم؟
بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى الدوحة
ثم ماذا بعد أحتفلنا بشكل صوري فى القصر الجمهوري بالذكري (56 ) لاستقلال السودان؟ وهل حمل خطاب سعادة المشير البشير رئيس الجمهورية جديدا للأمة؟ كانت الاجابة من ثلة عشوائية استطعلها ميكرفون برنامج زميلنا الطاهر حسن التوم فى فضائية النيل الازرق (لتكتمل الصورة) عشية الاستقلال وهو يستضيف نفرا من ساسة السودان يمثلون الحكومة والمعارضة،خلاصة ما قاله أولئك النفر ممن استطلعهم البرنامج هو التالي:
أن استقلال بلادنا ما يزال منقوصا،وأن النخب السياسية والعسكرية التى حكمتنا كل تلك المدة لم تحقق النجاح المنشود، وأنها لم توفق حتى الان فى تحقيق الرفاهية والعدل التى ينشدهما المواطن السوداني،وانها فشلت فى استغلال موارد السودان الكبيرة والمتعددة وتسخيرها لصالح الوطن والمواطن .
نحتفل بالذكري السادسة بعد الخمسين،ورمز سيادتنا وعدد من كبار القادة فى الدولة والحزب الحاكم مطلوبون لدي محكمة الجنايات الدولية ،بتهم أقترافهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية،نحتفل بهذه المناسبة الوطنية وقد انشطر السودان الى شطرين وقد فقدنا ربع مساحة البلد ،وثلث عدد سكان البلد ،نحتفل بذكري استقلال بلادنا وما تزال رحي الحرب تدور فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور،نحتفل بهذه المناسبة ومعظم أراضي السودان ما تزال بورا بلقعا ،بل يتشدق وزيرالزراعة الاتحادي بأن مشاكل الري سوف تختفي الموسم المقبل فى مشروع الجزيرة ويكاد يطير فرحا لزراعة800 الف فدان قطنا فى هذا المشروع، الذى كان عملاقا وجعلته الانقاذ قزما صغيرا ، وشردت مزارعيه ،كما شردت المزارعين فى كل مكان بسياسات زراعية فاشلة رغم نحتفل بذكري استقلال السودان ومحمد أحمد السوداني المسكين لا يجد فى دولة التوجه الحضاري ما يسد رمقه ويستر عريه،نحتفل بذكري الاستقلال وتعليمنا أصبح فى الحضيض،وقيم مجتمعنا فى تاكل يومي.ولو سألت الحاكمين عن معني الاستقلال لقالوا لك بالفم الملان ، انه تمثل فى بتر جزء كان ينخر كالسرطان فى جسد الأمة السودانية (الجنوب) ولقالوا لك :أنهم شيدوا أكبر سد لانتاج الكهرباء (سد مروي) ولقالوا لك: أنهم أخرجوا البترول من باطن الأرض ،وأعطوه لاخواننا فى الجنوب ،حتى لا يحاربوننا ثانية ،ولقالوا لك :انهم رفعوا عدد الجامعات بعد أن كانت على أصابع اليد الواحدة الى خمسين جامعة وكلية أو يزيد، ولقالوا لك :انهم حرروا الاقتصاد السوداني ،حتى أصبحت كافة السلع متوفرة على قارعة الطريق ،بحيث يستطيع محمد أحمد المسكين، أن يتصور بجانبها اناء الليل واطراف النهار، ثم يقولون لك: أنهم أغلقوا مصانع النسيج والزيوت وغيرها ،وأصبحوا يستوردون كل شئ من خلف البحار، وكانت النتيجة غلاء اسعار كل السلع الاستهلاكية.
ترى كم عدد الحكومات الديمقراطية والشمولية التى حكمتنا منذ الاستقلال ؟ مؤكد أن اكثر من ثلاثة ارباع سنوات الاستقلال والحكم الوطني ،سامتنا فيها حكومات العسكر سوء العذاب ،ويكفيها عجزا انها بترت جزءا مقدرا من البلد،ولو تأملت فى تصريحات بعض قادة المؤتمر الوطني لتأكدت بنفسك أنهم لا يزالون يعملون بكل همة لبتر اجزاء أخري مما تبقي من السودان ولذلك كلما تخلصنا من جنوب متمرد ظهر لنا جنوب اخر اكثر تمردا،لا لسبب اللهم الا لشهوة البعض وحبهم وعشقهم للحكم، حتى لو لم يتبقي سوي البيوت الفارهة التى يعيشون فيها.متى يكون لهؤلاء القادة أفق واسع وحسن تقدير لما ال اليه حال البلد؟هل مطالب حاملي السلاح مستحيلة التحقيق ؟لا أظن
*اسرائيل وتفتيت المفتت:
قبل أيام زار رئيس دولة جنوب السودان اسرائيل ، الزيارة جاءت تحقيقا لوعد قطعه الرجل لمواطنيه حال حدوث الانفصال وقد وقع الانفصال وهاهو يوفي بوعده بزيارة اسرائيل ،و في 4 سبتمبر 2008 القي آفي ديختر وزير الأمن الصهيوني، محاضرة في معهد أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي". وفى تلك المحاضرة قال المسؤول الاسرائيلي: كلاما خطيرا عن السودان ،حيث ابان بأن إضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام، واستنزاف طاقاتها وقدراتها ،هو واجب وضرورة من أجل تعظيم قوة (إسرائيل)وإعلاء منعتها في مواجهة الأعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى واسرائيل حسب رؤية هذا المسؤول وغيره من المسؤولين فى الكيان الصهيوني منذ زمن يرون السودان بموارده ومساحته الشاسعة(قبل انفصال الجنوب طبعا) من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية ،منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية. ولذلك لا بد من العمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة.
وحسب الخبراء الاسرائيليون فإن سودانا ضعيفا ومجزأ وهشا، أفضل من سودان قوي وموحد وفاعل، وهو ما يمثل من المنظور الإستراتيجي ضرورة من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي ، ولقد تبنى كل الزعماء الصهاينة من بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين وشامير وشارون وأولمرت خطًا إستراتيجيًّا واحدًا في التعامل مع السودان هو: العمل على تفجير أزمات مزمنة ،ومستعصية في الجنوب ثم دارفور، وقد نجحت السياسة الاسرائيلية والامريكية والغربية عموما فى فصل الجنوب عن الشمال ، لكن هل تكتفي اسرائيل بذلك ؟ لا أظن. فاسرائيل لا تزال تعتقد أن السودان كبير بما فيه الكفاية ، و لا زال غنيا بموارده الطبيعية ،الأمر الذى يحتم بتر اجزاء أخري منه(نشير الى أن اسرائيل فتحت مكتبا لعبد الواحد محمد نور) وأنها أتفقت مع الرئيس سلفاكيرفى زيارته الاخيره على اعادة عدد من ابناء دارفور، ممن دخلوا الى اسرائيل، عن طريق مصر (الى دولة الجنوب)وأنها سوف تقدم مزيدا من الدعم العسكري والخبراء والمستشارين لدولة الجنوب، حتى تستفيد من هؤلاء ومن ابناء دارفور الاخرين من حملة السلاح ، للقيام بمهمة زعزعة أمن الدولة الجارة فى الشمال(السودان) ريثما تفلح جهود اسرائيل والغرب فى فصل دارفور،إن عاجلا أم اجلا، ،سناريوهات فصل أجزاء أخري ،عن الجسد السوداني المنهك والمثخن بالجراح عديدة، فلن تكتفي اسرائيل بفصل الجنوب، بل ستعمل بكل همة وبنفس طويل ،على فصل( دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وربما الشرق)وقد لا ومن سوء الطالع أن لدينا حكومة رعناء، تنتقد اسرائيل علنا ،وتنفذ سياسات عشوائية ،وتسلك سلوكا غير راشد ، يتوافق تماما مع المخططات الاسرائيلية، فلو كانت هذه الحكومة قد أهتمت بالجنوب بشكل أفضل، وسارت فى نهج الحوار منذ مؤتمرها الأول هو قضايا السلام فى بواكير عهدها لكان الجنوب اليوم ربما جزء من السودان الواحد الموحد لكن وقد أنفصل فلن يفيدنا البكاء على اللبن المسكوب بل العظة والعبرة التى تمكننا من المحافظة على ودارفور والشرق وغيرهما من مناطق السودان ،وأن فعلت ذلك بالحسني لما نجحت اسرائيل فى دس أنفها فى شئوننا الداخلية،فمن خلال دارفور دخلت اسرائيل الى السودان ومن خلال الجنوب دخلت وستدخل الان من خلال جبال النوبة والانقسنا والشرق، وأن اسرائيل تتدخل الان فى شئون دارفور من خلال قادة دولة جنوب السودان، ومن خلال بعض قادة تمرد دارفور، و سوف تتدخل فى مناطق السودان الأخرى، بنفس الآلية والوسائل لتكرار ما فعلته مع القوى الغربية ،في جنوب السودان، و كانت هناك تقديرات "إسرائيلية" حتى مع بداية استقلال السودان في منتصف عقد الخمسينيات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عن اسرائيل بأن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربي، لأن مواردنا إن استمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منا قوة يحسب لها ألف حساب، وفي ضوء هذه التقديرات كان على (إسرائيل) أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة ،وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد، ومعلوم أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافي عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل، لوجود الفجوات والتغيرات في البنية الاجتماعية والسكانية فيهما، وتستغل اسرائيل فشلنا فى ادارة التنوع الموجود فى بلدنا أحسن استغلال وسوف تستغله طالما أصبحت لها علاقات مع دولة جنوب السودان ولن يفيدنا دعوة العرب والاشقاء فى مصر للتواجد هناك ، علينا أن نحل مشكلتنا بأنفسنا لا أن ننتظر من أخواننا العرب أن يبعدوا عن بلادنا خطر التدخلات الاسرائيلية، وبالنسبة للسودان، فإن خير وسيلة لتفتيته هو ازكاء روح النعرات العنصرية ،وتحريك قوي ما يسمي بالهامش، وإن كنا لانعتقد أن حكومتنا هذه لا تحتاج من يساعدها ،فى تفتيت السودان،حيث يظن قادتها أنهم قادرون على دحر التمرد ،لمجرد أنهم نجحوا فى قتل أحد قادة تلك الحركات(خليل ابراهيم)وكانوا يظنون فى السابق انهم قادرون على دحر التمرد بالجنوب ،وبعد حريق عظيم فى الجنوب التهم أخضر ويابس السودان ، ومئات الاف الشهداء والاف براميل الدم المسفوح هناك ،استسلموا للتمرد ،ومنحوه أكثر مما طلب، ومع ذلك فإن السلام لم يعرش فوق رؤوسنا ،فبعد أن كنا نحارب جزءا متمردا من الوطن ، هانحن نستعد لمحاربة دولة تدعمها امريكا واسرائيل.
نعود الى محاضرة افى ديختر وزير الأمن الصهيوني تلك حيث أكد : إن جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل من بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الإستراتيجي في التعاطي مع السودان الذي يرتكز على (تفجير بؤرة وأزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب وفي أعقاب ذلك في دارفور).
هذا الخط الإستراتيجي كانت له نتائج ولا تزال، أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكريًّا واقتصاديًّا قادرة على تبوء موقع صدارة في البيئتين العربية والأفريقية، وعندما سئل ديختر ما هي نظرته إلى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية في الجنوب وفي الغرب والاضطراب السياسي وعدم الاستقرار في الشمال وفي مركز القرار الخرطوم؟. هذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق جنرال الاحتياط إفرايم سنيه.
رد ديختر على هذا السؤال: (هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف في السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار استقلال إقليم كوسوفو. لا يختلف الوضع في جنوب السودان وفي دارفور عن وضع كوسوفو، فهل حكومتنا واعية لهذه المخططات ؟وهل الاستمرار فى سياستها الحربية تبعد عن بلادنا شبحوخطر التدخلات الاسرائلية والغربية؟لا اظن أن حكومتنا تتعظ بالدروس، مهما كانت بليغة وماثلة وشاخصة أمامها،سياسات الحكومة تقول ببساطة لاسرائيل :مرحبا بك فى السودان فى أى وقت! وقد قال يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق فى تصريحات صحافية من قبل : (في السودان أنجزنا عملاً عظيماً للغاية؛ لقد نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوبه، ودرّبنا العديد منها، وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم).
وأضاف (نشرنا هناك في الجنوب ودارفور شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية، ونشرف حاليا على تنظيم )(الحركة الشعبية) هناك، (وشكلنا لهم جهازا أمنيا استخباريا). ولذلك فإننا نتفق مع أولئك الشباب الذين قالوا أن استقلالنا ما زال ناقصا ، بعد مضي 56 عاما ،ومتى نجحت حكوماتنا فى ايقاف حروبها ومتى نجحت فى تحقيق العدالة والمساواة بين الناس ومتى ازالت الغبن والتهميش ومتى جعلت الناس جميعهم سواسية امام القانون، ووفرت مقومات العيش الكريم للجميع ،ومتي وجد كل انسان نفسه مواطنا صالحا فاعلا ،فى هذه الدولة ومتى انتهجت الحكومة سياسات راشدة فى مواجهة اسرائيل ومتى التفتت لمطالب حاملي السلاح وتطلعات مواطنيها ممن لم يحملوا السلاح ،عندها يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال، وعندها يحق لنا أن نرفع علم دولتنا عاليا.وكل عام وأنتم بخير
كيد النساء
ذهب رجل في رحلة ليكتشف ما هو كيد النساء
وفي طريقه التقى بامرأة عجوز واقفة بجانب بئر
فجلس معها شرب من البئر وبدأ يتحدث معها
فسألها ما هو كيد النساء ؟؟
فوقفت عند البئر وبدأت تبكي بصوت مرتفع
حتى يسمعها أبناؤها فيأتون ليقتلوا الرجل
ظناًمنهم أنه يريد يدفعها في البئر
فقال لها ماذا تفعلين ؟
وحاول إيقافها ، وقال أنا لم أتي إلى هنا لأيذائك !!
فقامت ومسكت دلو الماء وسكبته على نفسها
فتعجب الرجل منها وسألها لماذا فعلتي هذا ؟؟
وبينما هو يتكلم أتى الأبناء
وقالت العجوز : هذا الرجل أنقذني عندما سقطت في البئر !!
فقاموا يشكرونه وفرحوا به كثيراً !!
فسألها ما الحكمة من فعلتك هذه ؟!!
فقالت : المرأة بقدر ما تستطيع أن تقتلك ، بإمكانها أن تُحييك بأمر الله سبحانه وتعالى.






كل شيء ما خلا الله باطل .ون