الاثنين، 27 فبراير 2012

اجمل اربعين مثل فى العالم


أجمل أربعين مثل في العالم
Best 40 proverbs
إذا لم تكن تعلم أين تذهب ، فكل الطرق تؤدى إلى هناك
If you don't have an objective in life, any cause could be one.
** ** ** **
يوجد دائماً من هو أشقى منك ، فابتسم
There is always one who suffers more than you do, so you should be optimistic.
* ** ** **
يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه ، فإذا ماتت شاخ فجأة
A man will continue acting like a child until his mother's death, then he will age in a sudden.
* ** ** **
عندما تحب عدوك يحس بتفاهته
When you love your enemy is when he feels of his emptiness.
* ** ** **
إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة
If you have been betrayed from behind the scene, then you should be proud because you are the only one who is in front.
* ** ** **
الكلام اللين يغلب الحق البين
The soft words are more powerful than the naked truth.
* ** ** **
كلنا كالقمر .. له جانب مظلم
We are all like the bright moon, we still have our darker side.
* ** ** **
لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره
Don't challenge someone who has nothing to loose.
* ** ** **
العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً
The eye which doesn't know the meaning of tears, it doesn't know anything of value.
* ** ** **
المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز
If the loser keeps his smile the winner will loose the thrill of victory.
* ** ** **
لا خير في يمنى بغير يسار
No benefit of a right without a left.
* ** ** **
الجزع عند المصيبة، مصيبة أخرى
The panic from a catastrophe is anothercatasrtophe.
* ** ** **
الابتسامة كلمة معروفه من غير حروف
The smile is a famous word without letters.
* ** ** **
اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك، كما يحبونك عندما تتسلمه
Be cheerful when gettin-out as when you coming-in.
* ** ** **
لا تطعن في ذوق زوجتك، فقد اختارتك أولا
Don't be critic to yor wife's taste, she is the one who selected you at the first place.
* ** ** **
لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في راسك
You can't chase worries flying over your head but you can do preventing them from nesting in your head.
* ** ** **
تصادق مع الذئاب .... على أن يكون فأسك مستعداً
Dive with the shark but bewarre not to be swallowed.
* ** ** **
ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء
The demeanour will be thrilled in finding out a mistake of his great rival.
* ** ** **
إنك تخطو نحو الشيخوخة يوماً مقابل كل دقيقة من الغضب
Every minute of anger will get you one more year older.
* ** ** **
إن بعض القول فن ... فاجعل الإصغاء فناً
Elocution is an art so let listening be a similar art.
* ** ** **
الذي يولد وهو يزحف ، لا يستطيع أن يطير
The impossible can never decome possible.
* ** ** **
اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة
The gift of gab is a proof of jealousy.
* ** ** **
نحن نحب الماضي لأنه ذهب، ولو عاد لكرهناه
We have nostalgia for the past because it is gone. If it comes back we would hate it.
* ** ** **
من علت همته طال همه
The one whose ambition is great so his worries.
* ** ** **
من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء
People feel small in the presence of some of the great personality, , yet the greatest is the one who let all around him feel great as well.
* ** ** **
من يطارد عصفورين يفقدهما معاً
Chase two birds at the same time and you will loose both.
* ** ** **
المرأة هي نصف المجتمع ، وهي التي تلد و تربي النصف الآخر
The woman is half the society and the one who educates the other half.
* ** ** **
لكل كلمة أذن، ولعل أذنك ليست لكلماتي، فلا تتهمني بالغموض
For every word their is a listener and probably my words don't suit your ears. So please don't accuse me of being ambiguous.
* ** ** **
كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن
As more higher up one rises to as more clouds and problems will surround him.
* ** ** **
لا تجادل الأحمق ، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما
Don't argue with an ignorant for it will be hard for people to differentiate between you.
* ** ** **
الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل
The failure in planning will lead in planning to failure.
* ** ** **
قد يجد الجبان 36 حلاً لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها وهو .. الفرار
The coward will find 36 solutions to his problem but the one will like most is fleeing.
* ** ** **
شق طريقك بابتسامتك خير لك من أن تشقها بسيفك
Better set your path with a smile than with a sword.
* ** ** **
من أطاع الواشي ضيَع الصديق
If you listen to the telltale you will lose the friend.
* ** ** **
أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعام
Better being a cub in the family of Lions than being a king

سيرتي الذاتية


سيرة ذاتية
الأسم: سليم عثمان أحمد خيري
العنوان: الدوحة/ الهلال القديم
* للإتصال:
جوال /55020812
هاتف: 44670513
ايميل:saleeem66@hotmail.com
S_khairy@yahoo.com
مكان الميلاد/ السودان / 1966
المؤهلات:
*حاصل علي بكالوريوس إعلام تخصص صحافة ونشر
من جامعة ام درمان الإسلامية/ الخرطوم/ السودان/ بامتياز
*أمارس مهنة الصحافة بصفة الاحتراف منذ أكثر من ربع قرن من الزمن وتحيديدا منذ العام 1985
*عملت محررا صحفيا ورئيسا لأقسام التحريروسكرتيرا للتحريرا ثم مديرا ومدير أول تحرير فى عدد من الصحف السياسية اليومية ورئيسا للتحرير كما عملت فى الفضائية السودانية ومديرا لتحرير مجلة تلفزيونية
*الوظائف :
*محرر بقسم الأخبارجريدة السوداني
*محرر بقسم التحقيقات /جريدة السوداني الدولية
*رئيس قسم الإخبار /جريدة القوات المسلحة
*رئيس قسم الأخبار /جريدة الإنقاذ الوطني
*رئيس قسم الأخبار /جريدة السودان الحديث
*رئيس قسم الأخبار /جريدة الأنباء
*مدير تحرير جريدة الأسبوع اليومية
*مدير أول تحرير جريدة الشارع السياسي
*مدير تحرير مجلة فضاءات دولية (تلفزيون السودان)
*محرر بالإدارة السياسية بالفضائية السودانية
*رئيس تحرير صحيفة الدرب
*المهام:
*كنت أقوم بصياغة الأخبارالمختلفة
*القيام بتغطيات صحفية(مؤتمرات صحفية، اجتماعات ورش عمل ، ندوات الخ)
*اجراء حوارات صحفية متنوعة
*اجراء تحقيقات صحفية
*اجراء استطلاعات رأي مختلفة
*اعادة صياغة المواد التحريرية
وتبويبها لسكرتارية التحرير
*رسم (ماكيت للصفحات اليومية والملاحق التحريرية المختلفة)
*كاتب بعدد من الصحف السودانية
*كاتب بعدد من المواقع الالكترونية السودانية والعربية
*كاتب مقال اسبوعي راتب بجريدة الصحافة السودانية
*عضو لجنة تنفيذية سابق باتحاد الصحفيين السودانيين
*عضو اتحاد الصحفيين حتى الآن
الدورات التدريبية:
*دورات تدريبية عن المهنة داخل السودان
*دورة تدريبية حول فنون التحرير الصحفي فى العراق
*دورة لغة انجليزية الدوحة قطر
*اجادة استخدام كل برامج الحاسوب
*دورة فى الحاسب الالي الدوحة(ICDL )
*الأهتمامات الأخري:
*ناشط في مجال العمل البيئي (بحكم عملي محرا صحفيا بوزارة البيئة حتى الان)
*ناشط في مجال حقوق الإنسان
*مهتم بقضايا المرأة والطفولة
*عضو اتحاد المدونين العرب
*المهارات:
*تصميم برامج إعلامية مختلفة للمؤسسات حسب الحاجة
*صياغة وإعادة صياغة الأخبار المختلفة بصورة ممتازة
*اجراء حوارات صحفية
*اجراء تحقيقات
*اجراء استطلاعات
*اجادة العمل فى سكرتارية التحرير(عملت سكرتيرا للتحرير)
*مراجعة المواد الصحفية واعادة صياغتها
*كتابة مقالات وزوايا صحفية
* أجادة اللغة العربية أجادة تامة
*اجادة اللغة الانجليزية
*حاصل على عشرات شهادات التقدير من مؤسسات مختلفة
*العمل تحت الظروف الضاغطة فى كافة اقسام التحرير الصحفي
*اعمل حاليا محررا صحفيا بوزارة البيئة / قطر/ منذ عام 1999
*الهوايات:
*القراءة/السباحة/متابعة كرة القدم
أعمل منذ العام 1999 محررا صحفيا بوزارة البيئة/ الدوحة/ قطر
وفيما يلي بعض الروابط لكتاباتي:
http://www.alnoor.se/author.asp?id=2235
http://www.sudanile.com/2008-05-19-17-39-36/984-2011-07-04-20-37-07.html
http://kitabat.info/author.php?id=177
http://www.sudanelite.com/articles.php?action=listarticles&id=15&page=2
http://www.aldiwan.org/articles-action-listarticles-offset-0-id-63.htm

نوبل للسلام لسيدة محجبة وللإسلاميين


نوبل للسلام لسيدة محجبة وللإسلاميين
بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
انظروا الى شكلها .انظروا الى وجهها الذى يغطيه تراب الثورة ,انظروا الى عينيها التى جفت من الدموع على شهداء اليمن ,ان لها نظرة تنقع فى بحور البؤس والشقاء ,انظروا الى ثيابها التى تجردت من كل معانى الأنوثة انها قررت أن تكون غاندى النساء ,انها فتاة قررت أن تترك متاع الدنيا وأن تتفرغ فقط لجمع قلوب الناس انها الان تحصد الحب انها تجمع الحميميه ، لعل ما قد وفر لها التعب والعناء أن تحصد القلوب والعقول هو ذلك الكنز الذى تخبئه فى عينيها,انه الصدق ، لم نسمع أنها تدربت فى معسكرات الغرب , لم تخرج لتسب جيشها على وسائل الاعلام واذا خرجت على وسائل الاعلام فانها تهرب منها كمن يهرب من وحش جائع,اذا تكلمت لا تتشدق فى كلامها,ولا تصرخ الا فى الميدان ، انهالصدق, وكم نتمنى أن تمنحها العرب هذه الجائزة، التى تثبت أن الاسلام هو من أحيا المرأة ودورها فى المجتمع ,مبروك ياشعب اليمن وأكمل الله ثورتكم بالنصر المبين ,وأنقذالله شعب رحلة الشتاء والصيف من الظالمين.كلمات كتبها ابو عدنان العدناني، تعليقا على مقال فى اونلاين الاخباري ،بعد أن منحت الأكاديمية السويدية للعلوم مؤخرا جائزة نوبل لسلام للعام 2011 لثلاث سيدات هن الناشطة اليمنية في حركة الربيع العربي توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف و”المناضلة من اجل السلام” الليبيرية ليما غبويي. وقال رئيس لجنة الجائزة في اوسلو ثوربورن ياغلاند :ان النساء الثلاث كوفئن على “نضالهن السلمي من اجل ضمان الامن للنساء وحصولهن على حقوقهن للمشاركة الكاملة في عملية بناء السلام”.وأضاف: لا يمكننا تحقيق الديموقراطية والسلام الدائم في العالم إلا اذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتاثير على التطورات على جميع مستويات المجتمع)،البعض أبدى أمتعاضه لحصول هذه السيدة اليمنية النحيلةعلى جائزة قيمتها مليون ونصف المليون دولار، بالاشتراك مع ورئيسة ليبيريا، الين جونسون سيرليف(72سنة)وهى أول أمرأة تفوز فى انتخابات حرة تجري فى ليبيريا ،و(المناضلة من اجل السلام) الليبيرية ليما غبويي(39سنة)والتى قادت احتجاجات ضد الحرب الأهلية فى ليبيريا أيضا ،وربما تعد السيدة توكل كرمان،أصغر سيدة عربية مسلمة ومحجبة ،تحصل على جائزة رفيعة كهذه. (ومارتن لوثر كينج) ألهمته امرأة سوداء رفضت أن تنهض من مقعدها على الباص وتتركه لأخر أبيض فألهبت بما قامت به مشاعر(لوثر كينج) وألهمت رجلاً قهر المستحيل في دفاعه عن حقوق السود ودفع حياته ثمناً لذلك وقد تساءلت زميلة توكل كرمان شيما صالح باسيد فى عدن اولاين عمن يقف وراء هذه الروح الأبية لهذه السيدة الجسورة ؟ أزوج عظيم أم أسرة داعمة أم مبادئ سامية أم واقع مرير سياسياً واجتماعيا ؟و قالت أن صحفياً يكفي لوحده أن يكن ملهماً لأمراه كتلك؟؟ أم كل هذه الأسباب مجتمعة.
توكل عبد السلام كرمان من مواليد السابع من فبراير فى محافظة تعز 1979ابنة وزير(أخواني) يمني سابق ، وهى عضوة مجلس شورى (اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل تيار (الإخوان المسلمون في اليمن)
تزعمت الحركة الشبابية الاحتجاجية اليمنية المطالبة بالتغيير وإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح وهي رئيسة منظمة صحفيات بلا حدود كما تقول( الويكبيديا )الخاصة بها أن توكل كرمان تنحدر من أسرة ريفية من منطقة مخلاف شرعب في محافظة تعز، وفدت أسرتها مبكرا إلى العاصمة صنعاء مهاجرة من محافظة تعز، تبعاً لعمل والدها القانوني والسياسي المعروف عبد السلام كرمان. تخرجت من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء بكالوريوس تجارة عام 1999 ،وبعدها حصلت على الماجستير في العلوم السياسية ونالت دبلوم عام تربية من جامعة صنعاء، ودبلوم صحافة استقصائية من الولايات المتحدة الأمريكية.
عرفت بشجاعتها وجرأتها على قول الحق ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي والإداري، ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية في البلد، وكذلك بعملية الإصلاح والتجديد الديني، كانت في طليعة الثوار الذين طالبوا بإسقاط نظام علي صالح، شاركت في الكثير من البرامج والمؤتمرات الهامة خارج اليمن حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد، عضوة فاعلة في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحفية داخل وخارج اليمن. كما تم تصنيفها ضمن اكثر 500 شخصية تأثيرا فى العالم،وحصلت على جائزة الشجاعة من سفارة الولايات المتحدة فى صنعاءكما تم اختيارها ضمن سبع نساء على مستوي العالم احدثن تغييرا من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، كتبت مئات المقالات الصحفية في عديد من الصحف اليمنية والعربية والدولية، كان أهمها ماكتبته في عام 2006، و2007، من دعوة مبكرة لإسقاط نظام صالح، ودعوتها له للخروج من السلطة، ساهمت في إعداد تقارير عديدة حول الفساد في اليمن لصحفيين لمناهضة الفساد، والشبكة اليمنية لحقوق الإنسان. وحول حرية التعبير والحريات الصحفية في اليمن، وكذلك شاركت في وضع الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد. قادت توكل كرمان العديد من الاعتصامات والتظاهرات السلمية والتي تنظمها اسبوعياً في ساحة أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن اسم (ساحة الحرية ) وذلك قبل بداية الثورات العربية ، وأضحت ساحة الحرية مكانا يجتمع فيه عديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية بشكل اسبوعي. فقادت أكثر من 80 اعتصاما في 2009 و 2010م للمطالبة بإيقاف المحكمة الاستثنائية المتخصصة بالصحفيين، وضد إيقاف الصحف، وضد إيقاف صحيفة الأيام، ولا زالت الاعتصامات مستمرة و5 اعتصامات في 2008 ضد إيقاف صحيفة الوسط، 26 اعتصام في عام 2007 للمطالبة بإطلاق تراخيص الصحف وإعادة خدمات الموبايل الإخبارية. وشاركت في العديد من الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب المنددة بالفساد على رأسها اعتصام ردفان، الضالع، كما أعدت العديد من أوراق العمل في عديد من الندوات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه ،حول حقوق المرأة، حرية التعبير، حق الحصول على المعلومة، مكافحة الفساد، تعزيز الحكم الرشيد. وتعد توكل كرمان اول من دعت الى يوم غضب في بلدها.
بغض النظر عن موقفنا من الطريقة التى تمنح بها هيئة نوبل جوائزها المختلفة فإن المرء لابد أن يهنئ هذه السيدة العظيمة التى حققت إنجازا جديدا لبنات جنسها ولأمتها العربية والاسلامية بل لتيار الاخوان المسلمين الغرب الذى كان الغرب يصوره كبعبع مخيف،وفوزها فيه تقدير للملايين التى تخرج كل يوم فى طول اليمن وعرضها مطالبة باسقاط نظام ديكتاتوري وتقدير لكل نساء اليمن والعرب.ولعل اخواننا فى اليمن يكرمونها من جانبهم بترشيحها لرئاسة الجمهورية كأول سيدة عربية حتي نظهر للاخرين مدي تقديرنا كمسلمين وعرب للنساء، ومؤكد ان الجائزة التى نالها كرمان سوف تمنح نخلات بلادي الباسقات قدرا من الالهام لحذو ما فعلته بطريقة سلمية فهناك اكثر من توكل .بل كل نساء السودان توكل لذا ينبغي على الحكومة ان تقدرهن حق قدرهن

زميلة فلسطينية تمنت فوزالسودان على منتخب بلادها.


زميلة فلسطينية تمنت فوزالسودان على منتخب بلادها.
مرحبا بالشيخ اسماعيل هنية فى الخرطوم.
بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
يزور الشيخ المجاهد اسماعيل هنية ،رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، السودان فى مستهل أول زيارة له خارج الأراضي المحتلة منذ عام 2007 تقوده الى عدد من الدول العربية ، واسماعيل هنية واحد من القيادات الفلسطينية ،التى تلقي أحتراما كبيرا فى الأوساط العربية والأسلامية والدولية، لما يتمتع به من شخصية جمة التواضع، طيبة السجايا عظيمة الخلق ،عمل الشيخ هنية مديراً لمكتب الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة (حماس) وكاتماً لأسراره منذ عام 1994 أي أثناء وجود الشيخ ياسين في السجن وبعد خروجه من السجن عام 1997 فطن الشيخ ياسين إلى حيوية هنية، الذي كان الخطيب الرئيسي في الحفل الذي أقامته حماس بمناسبة إطلاق سراح الشيخ ياسين في استاد اليرموك.
وعند اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000، وقيام ( كتائب عز الدين القسام )، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) بشن سلسلة من العمليات الاستشهادية التي ألحقت خسائر فادحة في قلب الكيان الصهيوني، ركزت الحكومة الصهيونية على استهداف قيادات الحركة ، حيث قررت حكومة (شارون) في العام 2003 بتصفية جميع قيادات المقاومة في فلسطين، خاصة حركة (حماس) وقائدها الشيخ المقعد ( الشهيد أحمد ياسين،) ومثله مثل بقية قيادات حركة حماس أصبح هنية ملاحقاً من جيش الاحتلال الصهيوني .
وبالفعل تعرض (هنية لمحاولة اغتيال بينما كان برفقة الشيخ الشهيد ياسين) في 6 سبتمبر عام 2003 عندما ألقت طائرة حربية صهيونية من طراز F16 قنبلة تزن نصف طن على منزل في غزة ، كان يملكه النائب عن حركة حماس الدكتور (مروان أبو راس) حيث كان هنية والشيخ ياسين متوجهين إليه،لتهنئته بمناسبة اجتماعية، وقبل دخولهما ألقت الطائرة القنبلة فانهار المبنى أمامها ،وأصيبا ببعض الشظايا، لينجيهما الله عز وجل، إلا أن قوات الاحتلال الصهيوني تمكنت من النيل من الشيخ الشهيد (أحمد ياسين )مؤسس حركة (حماس )حيث استشهد نتيجة هجمة غادرة شنتها الطائرات الصهيونية أثناء خروجه من المسجد في 22 مارس 2004، ولحق به بعد شهر خليفته الدكتور الشهيد (عبد العزيز الرنتيسي) وكان استشهد قبلهما الدكتور (ابراهيم المقادمة) و(إسماعيل أبو شنب).
وونقرأ فى سيرة هنية الذاتية حسب (اليويكبيديا ):أن إسماعيل هنية ولد في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة التي لجأ إليها والداه من مدينة عسقلان عام 1963 عقب النكبة. تعلم في الجامعة الإسلامية في غزة ونشط في إطار لجنة الطلاب وقد ترأس اللجنة لمدة عامين. عام 1987 تخرج من الجامعة الإسلامية بعد حصوله على إجازة في الأدب العربي. سجنته السلطات الإسرائيلية عام 1989 لمدة ثلاث سنوات نُفي بعدها إلى لبنان عام 1992. بعد قضاء عام في المنفى عاد إلى غزة أثر اتفاق أوسلو وتم تعيينه عميدا في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة.
عام 1997 تم تعيينه رئيساً لمكتب الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس، بعد إطلاق سراحه، عام 2003 وبعد عملية استشهادية حاولت غارة إسرائيلية استهداف قيادة حماس وجرح أثر ذلك هنية في يده. تعزز موقعه في حركة حماس خلال انتفاضة الأقصى بسبب علاقته بالشيخ أحمد ياسين وبسبب الاغتيالات الإسرائيلية لقيادة الحركة.
في 16 فبراير 2006 رشحته حماس لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر. في 30 حزيران 2006 هددت الحكومة الإسرائيلية باغتياله ما لم يفرج عن الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط.
في 20 أكتوبر 2006 عشية إنهاء القتال بين فصائل فتح وحماس، تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة وتم إحراق إحدى السيارات. لم يصب هنية بأذى وقالت مصادر في حماس أن ذلك لم يكن محاولة لاغتياله وقالت مصادربالسلطة الوطنية الفلسطينية أن المهاجمين كانوا أقرباء ناشط من حركة فتح قتل خلال الصدام مع حماس
في 14 ديسمبر 2006 منع من الدخول إلى غزة من خلال معبر رفح بعد عودته من جولة دولية، فقد أغلق المراقبون الأوروبيون المعبر بأمر من وزير الأمن الإسرائيلي .
تعرض في 15 ديسمبر 2006م لمحاولة اغتيال فاشلة بعد إطلاق النار على موكبه لدى عبوره معبر رفح بين مصر وقطاع غزة؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وهو عبد الرحمن نصار البالغ من العمر 20 عاماً وإصابة 5 من مرافقية من بينهم نجله عبد السلام ومستشاره السياسي أحمد يوسف، واتهمت حماس قوات الحرس الرئاسي قوات أمن ال17 بقيادة محمد دحلان التي تسيطر على أمن المعبر.
في 14 2007 تمت إقالة هنية من منصبه كرئيس وزراء من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وذلك بعد سيطرة كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، رفض هنية القرار لأنه اعتبره "غير دستوري" ووصفه بالمتسرع مؤكداً "أن حكومته ستواصل مهامها ولن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني.
في 25 (يوليو)2009م وفي أثناء حفل تخرج الفوج الثامن والعشرين في الجامعة الإسلامية بغزة منحت إدارة الجامعة دولة الرئيس إسماعيل هنية شهادة الدكتوراه الفخرية ووسام الشرف من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده في خدمة القضية الفلسطينية.
ويحظى الشيخ هنية بشعبية كبيرة في أوساط حماس والشعب الفلسطيني، حيث يشتهر بهدوئه ومواقفه المحسوبة جيداً وتأكيده الدائم على الوحدة الفلسطينية، كما يحظى بعلاقات قوية مع قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة. وشارك هنية في جميع جلسات الحوار بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية.
إلا أنه وعقب توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية واجهته عدة عقبات عاصفة، أهمها الحصار الذي فُرض على الشعب الفلسطيني، والذي اعتبر بمثابة عقاب ظالم على اختيار الشعب لمن رآه أفضل من يمثله ويسعى للحفاظ على كيانه في مواجهة الاحتلال الصهيونية.
وتميزت سياسة (هنية في إدارة الأزمات في البلاد بالمرونة والذكاء) حيث دخل في حوار مع الرئيس (محمود عباس) لتشكيل حكومة وحدة وطنية، معرباً عن استعداده للتنازل عن رئاسة حكومة الوحدة الوطنية من أجل الاسراع برفع الحصار المفروض على الفلسطينيين، كما قام هنية بجولة موسعة من أجل كسر الحصار عن شعبه، حيث التقى عدد من زعماء الدول العربية والإسلامية، ونجح كذلك ، خلال الجولة – في جمع بعض المساعدات المالية للشعب الفلسطيني، لكن قوات الاحتلال الصهيونية رفضت حينها دخوله إلى فلسطين، بما يحمل من مساعدات لشعبه وقامت بإغلاق معبر رفح في وجه رفع شخصية في فلسطين وسط صمت عربي مريب، حتى نجح في إيداع الأموال باسم الشعب الفلسطيني في أحد البنوك المصرية.
والشيخ هنية حينما يبدأ جولة الخارجية الحالية من السودان ،فهو بذلك يقدر للسودان حكومة وشعبا موقفهما المبدئي ،من قضية العرب والمسلمين المركزية(قضية فلسطين) ويستحضر فى ذهنه تلك اللاءات الثلاث التى صدرت عن القمة العربية الرابعة فى الخرطوم (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الإسرائيلي ) قبل أن يعود الحق لأصحابه، وقد عرفت تلك القمة بمؤتمر الخرطوم أو مؤتمر (اللاءات الثلاثة( حيث جاء اجتماع الرؤساء والقادة العرب فى الخرطوم فى29 أغسطس 1967 بحضور القادة العرب ،وفى مقدمتهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ، على خلفية هزيمة عام 1967، وكانت تلك القمة من القمم النادرة ،التى وقف فيها القادة العرب، موقفا مبدئيا وقويا وموحدا من العدو الصهيوني،.
وينتمي الشيخ (إسماعيل هنية)إلى عائلة فلسطينية كان تقيم في قرية (الجورة) الواقعة إلى الشمال من مدينة (عسقلان) إحدى مدن قطاع غزة، وقد هاجرت عائلته من قرية (الجورة) في عام 48 بعد أن هاجمتها العصابات الإرهابية الصهيونية، ومن الذين هجروا من نفس القرية الشيخ (أحمد ياسين) مؤسس وزعيم حركة حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيونية في مارس من العام 2004 ومن أشهر أقوال هنية ،حينما كان رئيسا للوزراء قوله : انا شخصيا بصفتي رئيسا للوزراء اتشرف بالانتماء إلى حركة المقاومة الاسلاميـة حمـاس، وقـال أيضا : بصفتي رئيسا للوزراء اتشرف بالعيش في مخيم الشاطئ للاجئين ،و قـال أيضا : لن نعترف لن نعترف ، لن نعترف باسرائـيل، في خطاب هنية( أبو العبد )في ذكري إنطلاقة حركة حماس 21 قال هنية ) :سقط بوش ،ولم تسقط قلاعنا ،سقط بوش ولم تسقط حركتنا، سقط بوش، و لم تسقط مسيرتنا.
واسماعيل هنية شخصية مرنة ويعتبره قادة فتح احد حمائم حماس ،فهو من قبل قد قال: ان حركة المقاومة الاسلامية ستقبل بعرض اي اتفاق تتوصل اليه السلطة في رام الله مع اسرائيل ،على استفتاء شعبي، وستلتزم بنتائجه ،حتى لو جاءت متعارضة مع قناعات حماس السياسية،وقد عاب وقتها كثيرون على هنية تعجل تقديم مثل تلك المرونة، لكن ما تم من مصالحة تاريخية فى القاهرة، بين الحركتين الأبرز(حماس وفتح) فى الساحة الفلسطينية ،يؤكد بعد نظر الشيخ هنية ،وسعة افقه السياسي ،وايمانه بضرورة المصالحة ،واستناده وحركته الى الشعب الفلسطيني كمرجع في كل صغيرة وكبيرة، يتم الاختلاف حولها. واسماعيل هنية ليس كرؤساء الوزارات العربية ،يعيش فى رغد من العيش، بل يعيش فى بيت متواضع بناه لنفسه على انقاض بيت كان يملكه والده ،وكما تقول زوجته الفضلي أم العبد :أنها لن تطالب بغيره ،وستبقى به ،مؤكدة ان هنية قام ببنائه، قبل أن يشكل الحكومة، والمنزل مكون من طابقين ،تقطن هي بالطابق الأول، برفقة ابنها عبد السلام وزوجته وبقية الأطفال، فيما يقطن ثلاثة أبناء لها متزوجون بالطابق الثاني ،و منذ ان تزوجت( آمال باسماعيل )الذي تدعوه بـ( ابو عبد السلام) اعتادت على غيابه الطويل ، فتقول: انه عندما كان تلميذاً بالمدرسة كان يلقي بحقيبته المدرسية ،ويسارع إلى الملعب،لممارسة هوايته بلعب كرة القدم، ومن ثم يتناول المشروبات الغازية ،وبعض السندويتشات مع اقرانه ،حتى الساعة الثانية فجراً، وعندما التحق بالجامعة تكرر غيابه ،كونه شغل منصب نائب رئيس مجلس الطلاب ومن ثم رئيساً له. ومن مظاهر سماحته وعفوه عن الناس فقد أصيب أحد أحفاده بجروح ورضوض عقب دهسه من قبل سائق سيارة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة بطريق الخطأ ونقل إبراهيم هنية 6 سنوات إلى مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة مساء الاثنين 19/12/2011، ليتقلى العلاج، ويغادر المستشفى بعد فترة وجيرة، هذا وقد عفت العائلة عن السائق ،ومن مظاهر تواضعه واهتمامه بالفقراء ،زياراته لهم فى مناسبات مختلفة ،بل وبغير مناسبة ،وفى مقال للشيخ هنية غداة العدوان الصهيوني على غزة قال الشيخ هنية : من المؤكد أن الحملة الصهيونية على شمال القطاع تأتي في سياق مخطط وقرار استراتيجي هو أبعد من إيقاف صواريخ القسام بالرغم مما أحدثته الصواريخ من إرباك واضطراب في أمن المستوطنات وخاصة سديروت .
فالحملة تعكس قراراً أمريكياً صهيونياً يقوم على :
أ- حرمان الشعب الفلسطيني من امتلاك وسائل قوة تحمي المقاومة وتردع العدو
‌ب- حرمانه من قطف ثمرة مقاومته وانتفاضته التي دخلت عامها الخامس، وعدم تكرار نموذج الانسحاب من الجنوب اللبناني تحت وطأة المقاومة .
ج- حرمانه من أي وحدة حقيقية تؤمّن صموده وتوفر لشعبنا عناصر القوة والثبات في وجه الهجمة الصهيونية .
هذه هي الأبعاد الحقيقية للحملة الشرسة التي يتعرض لها شعبنا في شمال القطاع الصامد وفي كل مكان، و ترجمة للمخطط بملامحه السابقة تم إعلان أهداف الحملة الإجرامية والتي تمثلت في:
‌أ- إيقاف صواريخ القسام .
‌ب- تقويض المقاومة الفلسطينية .
ج- ضرب حركة حماس.
‌د- إيجاد حزام آمن في شمال القطاع .
ولا تزال اسرائيل تفرض حصارا جائرا على شعب غزةالتى لم يغادرها الشيخ هنية منذ 2007 .
العلاقات بين الحكومة السودانية الحالية وحركة حماس، علاقات مميزة فالحركة الاسلامية فى السودان ،تعتبر حماس وهى امتدادا طبيعيا لجماعة الاخوان المسلمين و تمثل ذات الايدلوجية الفكرية التى تسعي لربط قيم السماء بالأرض وقد احتفظت الخرطوم على الدوام بمساحة مناسبة من كافة الحركات الفلسطينية المقاومة حتى حركة فتح ولم تتأثر بالخلاف الذي نشأ بين حماس وفتح، بل كانت القيادة السودانية تدعو على الدوام بضرورة وسرعة طي صفحة الخلاف، وقد بذلت فى هذا الصدد جهودا كبيرة معلومة لدي الطرفين،ولم تتوقف زيارات كبار قيادات الحركتين يوما الى السودان وفى أكثر من مناسبة دعا الرئيس البشير الى المصالحة ونبذ الخلاف مبينا أن العدو هو اسرائيل وحدها. مشددا على ضرورة المحافظة عليها لتفويت الفرصة أمام التربصات الإسرائيلية الرامية إلى تمزيق الصف الفلسطيني، وتأجيج صراعاته، واحتلال أرضه، وإضعاف قوته، وإجهاض عملية السلام. ومن المتوقع أن يطلع هنية القيادة السودانية على اخر مستجدات الساحة الفلسطينية ومن المتوقع أن تعرض الخرطوم على هنية استضافة عدد من قادة الحركة فى المرحلة المقبلة سيما فى ظل فتور بين الحركة والقيادة السورية على خلفية تداعيات الثورة الشعبية فى سوريا.
وايا كانت الموضوعات التى سوف تدرج ،فى جدول اعمال ضيف البلاد الكبير الشيخ اسماعيل هنية ،اننا نرحب بها بشكل مبدئي ،انطلاقا من واجبنا تجاه أخواننا فى فلسطين، فصائل وشعب ،وعلينا أن ندعمهم على الدوام، وندعم قضيتهم العادلة فى تحرير بلدهم والقدس الشريف، وأن ندعم مقاومتهم وجهادهم الباسل، ضد عدو لا يفرق بينهم، بل يريد أن يجتث شأفتهم ،تماما كما يقتلع أشجار الزيتون، والسودان كان على الدوام داعما للقضية الفلسطينية، لم تشذ عن ذلك حكومة شمولية او ديمقراطية، والشعب السوداني يعتبر القضية الفلسطينية قضيته ،ولذلك وقف السودانيون الى جانب اخوتهم فى فلسطين ،والى جانب انتفاضاتهم وثورتهم ،من أجل التحرر ورفضت الحكومات الوطنية على مر التاريخ التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي حاول ابتزازها ولا يزال حتى يطبع السودان معها، لكن الذى لا تعلمه اسرائيل، أننا نعتبر انفسنا فى خندق واحد مع اخواننا جميعا فى فلسطين ،وسررت كثيرا للمقابلة التى تمت بين منتخبنا لكرة القدم وشقيقه الفلسطيني فى دورة الالعاب العربية الثانية عشر التى استضافتها قطر مؤخرا، وقلت لصديقة فلسطينية أن منتخبكم الفلسطيني سوف يفوز على منتخبنا ،فقالت لي بل أتمني أن يفوز منتخب( بلدي الثاني السودان )وشاء الله ان فاز منتخب فلسطين على منتخبنا فهنئتها على الفوز، فالبلدان بلد واحد ،غض النظر عن الحدود الجغرافية المصطنعة، والهموم أيضا واحدة ،والتحدي أيضا مشترك،ورحم الله الشهيد ابو عمار والشهيد الشيخ أحمد يسن وكل شهداء فلسطين، الذين رووا بدمائهم الزكيه ثري فلسطين، وأرجو أن يجد الشيخ هنية كل الحفاوة التى يستحقها فى الخرطوم ونقول له حللت اهلا ونزلت سهلا فى بلدك الثاني السودان ، وشخصيا اعتبره ضيفا استثنائيا وامل أن تتاح له ضمن برنامج زيارته فرصة فى أن يطل على النخبة السودانية، بل حتى على عامة الشعب ،من خلال محاضرة محضورة ،يطلعنا فيها على احوال اهلنا فى غزة الصامدة ،واخر تطورات المشهد السياسي الفلسطيني.

إنهم يبحثون عن عرافة لحل مشاكل دولتي السودان!


فى ندوة مركز الجزيرة للدراسات حول دولتي السودان
إنهم يبحثون عن عرافة لحل مشاكل دولتي السودان!
*بقلم : سليم عثمان
*قال د/ ارثرغبريال ياك الكاتب فى جريدة المصير الناطقة بالعربية فى دولة جنوب السودان (الجديدة ) ممازحا د/ حيدر ابراهيم خلال تقديمه لورقته فى ملتقي (دولتا السودان ..فرص ومخاطر ما بعد الانفصال) الذي نظمه مركز الدراسات بشبكة الجزيرة الفضائية ،خلال يومي السبت والأحد 14-15 يناير الجاري بالدوحة ، قال:( إذا وجدتم عرافة لحل مشاكل جمهورية السودان فلا تنسونا فى دولة جنوب السودان)وكان د/حيدر ابراهيم على الباحث ومديرمركز الدراسات السودانية قدم رؤية تشاؤمية لمستقبل الدولتين بعد الانفصال وقال فى ورقته التى قدمها بعنوان:جمهورية السودان (الشمال) وتحديات إعادة التشكل ، ان الدولتين ذاهبتان الى الفشل لعدم وجود رؤية استراتيجية فى الدولتين.وبسبب ما أسماه بطفلنه الاقتصاد فى السودان.
يعتبر الدكتور/ ارثر قبريال من ابرز مثقفي الجنوب وهو حاصل على البكالريوس فى الطب البيطري من جامعة القاهرة ونشر فى عام 2009 مجموعة قصصية بعنوان(لا يهم فأنت من هناك ومدام نتلينا ويوم تشيب الغربان ويعكف الان على نشر مجموعة قصصية أخرىتحت عنوان (الفجر الحزين) وفى الورقة التى قدمها امام الملتقي بعنوان جنوب السودان وتحديات بناء الدولة قال : يبدو أننا نتباكى على ما حصل فى الشمال والجنوب،وانتقد فى ورقته وضع اللغة الانجليزية كلغة رسمية فى الدستور الانتقالي لدولة جنوب السودان مشيرا الى أن السواد الأعظم من مواطني الدولة الوليدة (90%) يتحدثون اللغة العربية وأن معظم الشباب تخرجوا فى مدارس وجامعات الشمال،وبالتالي فإن اللغة العربية هل لغتهم ووصف اعتبار الانجليزية لغة رسمية فى دوائر الدولة والمحاكم وغيرها بأنه قرار سياسي اتخذ على عجل للنفور من العدو السابق (الشمال) الذي لغته هي العربية وقال ان الاجيال التى تعلمت بالعربية فى الشمال والجنوب تواجه الان صعوبات جمة فى الجنوب ويسخر منهم رفقاؤهم من الذين تعلموا بالانجليزية ويتحدثون بها ويصفونهم (بالمندكرو) اى الجلابة الشماليين واستطرد منتقدا اقصاء اللغة العربية حيث قال ان الاتحاد الافريقي اعتمد اللغة العربية كواحدة من اللغات الافريقية ووصف القرار بانه جائرواقصائي وانه لن يساعد فى بناء الدولة الجديدة فى جنوب السودان ، المدهش ان الدكتور ارثر تحدث بلغة عربية رصينة ودقيقة وبصوت اذاعي مميز مما حدا بالصديق المسلمي الكباشي مدير مكتب قناة الجزيرة فى الخرطوم والذي كان يجلس بجانبي فى القاعة وقتها أن يهمس فى أذني قائلا:الزول ده بتكلم عربي أحسن منك . قلت له نعم لانني كما تعلم دنقلاوي والعربية هى لغتي الثانية.
الدكتور ارثر انتقد ما وصفه بتقاعس قيادة الدولة الجديدة(قادة الحركة الشعبية) الحزب الحاكم فى الجنوب ،عن بناء الأمة ،وانتقد سماح الدولة بالهجرات المكثفة، من دول الجوار مثل كينيا وبورندي ويوغندا مبينا ان من شأن ذلك أن يؤثر فى ثقافة المواطنين ،بحسبان ان المهاجرين الجدد الى الجنوب ،يأتون من دول لها خلفيات ومؤسسات ثقافية قوية ، وانتقد أيضا فشل الحكومة فى نزع سلاح المليشيات القبلية فى الجنوب ، الأمر الذى ادي الى وقوع قتلي فى جونقلي ،فى الصراع الذى دار مؤخرا بين قبيلتي النوير والمورلي ،كما انتقد فى السياق ذاته المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، وأشار إلى الآثار النفسية للحرب على المواطنين في جنوب السودان، مشددا مرة أخرى على خطورة الانقسام الثقافي الذي تشهده البلاد الناتج عن قرار سياسي وعلى ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد.وقال انهما لم يعملا من أجل المصالحة الوطنية ،فى كلا الدولتين ،
وهو نفس الشئ الذي اشار اليه الدكتور غازي صلاح الدين القيادي فى المؤتمر الوطني فى ورقته فى محفل اخر فى لندن ،ترجمها الاستاذ بابكر فيصل بابكر حينما قال : إن الحركة الشعبية التي تسيطر بالكامل على جنوب السودان, ترى نفسها كمحرِّر, وهذا ما يفسِّر إستمرار قادتها في إظهار العداء تجاه الشمال على حساب بعض مصالحهم الحيوية. قِصر أو طول مدى هذا التوجه الجنوبي سيعتمد على التطورات داخل الجنوب. الخيار الأكثر حكمة للجنوب سيكون إعطاء الأولوية لمصالحه على فورته الآيديولوجية وإدراك حقيقة أن علاقته مع الشمال أكثر اهمية, وبالطبع أكثر ديمومة من علاقته مع أي بلد آخر. مصالح الجنوب بعيدة المدى تكمن في السودان, وهنالك الكثير من الفوائد التي يمكن أن يجنيها الجنوب جراء تعاونه مع الشمال بدلاً عن إنتهاجه لسياسة مواجهة معه. وحتى يحسم الجنوب خياراته
سيواصل السودان في إقامة علاقاته مع جيرانه الآخرين لكننا نري أن قادة الشمال أيضا ينتهجون نهجا لا يقود الى التعاون مع الدولة الجنوبية الوليدة ،فبذات قدر تصلب القادة فى الشطر الجنوبي من السودان نجد ان قادة الشطر الشمالي متصلبون للغاية وعجزوا عن حل كثير من المشاكل التى ستقعد بالبلد ليس أقلها أبيي وترسيم الحود ولا النفط وربما بسبب هذه القضايا وغيرها يراد للنيران المشتعلة فى جنوب كردفان والنيل الازرق ان تواصل اشتعالها ، فاذا كان قادة الدولة الجديدة حديثو عهد بالمسرح السياسي فأين خبرة ساسة الشمال ؟.
الدكتور ارثر اشار فى ورقته الى أن نوعا من عدم الثقة تولد وسط المواطنين الجنوبين بسبب عدم المصالحة ،واشار الى ان بعض قادة الحركة الشعبية مثلا لا يثقون فى نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار ،على خلفية انشقاقه عن الحركة عام 1991 وانضمامه للانقاذ ،م عودته الى صفوف الحركة ،مبينا ان الصراع الطويل الذي دار بين الشمال والجنوب، كان من المفترض ان تعقبه مصالحة وطنية.
*وفى رسالته الترحيبية بالضيوف المشاركين فى الندوة ،قال الدكتور صلاح الزين محمد مدير مركز الجزيرة للدراسات:أن انعقاد هذا الملتقي يأتي بعد مرور عام ،على ندوة مماثلة نظمها المركز، بالتعاون مع معهد أبحاث السلم،بجامعة الخرطوم حول تقرير مصير جنوب السودان ،وتداعياته المحتملة محليا وأقليميا ،وأن انعقاد هذا الملتقي يأتي بعد مرور ستة أشهر على انفصال جنوب السودان وطرح الدكتور الزين تساؤلات رئيسية ، أمام المشاركين وذلك على النحو التالي:
*ماهى أبرز الملامح التحديات السياسية والأمنية والأقتصادية والاجتماعية فى دولتي السودان بعد انفصال الجنوب؟
*هل تسير الدولتان نحو مزيد من التوتر فى علاقتهما أم ان فرص الشراكة والتعاون ستنتصر وتدفعهما الى التصالح والتعاون والتكامل مستقبلا؟
*ما مستقبل علاقات الدولتين بمنظومتي الجوار العربي والأفريقي؟
*كيف يمكن تعزيز الاستقرار فى الدولتين ،والتعاون والتكامل مع محيطهما الإقليمي؟
مدير مركز دراسات الجزيرة قال ان انشطار السودان الى دولتينفى يوليو الماضي يعد من أخطر التحولات التى شهدتها المنطقةوسيكون له انعكاسات خطيرة على الصعيد السوداني المحلي شمالا وجنوبا وعلى الصعيدين العربي والافريقي ايضامشيرا الى ان ما حدث لا يعني السودانيين لوحدهم بل يشمل كذلك محيطهم العربي والافريقي والعالم اجمع ودعا المشاركين الى حوار هادف وبناء حول الموضوعات المطروحة فى جدول اعمال الندوة .
*عدد من الخبراء من دولتي السودان ،شاركوا فى فعاليات الندوة، وأمها جمع غفير من الباحثين، ورجال الصحافة ونساؤها ،فضلا عن ثلة من المهتمين بالشأن السوداني من غير السودانيين، ومن أبرز العبارات التى نالت تصفيقا من الحضور:عبارة د/حامد التجاني الاستاذ المساعد لمادة السياسات العامة فى الجامعة الامريكية بالقاهرة حينما قال أنه لم يبقي أمامهم سوي( الكي )وهو اخر العلاج لنظام الانقاذ ،داعيا الى تغيير المركز، اقتداء بالثورات العربية،وفى الورقة التى قدمها وصف الوضع فى السودان بأنه يسرع نحو التفكك والفوضي ، وقال ان دارفور ضمت الى السودان عام 1916 ،وفى التعقيب على ورقته قال د/ الصادق الفقية الصحافي والباحث والمستشار الصحافي السابق لرئيس الجمهورية، ان انضمام دارفور الى السودان فى عام 1916 واحدة من الاغاليط الرائجة مشيرا الى ان الاستعمار ضم دارفور اليه عام 1916وكانت عصية بمعني أن دارفور لم يتم ضمها الى السودان بل كانت جزء اصيلا منه ،مشيرا الى ان الدولة المهدية كانت من هناك فى الاصل ، ومن العبارات التى صفق لها الحضور عبارة د/ حامد التجاني مشيرا الى الدكتور عبد الرحيم حمدي الذى كان يجلس على يسارة فى المنصة (التنمية كلها محصورة فى مثلث حمدي) فوضع السيد حمدي يده على صدره دليل شكر على الاتهام.
* السيد مصطفي سواق مدير قناة الجزيرة كان من بين الحضور واستهل تعقيبه على اوراق المشاركين بتصحيح كلمة هوية مشيرا الى انها بكسر الهاء وليس فتحها وقال أن البعض يرون أن الحكم فى السودان غير شرعي بالكامل فكيف تقوم الدولة بتشكيل نفسها فى ظل وضع كهذا وقال أن الارقام فى غير سياقها لامعني لها ،مشيرا الى الارقام التى قدمها الاستاذ عبد الرحيم حمدي الذي قال: (إن الانفصال السياسي للجنوب حدث بصورة صادمة ومفاجئة وخلق مشكلة اقتصادية، وأننا قد خسرنا النفط لكننا ربحنا الاهتمام بموارد أخرى كانت متاحة في الفترة الماضية كالزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والذهب والصمغ. وقال : أنه يجري الآن إعادة ترتيب بنية الاقتصاد السوداني وفق البرنامج الثلاثي لإنتاج سلع للتصدير تعوض الفاقد من العملات الصعبة.وقال أن البدائل الاقتصادية المطروحة ستعوض كامل الفاقد من النفط، ملفتا إلى أن إيرادات السودان من هذه السلعة منذ بدء الإنتاج وحتى لحظة انفصال الجنوب لم تتجاوز أربعين مليار دولار، نصفها كان من نصيب الشركات الأجنبية المستثمرة في البلد. واعرب عن امله فى ان تسفر المفاوضات الجارية فى اديس ابابا حول موضوع النفط الى تسوية مرضية للطرفين)، حمدي فى السياق ذاته قال أن والده عمل كطبيب فى الجنوب ردحا من الزمن وانه شخصيا عاش هناك بعض الوقت وان ثلاثة من اخوته ولدوا فى الجنوب وانه خال جنوبين بحكم ان عمه تزوج جنوبية قائلا (هذه مسألة أسرية) جاء ذلك فى سياق تأكيده على ضرورة تعاون الجنوبين والشماليين فى تقاسم مواردهم غير ان الارقام التى قدمها أمام الحضور لم تجد أستحسانا من كثيرين ممن شهدوا الندوة خاصة زميلنا خضر عطا المنان الذى قال فى تعقيبه ( انت تخمنا بهذه الارقام وأن محمد أحمد المسكين لم يلمسها فى حياته اليومية) خضر فى كل مداخلاته كان يبشر بربيع سوداني قادم شاركه أيضا الباحث الدكتور زكريا محمد السيد حينما قدم سؤالا للمحاضرين عن ما أسماها بمذكرة الاسلاميين الألف، وتأثيرها على سناريوهات التغيير القادم غير أن أحدا من الخبراء لم يجب على السؤال .
*الدكتور جون يوه رئيس مكتب اتصال ،حكومة جنوب السودان فى بريتوريا ،اتهم فى ورقته بعنوان :جمهورية جنوب السودان وتحديات بناء الدولة إتهم حكومة السودان بمحاولة السيطرة على النفط وعدم رسم الحدود وحل قضية ابيي مشيرا الى أن التعاون بين الدولتين ضروري وقال أن استقلال جنوب السودان جاء بصورة طبيعية نتيجة لتراكم مشاكل السودان بصورة عامة، حيث اعتاد ساسة السودان على عدم مواجهة المشاكل التي تواجه السودان وتركها لتحل نفسها بنفسها وليس في إطار المؤسسات الموجودة واعتبر يوه أن عدم القدرة على الاتفاق على برنامج وطني ودستور جديد يوافق عليه شعب جنوب السودان يعتبر تحديا كبيرا يواجه دولة جنوب السودان، حيث إن لكل مجموعة قبلية رؤية خاصة بها، مشيرا الى حضور الجهوية والسياسية والقبلية كتحدٍّ آخر من تحديات بناء الدولة.
*د/ تومبي واني الاكاديمي والمحلل السياسي البارز فى افادة مسجلة له عبر الفيديو خلال الندوة ، حذر من العوامل الخارجية التي تواجه دولة جنوب السودان وتساهم في عدم الاستقرار في عملية بناء الدولة، وحددها بالدور الأميركي ودور الشركات العابرة للجنسية، حيث لم يتوقف الدعم الأميركي لدولة جنوب السودان على تزويدها بالأسلحة، بل من المحتمل أن يمتد لإنشاء قاعدة أميركية في الجنوب مستقبلا حيث سيكون ذلك من العوامل المؤثرة على استقرار دولة جنوب السودان مستقبلا.
*زميلنا الكاتب والصحافي نيال بول رئيس تحرير صحيفة المواطن الناطقة بالانجليزية فى الجنوب ، التقيته بعد سنوات طويله واعطاني بطاقته للتواصل فحينما سألته عن الأوضاع فى الجنوب قال: (دي ورطة كبيرة) وقال أنهم عاجزون عن فعل كما أن الحكومة هى الأخري عاجزة عن فعل أى شئ وفى ورقته أمام الندوة تحدث نيال بول عن غياب أرقام إحصائية يستطيع الاستشهاد بها في معرض شرحه للتحدي الاقتصادي الذي يواجه دولة جنوب السودان ،واعتبر أن تأسيس جنوب السودان جاء نتيجة إحباط لدى الناس استنادا إلى قضايا مفتعلة متعلقة بالحرب والنفط والوضع السياسي، وقال أن جنوب السودان لم يكن جاهزا لمرحلة الاستقلال، ولم يكن هناك إعداد مسبق لها، ولم يكن هناك شيء واضح بهذا الصدد. وقال: حتى هذه اللحظة منذ إعلان الانفصال وحتى الآن لا توجد سياسية اقتصادية واضحة لدى حكومة جنوب السودان.
واستعرض بول عددا من المشكلات الاقتصادية التي تواجهها الدولة ، منها عدم قدرة الجنوبيين العائدين من الشمال وجميعهم كانوا في الجيش على الحصول على وظائف لهم في الجنوب، لافتقارهم إلى المهارات المطلوبة، وغياب بنية تحتية يمكن أن تستوعبهم، فالمهارات التي يجيدونها هي الحرب. وقال أن عدد العاطلين هناك 12 مليون عاطل، مشيرا الى إن %99 من السكان في دولة جنوب السودان لا يعملون.
وتحدث بول عن وجود شعور لدى شعب جنوب السودان الذي احتفل بالاستقلال أن هذا الاستقلال يمكن أن ينجح، وقال إن الجنود السابقين أصبحوا يشكلون مصدرا للمشاكل في دولة الجنوب من خلال قيامهم بعمليات السطو المسلح والجرائم، وتحدث عن تناقضات الحركة الشعبية (الحزب الحاكم) التي كانت تتحدث باسم المهمشين، وقال بول إن هناك تحديين هامين أمام دولتي السودان هما : جبال النوبة وقضية النفط، فجبال النوبة تمثل كشمير أخرى وعلى الدولتين السعي لحلها والاتفاق على اقتسام الموارد. كما تحدث عن دعم كل دولة لمليشيات الدولة الأخري.
*شارك فى تقديم اوراق عمل الندوة كل من د/ حسن الحاج على عميد كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بجامعة الخرطوم ود/ البخاري عبد الله الجعلي الخبير القانوني فى لجنة ترسيم الحدود بين دولتي السودان الذي اتهم الجنوبيون بافشال عمل اللجنة بسبب تغيبهم الدائم عن حضور الاجتماعات مبينا ان 80/ من الحدود تم الاتفاق عليها وأن ال20% المتبقية هى العصية على الافاقتشمل مناطق جودة فى النيل الابيض والمقينص وحفرة النحاسوهجليج التى ادخلها الجنوبيون مؤخرا ووصف هذه المشكلة بانها اخطر المشاكل التى ستواجه الدولتين وانها قد تقود الى حرب بينهما إن لم يتم حلها .
*اببي كانت حاضرة بقوة فى اعمال الندوة حيث قدم د/عبد الكريم الكوني اخصائي السياسة الصحية باليونسيف فى نيجريا ورقة بعنوان تعقيدات العلاقة بين دولتي السودان مؤكدا ان قبيلة المسيرية قطنت فى المنطقة منذ القرن السابع عشر بينما وصلها دينكا نوك فى القرن التاسع عشر وان القبيلتان تعايشتا لمدة 150 سنة وبينهما تصاهر لكن السياسة تريد الان تدمير هذه الوشائج بعد ان دمرت الحرب الانسان والحيوان والبنيات ودعا الى تنمية المنطقة ز
*المرأة كانت حضورا فى فعاليات الندوة فالى جانب د/ اماني الطويل بمركز الاهرام للدراسات التى ترأست احدي الجلسات وقدمت ورقة عمل حول انفصال الجنوب والتفاعلات الاقليمية والدولية كانت الدكتورة بلقيس يوسف بدري مديرة المعهد الاقليمي لدراسات الجندروالتنوع والسلام وحقوق الانسان بجامعة الاحفاد للبنات قدمت ايضا ورقة حول تعقيدات العلاقة بين الدولتين واقترحت حلولا غير تقليدية لمشكلة ابيي وجنوب كردفان وخلق توأمة بين الدولتين فى مجالات عديدةوتأجيل حل القضايا الشائكة للأجيال القادمة.
* من مداخلاتهم:
*قريتي فى أقصي شمال السودان تفتقر لأبسط الخدمات التعليمية والصحيةفهل نحن مهمشونوكذلك الحال فى الشرق ماهو الهامش فى دارفور دائما الحديث عن الهامش عرق لماذا؟؟نجاة محمود/ باحثة.
*هناك مشكلة فى السياسات الاحصائية/د/ محمد محجوب هارون مدير معهد ابحاث السلام بجامعة الخرطوم.
*الدين الخارجي للسودان36 مليار دولار/ د/ عبد الرحيم حمدي وزير المالية الأسبق.
*على متمردي دارفور أن يكسبوا السودان ولا يخسروه لأنه لو حدث انفصال هناك فسوف يحدث اقتتال داخلي/ د/ اماني الطويل / مديرة وحدة الدراسات الافريقية بمركز الاهرام.
*لا يمكن للنفط الا أن يكون عامل سلام ولابديل لدولتي السودان سوى التعاون/د/ خالد التجاني رئيس تحرير ايلاف السودانية.
*حكومة السودان رعناء، تصرف على التعليم فى السودان 1،3مليار وصرفت على الحرب 35 مليار دولارولابد من الكي/د/ حامد التجاني /استاذ بالجامعة الامريكية بالقاهرة.
حكم:
* قال رجل لحكيم: ما رأيتُ صادقًا! فقال له: لو كنت صادقًا لعرفت الصادقين.
*قيل عن الصبر: هو الفناء في البلوى بلا ظهور شكوى.
* وقيل: الصبر المقام مع البلاء بحُسْنِ الصحبة، كالمقام مع العافية
*قال بعض الحكماء: أَحْيُوا الحياء بمجالسة من يُستْحى منه.
*قيل الحياء: ذوبان الحشا لاطِّلاع المولى، ويقال: الحياء انقباض القلب، لتعظيم الربِّ
* قال بعض الفقهاء: الحياء خليل المؤمن
* وقيل أيضًا: ثلاثة من أعلام الحياء: وزن الكلام قبل التفوُّه، ومجانبة ما يحتاج إلى الاعتذار منه، وترك إجابة السفيه حلمًا عنه
* قال بعض العلماء: الحِلْمُ أرفع من العقل؛ لأن الله تعالى تسمَّى به
* قيل في مَنْثُورِ الْحِكَمِ: الْحِلْمُ حِجَابُ الآفَاتِ.
* وسئل بزرجمهر عن الحلم، فقال: العفو عند المقدرة
* وقال بعض الحكماء: أصل المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفوس عن الحرام، وسخاؤها بما ملكتْ من الخاصِّ والعامِّ، وجميع خصال الخير وفروعه.
*وقيل في منثور الْحِكَمِ: الْجُودُ عن موجودٍ.
*وقيل في الْمَثْلِ: سُؤْدُدٌ بِلاَ جُودٍ، كَمَلِكٍ بلا جنودٍ.
* وقال بعض الحكماء: الْجُودُ حارس الأعراض.
* وقيل: الوفاء ملازمة طريق المواساة، وَمَحَافِظُ عُهُودِ الْخُلْطَةِ
* وقال بعضهم: الزهد هو طلب الحلال.
*وقال بعض البلغاء: إنَّ العدل ميزان اللَّه الذي وضعه للخلق، ونصبه للحقِّ، فلا تُخَالِفْهُ في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه، وَاسْتَعِنْ على العدل بِخلَّتَيْنِ: قلَّة الطَّمع، وَكَثْرَة الْوَرَعِ
* وقال الشَّيخ تقيُّ الدِّين بن الصلاح الشافعي: العدل تَحْصِيلُ منفعته وَدَفْعُ مَضَرَّتِهِ، وعند الاجتماع يُقَدَّمُ أَرْجَحُهُمَا؛ لتحصيل أعظم المصلحتين بِتَفْوِيتِ أدناهما، وَدَفْعِ أعظم الْمَفْسَدَتَيْنِ باحتمال أدناهما
* وقال بعض الحكماء: ليست العزَّة حُسْنَ الْبِزَّةِ
*كاتب وصحافي سوداني مقيم بقطر

الى أين تسوقنا الإنقاذ؟


الى أين تسوقنا الإنقاذ؟
بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
إنشغل الصحافيون وقادة الرأى والساسة فى السودان ،خلال الاسابيع الماضية بتتبع مالات ما قيل أنها مذكرات تصحيحية ،رفعها أفراد من الحركة الاسلامية لقيادة المؤتمر الوطني، وعجبت كثيرا لتشبثنا بخيوط واهية لتنقذنا من قبضة المؤتمر الوطني الخانقة على مقاليد الأمور فى بلدنا؟وطفقت اتساءل عن سر هذا الإنتشاء الذي أعتري البعض منا عن مذكرة رفعها ألفا أو يزيدون من الشباب المجاهد، لا حول لهم ولا قوة ،الى قيادة هرمة سامت البلاد والعباد سوء العذاب، لأكثر من 22 عاما وكان هذا الشباب المجاهد أول من أكتوي بنيران الإنقاذ، حينما دفعته الى أتون حرب خاسرة فى الجنوب ، التى كادت أن تقضي على كل أخضر ويابس السودان، دفعت الانقاذ أرتالا من الشباب المجاهد ،من عضوية الحركة الإسلامية ، ومن أبناء السودان الاخرين ،الذين غررت بهم ،الى أحراش الجنوب فى سنواتها الأولي، ليكونوا وقودا لحرب لم نجن منها شيئا ، فقد روي هذا الشباب بدمه العزيز ثري بقعة من الوطن وبجرة قلم (التوقيع على اتفاقية نيفاشا) إنشطر هذا الجزء وشكل دولة جديدة (دولة جنوب السودان) وفى الوقت الذي تسعي فيه الانقاذ لتجييش الجيوش، ربما لخوض حرب أخري ،خاسرة مع تلك الدولة الوليدة ، بعد أن أوقفت تدفق نفطها عبر السودان ، قبل أن تتراجع عن القرار ، فى هذا الوقت يرفع بعض المجاهدين عقيرتهم ليقولوا لقادة النظام (كفى) وليعددوا سلبياته التى فاقت ماثره ،ومن تلك السلبيات ،التعامل بروح الوصاية والاقصاء، وعدم استصحاب الاخر، حيث حاربت الانقاذ بضراوة كل معارضيها ، و سجنتهم ومنعتهم من حرية التعبير، وأبعدت الالاف دون ذنب عن وظائفهم (الصالح العام ) بحجة التمكين لمشروع حضاري هلامي ،قالوا :أن عنوانه شريعة سمحة: لكنهم افتروا عليها حيث لا شريعة ولاقيم ربطت أرض السودان بسمائه ،بل عوضا عن ذلك دخل الأمناء(إن خير من أستاجرت القوي الأمين) الذين لم نستأجرهم،دخلوا السوق ، بل جثموا علي صدورنا عنوة بقوة السلاح،دخل هؤلاء الأمناء الأسواق ،وعاثوا فيها فسادا، فسقطوا فى امتحان السلطة والمال ،من خلال ركونهم الى متاع الدنيا الذائل وعرضها وغرورها ،الذى خلب افئدتهم، فتحدث الناس عن فسادهم ،حينما رأووا قصورا تشرئب وتطاول عنان السماء فى أطراف العاصمة ، وحينما شاهدوا أبناء الذوات من قادة المؤتمر الوطني ، يمتطون سيارات فارهة ،تجوب شوارع عاصمة التوجه الحضاري المزعوم .
الفساد كان أول ما أشار اليه دعاة التصحيح، لكن بعد أن استفحل وأصبح له حماة ومدافعون من قادة التوجه الحضاري، لذا يصعب محاربة الفساد ، لماذا ؟ لأن هؤلاء القادة لم يكتفوا بمجرد الدخول الى السوق من أجل تجارة شريفة ،بل تكالبوا على الأموال تكالب بعضهم على النساء، وطردوا من كانوا قبلهم بالسوق ، وجعلوهم يسألون الناس الحافا أعطوهم أو منعوهم ..
جناح الحركة الإسلامية المسمي (المؤتمر الوطني) ازداد شراهة فى جمع الغنائم والأموال ،بعد قرارات رمضان 1999، بل لعله كان شرها منذ ذلك الانقلاب المشؤوم ، عشية الثلاثين من يونيو 1989وليته اكتفي بالمال فحسب، بل ارتكب جملة من الكبائر، بحق البلاد والعباد، لدرجة ان واحدة منها كانت كفيلة بأن يترك هؤلاء السلطة ، ويجلسوا فى بيوتهم يعافسون نسائهم ، إن كانوا يستحون ، هؤلاء الطغاة فشلوا فى الحفاظ على ما ملكوه من ارض السودان (مليون ميل مربع) وقاموا بفصل جنوب السودان ، حتى يقيموا من جديد دولة توجههم الحضاري ، التى لا توجد الا فى اذهانهم الخاوية (كانوا يظنون وبعض الظن إثم) أنهم سوف يرتاحون ببتر جزء من البلد ،كان يسبب لهم صداعا دائما ، ظنوا فى فورتهم الأولي أنهم قادرون على أخضاعه لامبراطوريتهم ، سرعان ما اصطدموا بقوة الخصم فوقعوا معه صاغرين اتفاقا مذلا تسبب فى فصل الجنوب ، وبعد أن فصلوه ،هاهم يتباكون ويتلاومون ،يذرفون دموع التماسيح فى أديس أبابا ،ويستجدون قادة الدولة الجديدة ،التى اضاعوا بترولها ، فى غباء لا مثيل له، أن لا يغلقوا أنبوب النفط ،حتى لا تقوم( ثورة شعبية تتطيح بهم وبنظام حكمهم ) يبتزون دولة الجنوب لتدفع لهم أكثر من 36 دولارا فى البرميل ودولة الجنوب تقول أنها لن تدفع أكثر من دولار للبرميل ، ونخشى بتهورهم هذا من خلال ما يقولون: أنه حق السودان العيني فى نفط دولة الجنوب، الذى يتم تصديره ،عبر الاراضي السودانية أن يقودونا الى حرب لا تبقي ولا تذر، ليس بسبب النفط وحده، بل بفشلهم فى تسوية قضايا أخري عالقة و أكثر تعقيدا من النفط ، مع دولة الجنوب ،كأبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، والحدود ، حتى تذكيرهم للجنوبين بمغادرة الشمال فى ابريل المقبل ينم عن سوء نيه ولن يساعد ذلك فى اقامة علاقات حسنة مع دولة الجنوب ،و بسبب سياساتها الطائشة ،التى تخلق بين كل حين واخر ستخلق الانقاذ جنوبا جديدا. محاربا للسودان ومستنزفا لما تبقي من موارده و قدراته،
لم يكن الجنوب وحدة الطامة الكبري، التى وقعت فيها الانقاذ، بل أرتكبت الانقاذ (المؤتمر الوطني) كبائر كثيرة لعل أبرزها تلك الكبيرة التى لا تغتفر فى دارفور، ولو كذبنا جدلا كل الغرب (امريكا ، بريطانيا ، فرنسا ومنظمات الاغاثة ومنظمات حقوق الانسان والصحافة الغربية الخ) الذى تقول الانقاذ :أنه يعاديها ،ولو أفترضنا أن مدعي محكمة الجنايات الدولية( أوكامبو) كذاب أشر وأن كل المنظمات الحقوقية العالمية ،لها أجندة وأهداف خفية ضد السودان ، وتعادي أهل التوجه الحضاري ، وصدقنا فقط رئيسنا ، سعادة رئيسنا المشير البشير، بأنه لم يسقط فى دارفور سوى ( نحو عشرة الاف نفس) الا يدل هذا الرقم على إستهانة قادة المؤتمر الوطني بالدم السوداني؟ والا يعني إسترخاصا له ؟ وهم يعلمون أن قتل نفس برئية أعظم عند الله من قتل الناس جميعا ، (و أن من قتل أمرئ بغير حق فكانما قتل الناس جميعا) هل كان كل أولئك النفر فى دارفور محاربين للإنقاذ وبالتالي لله ورسوله ؟كما يظن قادة التوجه الحضاري؟ هم من جعلوا دارفور أشهر من السودان نفسه ، من كثرة طرق وسائل الاعلام العالمية لاسم دارفور ،ومن كثرة ما مضغت المنظمات الغربية أسم دارفور، حتى أصبح السودان علكة على كل لسان، والمدهش أنهم بعد مذكرات الجلب الصادرة بحقهم ،لا يزالون يتنكبون الصراط السوى، ويراهنون على الحسم العسكري ، ويهللون لمقتل قائد فى دارفور، وهم بذلك يجعلون الف قائد ينهض من سباته.
مريدو التصحيح (أصحاب مذكرة الألف ) تحدثوا عن إفقار المؤتمر الوطني للناس ، وهذا صحيح ،حيث أن السياسات الاقتصادية العشوائية وغير المدروسة ، أوما سماه د/ حيدر ابراهيم ، (بطفلنه) الاقتصاد السوداني (الاقتصاد الطفيلي) فى ندوة مركز الجزيرة للدراسات حول دولتي السودان مؤخرا بالدوحة ،جعل السواد الاعظم من السودانين تحت خط الفقر ،وقلة مترفة تنعم بالمال،وأختفت منذ وقت طويل ،ما كان يسمي بالطبقة الوسطى،الناس فى السودان يعددون الشركات التى تسير دولاب هذا الاقتصاد الطفيلي ،ويشيرون بأصابع الاتهام الى رموز فى الحزب الحاكم والحكومة ،لا تعير إتهامات الناس والصحافة بحق الفساد أى إهتمام ،(لم يتم محاكمة أو سجن أو إعاد أى فاسد عن منصبه ) بل تحاكم كل من يتحدث عن الفساد، وتقارير المراجع العام ،حول الفساد ونهب المال العام ،مجرد حبر على ورق ، ولو أنشئوا مفوضية لمحاربة الفساد لن تفعل شيئا فى لجم الفساد لأنه بات غولا كبيرا بل فلزة كبد لهؤلاء الأمناء ،كان هؤلاء الاخيار فى أمسهم يدعون الناس لتطبيق قانون من أين لك هذا ؟ وكثيرون منهم كانوا شعثا غبرا إن لم نقل حفاة عراة ، أما اليوم وبعد ظهرت على سيماهم اثار النعمة ، فهم يقولون: أنهم ورثوا كل هذا الملك ،وكل هذه الثروات التى يتحدث الناس عنها صباح مساء، يوم أن كتبوا عشية الثلاثين من يونيو 1989 ( أن كل السودان ضيعة لهم ولابنائهم وأقربائهم) تماما كقارون ،حتى هدد ذات يوم كبيرا لهم فى الخرطوم بأنه سوف يطرد كل من أتو من الهامش (الولايات الأخري) الى المناطق التى أتوا منها، سبحان الله .هل سأل هذا الوالي نفسه لم هجر أبناء الريف قراهم ومدنهم وأتو الى عاصمة البلاد؟ لم يأت هؤلاء الا لفقر أصاب مناطقهم، المستشفيات باتت كأنها (شفخانات) لبؤس حالها، حيث تفتقد الأطباء والدواء ،فكان من الطبيعي أن يأتي هؤلاء الناس الى الخرطوم بحثا عن علاج ودواء لامراضهموأوجاعهم وما أكثرها ، الجامعات أصبحت مثل المدارس ،والمدارس صارت كرياض الأطفال ، فانحدر التعليم فى عهد حكومات المؤتمر الوطني، الى درك سحيق (لكن المؤسف أن أبناء الذوات يدرسون خارج البلاد فى جامعات مرموقة ) ولا يحسون بمعاناة أقرانهم يكفي أن مئات الالاف من خريجي الجامعات بلا عمل (عطالة) بسبب السياسات التعليمية الفاشلة،وكثرة الكليات النظرية ، التى لا علاقة لها بسوق العمل ، ويكفي أن نشير هنا الى أن الاحصائيات الرسمية لوزارة الصحة الاتحادية مثلا تقول: بوجود 20 الف مريض بالسرطانات فى السودان ، عافانا الله واياكم ،ويكفي أن نشير الى أن معظم المرضي يأتون من الولاية الشمالية ،وقد فشلت وزارة الصحة عن معرفة السبب ،وسعادة الفريق بكري حسن صالح (بلدياتنا ) يكتفي بقراءة المراسيم الرئاسية فى القصر الجمهوري ،ولا يعرف ما حاق بأهله هناك ، حيث يموتون بالسرطان وتباع أراضيهم للمصريين ،وللعجب أنه كان من ضمن الموقعين على مذكرة العشرة الشهيرة التى تسببت فى المفاصلة الكبري، وكسر عظم الحركة الاسلامية ،تري هل استقامت كل الأمور حتى استكان هو وأخوته الكرام؟ أم تراهم سوف يناصرون أخوتهم الجدد هؤلاء ؟الذين رفعوا مذكرة لتصحيح المسار فى البلد كله؟ ترى كيف ينظرون الى مذكرة إخوانهم الألف؟الا يساوى الألف عشرة ؟ نعم لا يساوون، لأن نصف العشرة هم من يحكموننا اليوم، ويعتبرون أنفسهم أفضل من كل خلق الله فى السودان ،وليس هؤلاء الألف الذين لم يأتوا بجديد، اللهم الا تجميعهم لشذرات مما ورد فى الصحف ،منذ أن تولت الانقاذ مقاليد الحكم فى البلاد،حتى أن واحدا من إخوتنا قال لي ساخرا على المذكرة وما يثار حولها من غبار: أن كاتبها واحد ساقط (راسب ) لغة عربية ،فى امتحان الشهادة السودانية ، ويبدو أن جميعهم من حسني النية، الا وأروني كيف يستقيم عقلا أن يقوموا برفعها لمن نهبوا البلاد ودمروها تدميرا ولا يزالون؟! هل ننتظر من المشير البشير(خادم القران) أو الاستاذ على عثمان النائب الأول أو د/الحاج ادم نائب الرئيس أو د/ نافع مساعد الرئيس ،أو احمد ابراهيم الطاهر، رئيس البرلمان ، أن يعيروا أيا من الأمور التى تضمنتها المذكرة أهتماما؟ لا .فالبشير مشغول بمصيره لا مصير أمته، وهو كما قال ذات يوم أحد قيادات المؤتمر الوطني :(رجل بسيط شديد البساطة وغير طامح أو طامع في الرئاسة» (ولكنه فقط يحب البزة العسكرية لوجه الله!) وعلى عثمان ربما يبكي لتكفير ذنبه فى فصل الجنوب، والحاج ادم ربما لا يزال غير مصدق انه أصبح نائبا للرئيس أما نافع فهو يعلم أكثر من غيره أن ضرره فى السلطة أكثر من نفعه، والطاهر كون يوم فى سفر ، لذا فمن الغباء أن تنتظر أمتنا (تسونامي) فى صفوف المؤتمر الوطني، حيث أن قادة الحركة الاسلامية الذين إنغمسوا فى حب السلطة ،وشهوات الحكم ،وكان شعارهم منذ أول يوم لتسلمهم السلطة هو: إبعاد اصحاب المبادئ وتمكين الوصوليين، حتى غدا المؤتمر الوطني كرش فيل ،يضم كل من نطحه حزبه، وكل من أرداه المؤتمر الوطني فى غزوة من غزواته الكثيرة لتحطيم الاحزاب، تارة بالمال وأخري بالسلطة، ولو ساقتك قدماك الى حضور إجتماع لهؤلاء لن تعرف منهم أحدا أبدا ،وكما قالت الأخت د/ لبابه الفضل رئيسة جمعية رائدات النهضة يوم كانت الحركة الاسلامية أنيقة فى توجهها سمحة فى تعاملها مع الناس وفية لمبادئها، قالت فى افاداتها الجريئة لصحيفة الوان الموءودة: أن المؤتمر الوطني أبعد أصحاب المبادئ منذ زمن بعيد ،وبفضل المؤتمر الوطني تداخلت السلطات وأصبح مال الدولة ملكا للحزب، لكنهم يخطئون كثيرا حينما يحاولون إيهامنا بأن قادة المؤتمر الوطني هم أعضاء الحركة الاسلامية، الذين عرفناهم ، قبل الثلاثين من يونيو 1989 ، هؤلاء معظمهم ،بدلوا وجوههم و جلودهم وقلوبهم وعقولهم والسنتهم ،فأصبحو مسخا مشوها، وبذلك أساءوا للحركة الاسلامية ، بل قدموا نموذجا قبيحا للحكم الاسلامي الرشيد ، فبسبب ما إرتكبوه من كبائر هاهم إخوان مصر يتخوفون من حكم مصر، بعد فوزهم بعدد كبير من المقاعد ويتبرأون من التجربة السودانية ، وكذلك حركة النهضة فى تونس بقيادة راشد الغنوشي .
أخطاء الحركة الاسلامية (الجبهة الاسلامية القومية) بدأت منذ ليلة الثلاثين من يونيو 1998 ولا زالت مستمرة على يد( المؤتمر الوطني) ولو عدنا بالذاكرة قليلا الى الوراء وتحديدا الى مذكرة العشرة الكرام ،التى رصدت أربع تحديات كبري كانت تواجه الحركة ، تمثلت فى( الشوري سعة وفاعلية ،وفاعلية القيادة العليا والمؤسسية كأسلوب للعمل ،والوحدة كسياج للحركة ) نتساءل هل أستجد شئ فى تلك التحديات بعد أكثر من عقد من الزمان ؟ لا شوري داخل هياكل المؤتمر الوطني المترهلة،رجال يعدون على أصابع اليد الواحدة هم من يقومون بكل شئ والبقية يتبعونهم كالقطيع أعزكم الله ، ولا فاعلية تذكر لدي القيادة العليا ،لأنها تقزمت كثيرا الفاعلية بيد قلة من قيادات المؤتمر الوطني ، هم أهل الحل والعقد ،هم من يقررون أمر الحرب متي تقوم ؟وأين تقوم ؟ولماذا تقوم ؟وكيف تقوم ؟ فما على الاخرين الا الانصياع ،وقول سمعا وطاعة ، ليس هناك شئ اسمه المؤسسية يمكن أن نحاسب عليه المؤتمر الوطني ، فقد شاخ هذا المؤتمر منذ زمن طويل كما قال الأستاذ الطيب مصطفي ،فالكل يعلم كيف تتم الانتخابات خلال مؤتمرات صورية لا تسمن ولا تغني من جوع، تماما كتلك الانتخابات العامة التى فازوا بها وأقصوا بموجبها كل الوان الطيف السياسي، ماذا أبقت مذكرة العشرة من سياج لوحدة الحركة؟ حتى يرفع غيرهم مذكرات أخري ، بل أين من وقعوا على تلك د/ بهاء الدين حنفي ، وضعوه سفيرا فى المانيا والمقام يقتضي منه أن يصمت بدبلوماسيه ، صديقه الحميم الأستاذ سيد الخطيب رئيس تحرير جريدة الانقاذ الوطني، الكاتب الأنيق مشي معهم شوطا وشارك فى مفاوضات نيفاشا ،وأظنه الان غارق وسط أوراقه وكتبه يشاهد قناة CNN الاخبارية ،ولا ندري إن كان قريبنا بروفسير أحمد على الإمام لا زال مشغولا بالتأصيل لخزعبلات المؤتمر الوطني ،أما د/ مطرف صديق ،فلا نعلم إن كانت دولة جنوب السودان قد قبلت به سفيرا للسودان فيها أم لا ، بروفسير ابراهيم أحمد عمر تراه باسما والبشير يمدح ما أحدثه من ثورة(خراب) فى التعليم يوم كان وزيرا له ، ولا ندري أين أختفى حامد تورين ، مؤكد أنهم ضاقوا ذرعا به ، كما ضاقوا ذرعا بشيخهم ،د/ غازي صلاح الدين، ربما الوحيد الذى يمكن أن يعيد صياغة مذكرة الألف ويعيد قراءتها من جديد ،حتى تصبح ذي قيمة لكن لا أحد سوف يهتم بها من الأكابر.وربما كل هذه المذكرات مما يحاول المؤتمر الوطني شغل الناس بها فهى فى أحسن الأحوال مجرد لعبة من الاعيب المؤتمر الوطني العديدة كي يتسلى الناس بها،إن كنتم تنشدون التغيير والتصحيح فالمذكرات لن تحقق لكم ذلك.
لأن الوضع فى السودان تجاوز مرحلة علاجه وتصحيحه بالمذكرات ، وهو ما حدا بالكثير من قوى ما يسمي بالهامش لحمل السلاح وقتال النظام ،فالانقاذ جعلت كل أطراف السودان هوامش ،لانها دمرت الزراعة والصناعة ، فشلت فى زراعة أراضينا البور البلقع فشلت فى تنفيذ شعار : نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ، إنها تعمل الان لبيع اراضي الشمالية للاحزاب المصرية ،بل تبشرنا بزراعة الأرز البسمتي طويل الحبة (يا بخت المالاقين ذرة ودخن وقمح سوف يأكلون هذا الأرز باستمرار) فشلت الإنقاذ فى توفير مدخلات الصناعة ،وقطع الغيار فتوقفت معظم المصانع ،بل وباعت مؤسسات القطاع العام بثمن بخس وتنوي بيع ما تبقي ، أشعلت حروبا فى ولايات دارفور، وجنوب كردفان ،والنيل الازرق، وجعلت السواد الاعظم من شباب السودان عطالة، فى عهدها الميمون تقلصت طائرات الناقل الوطني من عشرة الى واحدة وواحدة بحرية ينوون بيعها ، بل حتى السكة حديد قام بعض ضعاف النفوس بسرعة قضبانها وبيعها فى سوق الله أكبر نهارا جهارا و،امل أن لا يقيموا عليهم الحد حتى اذا بلغ ما سرقوه حد النصاب لأنهم ربما فعلوا ذلك من فرط قرصة الجوع عليهم (كم فى السودان من مضحكات مبكيات ) الإنقاذ ضاقت ذرعا باقلام الصحفيين فطفقت تكسرها وتصادر المطابع وتغلق الدور الصحفية وتشرد رجال الصحافة ونساؤها .
نظام هذا حاله وديدنه لا أمل فى إصلاحه بمذكرات .
من اقوال ابن القيم
*ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.
*خلقت النار لاذابة القلوب القاسية.
*أبعد القلوب من الله القلب القاسي.
*اذا قسا القلب قحطت العين.
*قسوة القلب من أربعة أشياء اذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة. كما أن البدن اذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب, فكذلك القلب اذا مرض بالشهوات لم ينفع فيه المواعظ.
*من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته.
*القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.
*القلوب آنية الله في أرضه, فأحبها اليه أرقها وأصلبها وأصفاها.
*شغلوا قلوبهم بالدنيا, ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه وآياته المشهودة ورجعت الى أصحابها بغرائب الحكم وطرف الفوائد.
*اذا غذي القلب بالتذكر, وسقي بالتفكّر, ونقي من الدغل, ورأى العجائب وألهم الحكمة.
ليس كل من تحلى بالمعرفة والحكمة وانتحلها كان من أهلها, بل أهل المعرفة والحكمة الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى. وأما من قتل قلبه فأحيى الهوى, فالمعرفة والحكمة عارية على لسانه.
خراب القلب من الزمن والغفلة, وعمارته من الخشية والذكر.
اذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة بين أهل تلك الدعوة, واذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها تلك الموائد.
الشوق الى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا.
من وطّن قلبه عند ربه, سكن واستراح, من أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق.
لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا الا كما يدخل الجمل في سم الابرة.
اذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته, واستخلصه لعبادته, فشغل همه به, ولسانه بذكره, وجوارحه بخدمته.

الكروت المحروقة لحكومتنا


الكروت المحروقة لحكومتنا
*بقلم :سليم عثمان
*كاتب وصحافي سوداني مقيم فى الدوحة
كشفت حكومتنا عن كروت كثيرة قالت إنها يمكن استخدامها في مواجهة حكومة دولة الجنوب من بينها (البترول والجنوبيين المتواجدين بالشمال) مبينة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما تقوم به جوبا تجاه الخرطوم، مشيرة إلى أن خطوتها القادمة هي إستخدام الخطة (ب).
وقالت صحيفة اخر لحظة، التى كتبت لها الزميلة ثناء عابدين ، أفادات وأقوال السيد علي أحمد كرتي وزير الخارجية لبرنامج (مؤتمر إذاعي ) يوم الجمعة، أن الوزير كرتي قال : إن السودان لم يستخدم حتى الآن أي من (الكروت) التي يمتلكها للضغط على الجنوب ،في الوقت الذي إستنفذت فيه دولة الجنوب كافة (الكروت) المتاحة لها للضغط على الشمال ،بدعمها للمتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، ولم تحرك الحكومة أي (كرت) يهدد أمن الجنوب حتى الآن، قاطعاً بأن السودان لم يفكر يوماً في زعزعة أمن واستقرار الجنوب، لافتاً النظر إلى أن سياسة جوبا لإسقاط النظام في الخرطوم باتت واضحة، وأتهم جهات لم يسمها بالوقوف وراء المتمردين بدعمهم، مشيراً لشركات ومؤسسات وأفراد لهم أجندة اقتصادية في الجنوب، قال :إنهم دفعوا دولة الجنوب لرفض التوقيع على الاتقاف الإطاري بين الجانبين، موضحاً أن الهدف من ذلك هو تفتيت السودان ،وتغيير الهوية السياسية والثقافية في السودان.
ووصف كرتي الولايات المتحدة الأمريكية (بالضعيفة ) رغم الامكانيات والقوة التي تتمتع بها، وأعتبر حديث باقان أموم رئيس وفد التفاوض بحكومة الجنوب، بشأن إغلاق الحدود مع السودان (محض هراء وضيق أفق)، وأكد أن الإدارة الأمريكية تؤثر عليها مجموعات من النشطاء والعاملين في المنظمات الإقليمية والطوعية ، تعمل في الخفاء، مبيناً أن تراجع الرئيس باراك أوباما عن مواقفه التي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي بغرض الاستمرار في رئاسة أمريكا، وقطع كرتي بعدم تطبيع العلاقات بين دولتي السودان وإسرائيل، وأضاف أن التعامل مع دولة الكيان الصهيوني يقود الى الهاوية، مؤكداً تمسكهم بعدم تقديم أي تنازلات في هذا الاتجاه.
وزير خارجيتنا على كرتي من أضعف الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية، ومعظم تصريحاته تفتقد الى الدبلوماسية والحكمة واللغة التى يستخدمها لغة خشبية ، ومن قبل قال فى شأن ترشح ياسر عرمان لرئاسة الجمهورية (نتمنى ان يحترق عرمان وينتهى امره ) وهو الذي يصف أقوي دولة فى العالم (أمريكا ) بأنها ضعيفة ، فإن كانت أدارة الرئيس أوباما ضعيفة كما يظن الوزير كرتي
فيا تري هل طالع الوزير كرتي تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية المحتمل ميت رومني ؟ ليتأكد بنفسه أن كان القادم الجديد للبيت الأبيض قويا أو ضعيفا ،ميت رومني قال فى تلك التصريحات :أنه منذ زمن طويل ظلت مجموعات كبيرة من السودانيين ضحايا لجرائم الحرب والفظاعات الأخرى التي ارتكبتها الحكومة فى الخرطوم والموالين لها. مات الملايين فى جنوب السودان نتيجة للصراعات العرقية والدينية التي صاحبت الحرب الأهلية الطويلة. وفى دارفور كانت المجموعات الأفريقية غير العربية وباستمرار ضحايا للإبادة الجماعية البطيئة، و وقال :أنه منذ استقلال دولة جنوب السودان قامت حكومة الخرطوم بسلسلة من الانتهاكات فى الأقاليم المتاخمة للحدود ، والتي أدت الي حصاد عدد كبير من الأرواح ونزوح مئات الآلاف، وقد حرضت حكومة الخرطوم المجموعات المتمردة فى الجنوب وزودتها بالسلاح ،بهدف زعزعة الدولة الوليدة، كما أنها استولت على مئات الملايين من الدولارات من إيرادات بترول جنوب السودان الذى يعتبر المصدر الرئيسي للدخل فى الجنوب، وفى كل من دارفور والمناطق المتاخمة للحدود كانت حكومة الخرطوم المعوق الرئيسي لأمدادات الإغاثة للمتأثرين بالمجاعة، و وقال بحزم شديد :إنني أتعهد والتزم بحماية الأبرياء من جرائم الحرب والانتهاكات الأخرى ،بما يضمن وصول إمدادات الاغاثة للمحتاجين لها ،ومحاسبة القادة الذين قاموا بتنفيذ هذه الانتهاكات ،وتحقيق سلام مستدام لجميع سكان السودان ودولة جنوب السودان.معني ذلك يا سعادة الوزير كرتي أن علاقات الخرطوم وواشنطن مرشحة لمزيد من التدهور فى مقبل الأيام ومعني ذلك أن المحكمة الجنائية الدولية ستكون بالمرصاد لمن تسببوا فى أزهاق أرواح الأف البشر فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ،وأن الادارة الجديدة القادمة للبيت الأبيض لن تتخلي ‘ن دولة جنوب السودان ،وأنها لن تقبل بوقوع مجاعات فى الأقاليم التى تدور فيها الحرب ،بل لن تسمح بوقوعها فى الجنوب نفسه ،سواء تسببت فيها الخطة (ب) أو أية خطة غبية تحاول الخرطوم تنفيذها.
لم أسمع من قبل أن وزيرا فى دول العالم كافة فى مقام كرتي ،وصف الدولة العظمي فى العالم بأنها ضعيفة وكأني به يهتف مع أخواننا فى الدفاع الشعبي (أمريكا روسيا قد دنا عذابها) تماما كما كان يهتف أخواننا فى الدفاع الشعبي أيام الثورة الأولي ،ولو وصف وزير دفاعنا أمريكا بالضعف لقبلنا وصفه، ولو وصف أى وزير اخر أمريكا بالضعف لعذرناه ،أما أن يصف رئيس دبلوماسيتنا أمريكا بالضعف ،فهذا إن دل على شئ ،فإنما يدل على أن الرجل لا زال بعقلية مجند جديد فى الدفاع الشعبي ،وليس قائد ، فالرجل حديث عهد بمجال العمل الدبلوماسي، وفشله وفشل نظامه فى تطبيع علاقات السودان بواشنطن، يجعله يقول قولا لا معني له ،ونحن لانلومه ، بقدرما نلوم هذه الحكومة الرعناء ، التى أفرغت وزارته من كافة الكوادرالدبلوماسية المقتدرة وأحلت فى مواقعهم ( المحاسيب والأقرباء وأهل الولاء والطاعة) الخارجية بها كم مهول من أبناء الوزراء وأقربائهم ومعارفهم ، بل كل( قوي أمين بزعمهم ) وماهم كذلك، أتو بهم من الدفاع الشعبي ،ومن الخدمة الوطنية ،ومن جهاز الأمن والمخابرات ،ومن سوق الله أكبر ،فألبسوهم بدل وربطات عنق أنيقة، ومن قبل قال كرتي: أنه لايبالي كثيرا (بالكرافته) ومستعد لخلع البدلة والكرافتة ليلبس الزي العسكري الميري يقول ذلك ليؤكد أنه جندي للإنقاذ فى أى موقع والحقيقة هى أنه لا يفرق بين أصول وقواعد العمل الدبلوماسي والعمل فى سلك الدفاع الشعبي ، وضعت الأنقاذ فى الخارجية كوادر مجهولة ومحسوبة على المؤتمر الوطني ،ليكونوا وجوها لبلدنا مع العالم ، جاءوا بهم من إتحادات الطلاب، التى قال المشير البشير رئيس الجمهورية فى حديثه الأخير لفضائية النيل الأزرق، أن حزبه يسيطر عليها بانتخابات حرة ونزيهة! لم تجد الإنقاذ سوي كرتي لتجعله يتقلد حقيبة الدبلوماسية فى بلادنا؟ ولا يحسبن أحدا أن الرجل كان سفيرا للسودان فى لندن أو واشنطن أو حتى أنجمينا أو القاهرة القريبة ،أو كان سفيرا للسودان فى الأمم المتحدة، لم يتدرج الرجل فى سلك الوزارة، بل عين مباشرة فى هذا المنصب بعد حقق نجاحات ملموسة أذهلت قادة المؤتمر الوطني، فى موقعه السابق، الذي هو بعيد كل البعد عن حقل العمل الدبلوماسي ، فحسبوه رجل المرحلة وهاهو بتصريحاته هذه لم يكذب ظنهم، تخيلوا أنه أختار رئيس تحرير صحيفة طلابية سابق سفيرا للسودان فى القاهرة ، والسبب أنه من قياداتهم الطلابية الصلبة ،وأنظروا الى من كانوا بالأمس سفراء للسودان فى قاهرة المعز لدين الله لتقارنوا بين ما تفعله الإنقاذ بالعمل الدبلوماسي اليوم وما كان عليه حال دبلوماسيتنا بالامس انظروا الى كل وجوهنا الدبلوماسية فى الخارج بل الى كل الملحقيين الإعلاميين فى سفاراتنا لتروا بؤس سفارتنا التى أصبحت كالمحليات فى هامشنا الكبير بل أشد بؤسا فى عهد كرتي ، ثم تعالوا نبحث فى الكروت التى يخفيها (حزب كرتي) ويحتفظ بها (الخطة ب) فى مواجهة دولة جنوب السودان، لنري مدى قوتها ، إن إستخدامهم للخطة (ب) معناه أن الخطة (أ) لم تجد نفعا فى حل المشاكل مع الدولة التى فرطوا فى أراضيها دولة جنوب السودان (أكثر من 600 ألف كليومتر ) ومعناه أنهم يرفضون مقايضة أبيي بنفط الجنوب ، ومعناه أنهم لن يتنازلوا عن المناطق الأخري المختلف علي تبعيتها بين الدولتين للجنوب،ومعناه أنهم لن يبقوا جنوبيا واحدا فى الشمال بعد ابريل القادم ، ومعني ذلك فى فهم رئيس دبلوماسينا ، ان دولتنا العظمي ،ذات التوجه الحضاري ،سوف تضغط من خلال هؤلاء المساكين على الدولة الجنوبية (فترحيلهم سوف يشكل ضغطا كبيرا على حكومة دولة جنوب السودان) وربما يتسبب فى وقوع (مجاعة) ومعلوم أن دولتنا تمنع تصدير نحو189 سلعة للجنوب ،منها سلع استراتيجية مثل القمح والذرة والسكر والزيوت ،فى إطار ممارسة الضغط على حكومة الجنوب ،ومحاولة لي ذراعها كي تقدم بدورها تنازلات مؤلمة للشمال، لكن فى مفاوضات أديس أبابا الأخيره ،بدا واضحا العناد والصلابة على مفاوضيهم وعلى رأسهم رئيس الدولة الفريق سلفاكيروالأمين العام للحركة باقان أموم ،وظنت حكومتنا أنها بايفاد بعض مفاوضي نيفاشا الأشداء (سيد الخطيب ،وأدريس محمد عبد القادر، أضافة الى مطرف صديق والزبير محمد الحسن ،وغيرهم من المفاوضين ،سوف تفلح فى إقناع الجنوبين بدفع 32 أو 36 دولارا للبرميل، مقابل أن يمر نفط الجنوب عبر أراضينا، لكن حكومة الجنوب رفضت كل العروض التى تقدمت بها حكومتنا الضعيفة، والوسطاء الأفارقة وتمسكت بستين سنتا للبرميل، بل سارعت بإغلاق أبار نفطها ،وأكدت أنها لن تسمح بإستئناف العملية مرة أخري مالم ترضخ حكوماتنا لشروطها المتمثلة فى:
*موافقة الخرطوم على دفع قيمة النفط التي قالت إن الحكومة السودانية استولت عليه
*وتلتزم بعدم عرقلة نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان مستقبلا .
*والقبول فقط بمبلغ( 60 سنتاً )من الدولار للبرميل كرسم مرور ،حسب باقان أموم رئيس الوفد المفاوض لحكومة الجنوب في أديس أبابا ،
واعتبرها خطوات أساسية ومهمة لاستئناف ضخ النفط الجنوبي وتصديره عبر الأراضي السودانية.
* وأن يتم مراقبة هذا الالتزام دولياً.
وأضاف أموم في مؤتمر صحفي بجوبا أن قرار إيقاف النفط جاء لتحقيق سيادة دولته على مواردها وثرواتها، نافياً أن يكون هذا القرار تنفيذاً لأجندة قوى خارجية، *وأشار إلى أن عدم قبول السودان لهذه الشروط ،سيجعل موضوع النفط خارج المفاوضات المقبلة في العاشر من فبراير.
ترى أى طرف من الطرفين لديه كروت بإمكانه إبرازها فى وجه الطرف الاخر الخرطوم أم جوبا؟ الاجابة ربما نجدها بعد العاشر من الشهر الجاري حينما يستأنف الحوار بين الطرفين فى أديس أبابا ، وعندها سوف نتأكد عما إذا كان للخرطوم كما أشار السيد كرتي كروت جديدة يمكن أن تضغط بها على جوبا ،فى اطار ما أسمته بالخطة (ب) وفى تقديري ليس بيد حكومتنا أية كروت ،بل كروتها كلها حرقت ،اللهم الإ أن كانت مستعدة لحرب جديدة ضد هذه الدولة الوليدة ،التى سيقف الى جانبها ويدعمها بالسلاح والمال كل من أمريكا وأسرائيل ، وربما الغرب كله ،وقد تفقد الخرطوم وقتها دعم الصين لها ، فهل الحرب هى الخطة (ب) التى يقصدها كرتي، فوزير الخارجية ليس الوحيد من قادة الحكومة ، الذي لوح بكروت مجهولة بل لوح الرئيس البشير نفسه صراحة بخوض الحرب مع الجنوب ، إن فرضت على السودان ،حينما قال فى ذات الحوار مع قناة النيل الأزرق: أن السودان مع جارته الجنوبية أقرب الى الحرب منه الى السلام ، وقال نائبه الدكتور الحاج آدم ( إن صبر الحكومة تجاه الحركة الشعبية قد بدأ ينفد، وإنه إذا دعا الداعي فإن جوبا ليست بعيدة) (فى حماك ربنا ) اللهم أحفظ السودان من شرور حرب جديدة يشعلها كرتي وإخوانه ، ترى هل تتأخر الحرب الى أغسطس القادم موعد أنعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية ليقول عقلاؤها لمجانين المؤتمر الوطني، كفي حروبا وأقتتال ؟ثم أروني لماذا بدأ صبر حكومتنا ينفذ تجاه جوبا؟ هل لأنها أغلقت صنابير نفطها عنا، ولأنها وضعت شروطا مذلة على الخرطوم القبول بها أو رفضها ؟عجبا لهؤلاء القوم ، فرطوا فى الجنوب بأكمله ،والان يتباكون على نفطه، ربما لا يعرفون حتى الان أن الجنوب أصبح دولة ذات سيادة ، من حقه أن يسكب نفطه فى البحر إن شاء أو يحبسه تحت الأرض لمائة سنة قادمة ،, أن يسوقه بالكيفية التى يريد، برا بحرا سماء ،بالبواخر بالشاحنات بالدواب، هذا شأنهم والنفط نفطهم ،وهم أحرار فى التصرف فيه ، أم تراهم يظنون أن الجنوب لا زال جزءا من السودان القديم ؟ فى تقديري أن التعامل مع جوبا لا يحتاج الى خطة (ب) أو خطة (ج) فأما أن نصل معها لاتفاق مناسب مرض لنا ولها ،وأما أيضا أن تكون للخرطوم القدرة على قول أننا أيضا طوينا هذا الملف، مثل جوبا ولن نعود اليه ثانية ،أو أن توافق الخرطوم على شروط جوبا صاغرة ذليلة ، لتفوز ببضع سنتات من الدولار ،مقابل تصدير نفط الجنوب ،ويبدو أن هذا ما سوف يحدث ،رغم تصريحات كرتي الهلامية،بامتلاك السودان لكروت لم تستخدم بعد ، فالرئيس البشير بشرنا بأن هذا العام سيكون من أصعب الأعوام ، سبحان الله يا سعادة المشير البشير وهل كان شعبك الأبي فى بحبوحة خلال ال22 عاما الماضية من حكم دولة التوجه الحضاري؟ إن سنين الإنقاذ كلها كانت أعوام رمادة، لذا لم تقطعوا يا سيادة الرئيس يد سارق واحد ،لكننا نحمد الله على أنكم ما تزالون تعدوننا بأنكم سوف تحاسبون المفسدين،وأنه لا كبير على المحاسبة فى دولتكم الميمونة،والحمد لله أيضا أن كل مسؤولي دولتنا أمناء على المال العام وأنهم جميعا وضعوا إقرارات ذممهم أمام وزير العدل(90الف إقرار ذمة)وأنكم أعلنتم الحرب على الفساد، وأن صحافتنا مافتئت تتحدث عن الفساد دون أدلة وبراهين،لذا فالأجهزة المختصة لا تعير كلامها أى أهتمام.
ودعونا نتساءل :هل النفط الجنوبي كرت محروق؟هل الحركة الشعبية قطاع الشمال (عقار، الحلو وياسر عرمان) والتهديد الذي يسببه منسوبو وجيش الحركة كما حدث مؤخرا بخطف عدد من العمال الصينين فى جنوب كردفان كرت محروق؟ هل الحركات الدارفورية المتمردة التى تقول الخرطوم أن جوبا تحتضنها والتى يمكن أن تسبب إزعاجا كبيرا للحكومة ،كرت محروق ؟ هل أبيي بالنسبة للجنوب كرت محروق؟هل أكثر من ألفي كيلومتر من حدود الدولتين ،وما يمكن أن يأتي منها للخرطوم من صداع، إن إستغلته جوبا كرت محروق؟ هل المناطق الأخري المتنازع عليها ،و التى تطالب جوبا بتبعيتها للجنوب كرت محروق؟ هل مياه النيل كرت محروق لجوبا؟هل الوجود الاسرائيلي والغربي الكثيف فى جوبا كرت محروق؟ حكومة الخرطوم تطالب دولة الجنوب بأن تتحمل ثلث أعباء ديون السودان، أي مقدار مشاركتها في السلطة، باعتبار أن هذه الديون كان للجنوب نصيب منها، في حين تصل هذه الديون إلى نحو (35 مليار دولار)لو رفضت جوبا الوصول لأتفاق مع الخرطوم فى هذا الصدد، ماذا ستفعل الخرطوم ، سيما وأن فوائد هذه الديون فى تصاعد مستمر ،إذن هل كرت الديون بات محروقا لجوبا؟ لذلك نحسب أن قول السيد كرتي بأن الجنوب فقد كافة الكروت وأحرقها حديث غير حكيم.
شذرات:
*المرأة والأسد:
جاءت إمرأة لأحد العلماء وهي تظنه ساحرا ،وطلبت منه أن يعمل لها عملا سحريا بحيث يحبها زوجها ،ولا يرى غيرها من نساء العالم ،فقال لها : إنك تطلبين شيئا عظيما ،و ليس سهلا ،فهل أنت مستعدة لتحمل التكاليف ؟ قالت : نعم فقال لها : أُريد شعرة من رقبة أسد
قالت : الأسد ؟ و كيف أستطيع ذلك ؟والأسد حيوان مفترس ويمكن أن يلتهمني أليس هناك طريقة أسهل ؟ فقال لها : لن يتم لك ما تريدين من هذه المحبة إلا بها ،وإذا فكرت ستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق هدفك، وهو محبة زوجك، بدأت المرأة بالتفكير في كيفية الحصول على هذه الشعرة، فاستشارت من تثق بحكمته ،فقال لها:أن الأسد لا يفترس أحدا إلا إذا جاع ،فعليها إشباعه حتى تأمن شره أخذت بالنصيحة ،وذهبت إلى الغابة وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم ،وتبتعد عنه واستمرت على هذا الحال، إلى أن ألفها الأسد وألفته، وفي كل يوم كانت تقترب منه اكثر ،إلى أن جاء يوم فتمدد الأسد بجانبها ، وهو لا يشك في محبتها له ،فوضعت يدها على رأسه، ومسحت على رقبته بكل حنان، وأخذت الشعرة من راسه بهدوء ،وهو مستسلم لها ،فأسرعت للعالم الذي تظنه ساحرا،لتعطيه الشعره، والفرحة تملأ قلبها ,وأخيرا سوف يتحقق حلمها، لما رأى العالم الشعرة ،. سألها ماذا فعلت حتى حصلت عليها ؟ فشرحت له كيف روضت الأسد، بمعرفتها طباعه ،فعليها أولا إشباع بطنه ثم الاستمرار ومن ثم الصبر بعدها يحين وقت قطف الثمار، حينها قال لها العالم : يا أمة الله زوجك ليس أكثر شراسة من الأسد افعلي مع زوجك مثل ما فعلت مع الأسد فتملكيه تعرفي على مداخل قلبه وأشبعي جوعه تأسريه.
قال: اكتشفت أنها لا تزال هي الأخرى تبحث عن الرجل المناسب
*صدقات:
*ذكر أن سليل بيت النبوة علي بن الحسين رضي الله عنهما,كان يحمل جرب الدقيق على ظهره يتبع المساكين في ظلمة الليل، ولمَّا مات وجدوا خطوطًا سوداء في ظهره من ثقل ما يحمل .. ولمَّا مات انقطع عنهم ما يأتيهم فعلموا أنها منه!
*مصيبة:
* قال الحسن: مسكين ابن آدم رضي بدار حلالها حساب، وحرامها عذاب، إن أخذه من حله حوسب به، وإن أخذه من حرام عذب به، ابن آدم يستقل ماله، ولا يستقل عمله، يفرح بمصيبته في دينه، ويجزع من مصيبته في دنياه.
*أعمى:
*قيل أنَّ الحجاج رأى رجلاً أعمى عند الكعبة يدعو ربه ويقول: اللهم ردَّ لي بصري.. اللهم ردَّ لي بصري فجاء الحجاج من اليوم الثاني، فوجده في نفس المكان يدعو بنفس الدعاء، فقال له الحجاج: إن لم يرد لك بصرك غداً قسأقطع رقبتك، فجاءه في اليوم الثالث مبصراً، فقيل للحجاج: لم فعلت هذا ؟!، قال وجدته يدعو بقلب لاهي..لكن لما كانت القضية حاجة، واضطرار توجَّه إلى الله..قلباً وقالباً..الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه بشرط {فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
*بحث :
*سأل أحدهم شيخاً وقوراً: لماذا لم تتزوج حتى الآن؟
قال: كنت أبحث عن المرأة المناسبة طوال أربعين عاماً .. وأخيراً وجدتها
سأله: ولما لم تتزوجها؟

الصادق المهدي والذئب


الصادق المهدي والذئب
بقلم : سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر:
السيد الإمام /الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، شخصية سياسية كبيرة فى فضاء السودان السياسي،وهو مثقف من طراز رفيع وخطيب مفوه،رجل قادر على سبك كلمات ومصطلحات جديدة فى قاموس السياسة مفكر،وكاتب لا يشق له غبار،أسهم بفكره وقلمه كثيرا برفد المكتبة السودانية والعربية بمؤلفات عدة، يصفه كثير من خصومة بأنه منظر من الدرجة الأولي ويصلح أن يكون أكاديميا وباحثا ومؤلفا أكثر من كونه سياسيا حاكما،ورغم أن كثيرين يعتقدون أن الرجل يحب السلطة ويعشقها الإ أن رفضه أو تمنعه طويلا فى الدخول الى جوقة الإنقاذ يؤكد عكس ما يتهم به الرجل من قبل البعض ،السيد الصادق المهدي شخصية وسطية ومعتدله فى ممارسة العمل السياسي، لكن هذه الصفات لا تعجب كثيرين،فيصفونه دائما بأنه يأخذ العصا من منتصفها، يحاول دائما إرضاء الكل حاكمين ومعارضين،لذلك دائما ما تصيبه سهام طائشة من كلا الفريقين،مؤخرا نظم حزبه احتفالا بدار الحزب بام درمان كان الصادق المهدي المتحدث الأبرز فيه،وقد قال الرجل فى ذلك الاحتفال كلاما كثيرا غير أن عبارات ملغومة فى حديثه كان مثار أحتفاء من صحافتنا المحلية وبالطبع تلفزيون الحكومة ووسائل اعلامها، وشخصيا فقد قرأت فى الشريط الاخباري لإحدي قنواتنا الحكومية ما يفيد بأن السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة قد رفض تلبية طلب من حزب المؤتمر الشعبي للمشاركة معه فى انقلاب عسكري ،ثم قرأت فى سودنايل توضيحا من المكتب الاعلامي للحزب مفاده أن حديث السيد المهدي حرف فالرجل حسب التوضيح كان يقصد الجبهة الإسلامية القومية وليس حزب المؤتمر الشعبي الحالي بقيادة الدكتور حسن الترابي والإنقلاب المقصود كان انقلاب الانقاذ 1989 وليس انقلابا حديثا يدبره المؤتمر الشعبي، السيد الصادق المهدي قال فى احتفال حزبه بذكري الاستقلال 56 لبلادنا التالي:

مؤخرا جاءتنا أخبار أن حزبا من الأحزاب يريد عمل انقلاب،(الحزب المقصود هنا هو المؤتمر الشعبي) وهذا الاتهام باطل ليس لأننا نعرف نوايا ذلك الحزب، ولكنه باطل لأنه حزب عاجز لا يستطيع أن يعمل شيئا، كل مرة يصيح: الذئب الذئب هجم الذئب، النمر النمر هجم النمر وأضاف : هم أنفسهم يعرفون (إنهم أرسلوا لنا إننا نريد عمل انقلاب فاشتركوا معنا في انقلاب (الإنقاذ) ولكننا رفضنا، والأهم من ذلك أن رئيسهم حينما كان في الحكم عرض علينا أكثر مما يعرضه علينا ناس (الإنقاذ) الآن ورفضنا، لأننا قلنا إننا لسنا مستعدين أن نشترك في إذلال الشعب، واضح من هذا الكلام أن الرجل كان يتحدث عن الفترة التى سبقت اخر حكومة ديمقراطية كان يرأسها المهدي أو ما عرف حينها بحكومة القصر التى ضمت كل الاحزاب والنقابات الا الجبهة الاسلامية القومية بقيادة الترابي ،لكنني لم يصدر مثل هذا الكلام من السيد الصادق المهدي فور سقوط حكومته ، نعم قد يقول قائل أن الرجل قد اعتقل ومعه الترابي واخرون من قادة الاحزاب وهذا صحيح ولكن مجرد معرفه السيد المهدي بمخطط الجبهة الاسلامية الانقلابي ثم صمته وعجزه عن فعل شئ حينها يجعل حزبه أيضا عاجزا عن أحداث التغيير السلمي الذى يتحدث عنه ،فإن كان المؤتمر الشعبي عاجزا عن فعل شئ ذا قيمة فى أسقاط النظام فإننا موقنون بأن ما يقوم به حزب السيد الإمام هو العجز بعينه، فالسيد الصادق المهدي ما شاء الله عليه دائما ما يذكرنا بانجازات وبطولات حزبه فى مقارعه الإنقاذ فمن ذلك على سبيل المثال ما قاله فى ذلك الاحتفال : نحن من قمنا بصياغة الموقف الاقتصادي الصحيح وعقدنا مؤتمرا اقتصاديا قوميا ،دعونا له كل الخبراء والقوى السياسية، ليقوموا بتشخيص قومي لعلة الاقتصاد السوداني ويكتبوا روشتة قومية لعلاج القضية الاقتصادية، ونعتقد أنه طال الزمن أو قصر لا حل لها إلا عبر هذا التشخيص وهذه الروشتة، هل نسي السيد الصادق أن هذه الحكومة عقدت من المؤتمرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ما الله وحده عليم بعددها وعدد الخبراء والمختصون الذين شاركوا فيها،تلك المؤتمرات بلا شك أصدرت من التوصيات والروشتات التى إن طبق جزء يسير منها لحلت الازمة الاقتصادية العالمية وليس ازمة السودان الاقتصادية،المسألة ليست مؤتمرات تعقد ولا توصيات تصدر ولا روشتات تكتب ولا خبراء ومختصون يحضرون مؤتمرات وورش عمل،العلة تكمن فى عدم وجود ارادة التنفيذ عند الحاكمين والمعارضين،هل يعقل أن تنحصر رسالة حزب كبير كحزب الأمة لديه قاعدة عريضة فى ورش عمل لحل مشكلة المناصير وكتابة روشتة للحل الاقتصادي،اذا اتفقنا جدلا مع السيد الأمام أن حزب المؤتمر الشعبي عاجز ويستجدي أجهزة الأمن بأن يقبضوا على قياداته وأعضائه ليكون هذا غايتهم ومطمحهم فهل لحزب السيد الإمام القدرة فى اخراج نصف عدد الذين صوتوا للسيد والي الخرطوم حتى يرغمه على تقديم استقالته كما تحدي الوالي السيد الصادق والترابي ونقد وغيرهم من قادة احزابنا المعارضة،هل يسيطر عناصر حزب الامة على أى من الاتحادات النقابية والطلابية حتى يسبب أى نوع من الصداع للحكومة، والسيد الصادق المهدي واصل فى سرد انجازات حزبه التى من شأنها أن تطيح بحكومة البشير وهاهو يلفت نظرنا الى واحدة من تلك الاليات العديدة حينما يقول: (ونحن الذين نقوم بحشود تعبوية من أجل الاجندة الوطنية في السودان وخارجه، وفي الخرطوم وخارجها )نحن نقيم فى الخارج منذ سنوات طويلة فلم نرحشود تعبوية من أى نوع لحزب الأمة اللهم الا إن كان السيد الإمام يقصد المحاضرات التى يلقيها والأحاديث الصحافية التى يدلي بها لوسائل الإعلام كما أننا نعتذر للسيد الإمام عن جهلنا وعدم معرفتنا بتلك الحشود التعبوية فى الداخل التى ينظمها حزبه لإسقاط النظام سلميا، السيد الصادق المهدي فى تلك الاطلالة لم يترك شاردة ولا واردة من قضايا الوطن الإ وأحصاها وشخصها (تحدث عن الاقتصاد وعن الحريات وعن قضية دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان تحدث عن اتصالاتهم بالامم المتحدة والاوربين والامريكان والجن الأزرق)وختم قائلا: هذه هي الأجندة الوطنية وكل إنسان وطني سوي سوف يقبلها بدلا عن انتظار الهبوب لالتقاط "النبق"، ولا بد نفكر بمنطق أن نكون فاعلين ولا ننتظر أن نكون مردوفين. ولذلك فهو ليس ممن يصيحون:هجم على النمر هجم على الذئب ولا من المنتظرين الهبوب فى ظل شجرة النبق لتساقط عليهم نبقا جنيا ،وحزبه ليس مردوفا على ظهر حكومة المؤتمر الوطني كحزب مولانا الميرغني ، وليس مردوفا الى تجمعات المعارضة الهلامية بل حزب فاعل يحرك النسيم ولا ينتظر الهبوب،ويعد زعيم حزب الأمة بالكثير المثير لإسقاط النظام حينما يقول: سوف نخاطب كافة القوى المدنية، والمطلبية، وقوى المقاومة الحية، نخاطب القوى الحية في المجتمع ولا يمكن أن ننتظر حقيبة السياسة حتى تصحو من متحفها، وذلك للاتفاق على الميثاق البديل للنظام الجديد. كلام جميل ، كلام شاعري، لكنه لا يلهم أبداالزعيم الكبير يقول : أنه لن ينتظر حقيبة السياسة تصحو من متحفها، والوسيلة هي الجهاد المدني. أما الذين يتكلمون عن العنف فلو صار خيارنا فإن من المؤكد أن تربيتنا كلها جهادية ولو صارت الطريق الوحيد ليست هناك صعوبة من المشي في هذا الخط ،نحمد للسيد الصادق المهدي دقة وصفه وبراعة تعبيره واعترافه أيضا بأن السياسة فى سوداننا أصبحت مجمدة وكان لابد من وضعها فى متحف حتى يتفرج عليها هذا الجيل والأجيال القادمة ربما، وحده حزب السيد الصادق المهدي هو من ينهض من وسط هذا الركام لستنهض القوي الحية(لا أدري عن أى قوى حية يتحدث السيد الإمام إن كان قد وصف المؤتمر الشعبي(حزب النسيب)بالعاجز وإن كانت الحكومة وأجهزة أمنها ومخابراتها قد تحدثت عن تنسيق غامض بين المؤتمر الشعبي والشيوعي لإسقاط النظام،هل يتحدث عن الاتحادات الطلابية والنقابات العمالية ، هل يجهل سعادته ما فعل النظام بها هل يقصد بالقوي الحية حركات التمرد والهامش ، على سبيل المثال ماذا فعل حزب الأمة فى معالجة قضية دارفور؟ هل يحتفظ الحزب بقاعدته التى كانت عريضة يوما ما فى الإقليم؟أشك أن الحزب بعد كل ما جري من خراب وحروب وتدمير يملك هناك شيئا يذكر، السيد الصادق المهدي لديه وسيلة سحرية لإسقاط نظام البشير انظروا الى الرجل يقول فى تلك الإطلالة بدار الحزب مخاطبا أطياف المعارضة التى أنتقد انفلات خطابها الإعلامي والسياسي :يجب الاتفاق على برنامج عمل بموجبه نعمل تحركا واسعا دعما للأجندة الوطنية بوسائل حركية كلها: إمضاءات، وتوقيعات، واعتصامات وكلها ما عدا العنف ،أنا شخصيا مستعد للتوقيع على هذه الوصفة السحرية وعلى السيد الإمام وحزبه قيادة الإعتصامات حتى اسقاط النظام، السيد الإمام يؤمن بأن القوى الناعمة هي السلاح الأمضى في هذه الظروف. والقوي الناعمة هى مجرد توقيعات وامضاءات وشوية اعتصامات فيصبح كل واحد مناليجد حكومة البشير والانقاذ فى خبر كان يقول السيد الصادق المهدي: كل الثورات العربية أكدت هذا المعنى ونحن سنمضي في هذا الخط وهو استخدام القوى الناعمة لاستخلاص حقوق الشعب ، هل كانت ثورة مصر ناعمة؟إن كان الأمر كذلك أيها الإمام الهمام لم يحاكم مبارك ونجليه وكبار معاونيه؟ اليس بسبب قتلهم للابرياء الذين تظاهروا ضد ظام الحكم هناك؟ كم كان ثمن الانعتاق والحرية فى ليبيا؟وكم هو ثمنه الان فى سوريا واليمن بل حتى فى تونس الم يحرق البوعزيزي نفسه حتى ينعتق شعب تونس من جبروت حكم بن على؟هل بسلاح المهدي الناعم (توقيعات ، امضاءات ،شخبطات على الحيطان كما كان يفعل بعض اخواننا البعثيون لاسقاط حكم النميري) هل نستطيع أسقاط نظام الإنقاذ أم أننا مع هذا السلاح الناعم نحتاج لصيحات مدويات (هجم علي النمر هجم علي الذئب )من ذلك الحزب الذي يحسب المهدي أن اعتقال قادته هو غاية تضحياتهم،واجمل ما فى حديث السيد الإمام هو ممارسته للنقد لكل أطياف المعارضة حينما يقول: يجب الاتفاق على اسم جديد فالتسمية بقوى الاجماع لم تعد واقعية وتثير ضدنا السخرية. معقول أن يكون اسمنا الإجماع وقد سميناه لأنفسنا حينما كنا في جوبا حينما كانت هناك فكرة الإجماع ولم يتم الإجماع؟ الآن ينبغي أن نسمي نفسنا باسم آخر: إما جبهة استرداد الديمقراطية، أو الجبهة الوطنية المتحدة أو أي اسم آخر غير الإجماع لأنه حقيقة ليس هناك إجماع ولا داعي لأن يكون الاسم على غير مسمى. مثل واحدة تسمى جميلة وهي ليست كذلك. أو كالجاحظ وكان قبيحا فجاءه زائر وسأل خادمه أين هو؟ فقال له تركته يكذب على ربه فهو ينظر للمرآة ويقول الحمد لله الذي أحسن خلقي. يجب أن نوقف حالة الجاحظ هذه ونسمي أنفسنا بواقعنا وليس بغيره، هذا يطرح تسمية جديدة توافق الظرف الذي نحن فيه. سعادة السيد الإمام الحبيب العلة ليست فى الإسم،اجماعا كان او استردادا كان أو جبهة متحدة،بل حتى لو أسميتم الكيان الذى يجمعكم بجبهة اسقاط النظام لن تغيروا من المشهد شيئا مالم تغيروا ما بأنفسكم من نرجسية وغرور وحب للإنفراد ، الحقيقة التى يعلمها كل سوداني تتمثل فى أن كل حزب وكل سياسي معارض يعمل بمقولة(الحشاش يملأ شبكته) كل حزب يعمل لصالح اجندته الضيقة مهما اتسعت،كل حزب معارض لا يقبل الاخر وفي ذلك تأكيد على انعدام الديمقراطية داخل كياناتنا الحزبية المعارضةوالحاكمة،ولعل الذي يميز حزب الأمة عن بقية الأحزاب المعارضة هو التنظير المستمر،انا معجب جدا بنوع هذا السلاح المخملي الناعم الذي يري فيه وحده الامام الحبيب سقوط نظام الإنقاذ .
وأخيرانضم صوتنا الى صوت السيد الإمام الصادق المهدي بضرورة تقديم كل من تم اعتقاله على ذمة ذلك الإنقلاب كما نبدي اعتراضنا الشديد على سياسة تكميم الأفواه التى تتبعها الحكومة باغلاق الصحف وتشريد الصحفيين ،على الحكومة دائما أن تحتكم الى القانون كل من يسعي لتدبير وتنفيذ انقلاب على الحكومة ان تقدم كل دفوعاتها ضده الى المحكمة لتحكم ببراءته أو تدينه أما أن يحبس الناس بتهم عظيمة ثم يطلق سراحهم دون محاكمة او حتى تبرير لسبب الاطلاق فهذا ليس عدلا،وعلى الحكومة ايضا أن تقدم زملاؤنا فى صحيفة صوت الشعب الى محاكمة عادلة أو اطلاق سراحهم فورا فلا يعقل أن تعتقلهم كل مرة ويبقون خلف القضبان دونما محاكمة بل نرفض كل محاكمة جائرة بحقهم.كما حدث من قبل .
من روائع إبن القيم:
في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوُّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغيُ قارون، وقحّة هامان (أي لؤم)، وهوى بلعام (عرّاف أرسله ملك ليلعن بني إسرائيل فبارك ولم يلعن)، وحِيَلُ أصحاب السبت، وتمرُّد الوليد، وجهل أبي جهل.
وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشَرَهُ الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضبِّ، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصَولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفَّة الفراش، ونوم الضَّبع.
من أقوال الشيخ على الطنطاوي:
لماذا لا تعرفون النعم الا عند فقدها ؟!
لماذا يبكي الشيخ على شبابه ,
ولا يضحك الشاب لصباه ؟!
لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنا ,
و لا نبصرها الا غارقة في ظلام الماضي ,
أو متشحة بضباب المستقبل ؟!
كل يبكي على ماضيه , ويحن اليه ,
فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصير ماضيا !!

مع الوجود الاسرائيلي ..هل يستقل السودان العام القادم؟



مع الوجود الاسرائيلي ..هل يستقل السودان العام القادم؟
بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى الدوحة
ثم ماذا بعد أحتفلنا بشكل صوري فى القصر الجمهوري بالذكري (56 ) لاستقلال السودان؟ وهل حمل خطاب سعادة المشير البشير رئيس الجمهورية جديدا للأمة؟ كانت الاجابة من ثلة عشوائية استطعلها ميكرفون برنامج زميلنا الطاهر حسن التوم فى فضائية النيل الازرق (لتكتمل الصورة) عشية الاستقلال وهو يستضيف نفرا من ساسة السودان يمثلون الحكومة والمعارضة،خلاصة ما قاله أولئك النفر ممن استطلعهم البرنامج هو التالي:
أن استقلال بلادنا ما يزال منقوصا،وأن النخب السياسية والعسكرية التى حكمتنا كل تلك المدة لم تحقق النجاح المنشود، وأنها لم توفق حتى الان فى تحقيق الرفاهية والعدل التى ينشدهما المواطن السوداني،وانها فشلت فى استغلال موارد السودان الكبيرة والمتعددة وتسخيرها لصالح الوطن والمواطن .
نحتفل بالذكري السادسة بعد الخمسين،ورمز سيادتنا وعدد من كبار القادة فى الدولة والحزب الحاكم مطلوبون لدي محكمة الجنايات الدولية ،بتهم أقترافهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية،نحتفل بهذه المناسبة الوطنية وقد انشطر السودان الى شطرين وقد فقدنا ربع مساحة البلد ،وثلث عدد سكان البلد ،نحتفل بذكري استقلال بلادنا وما تزال رحي الحرب تدور فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور،نحتفل بهذه المناسبة ومعظم أراضي السودان ما تزال بورا بلقعا ،بل يتشدق وزيرالزراعة الاتحادي بأن مشاكل الري سوف تختفي الموسم المقبل فى مشروع الجزيرة ويكاد يطير فرحا لزراعة800 الف فدان قطنا فى هذا المشروع، الذى كان عملاقا وجعلته الانقاذ قزما صغيرا ، وشردت مزارعيه ،كما شردت المزارعين فى كل مكان بسياسات زراعية فاشلة رغم نحتفل بذكري استقلال السودان ومحمد أحمد السوداني المسكين لا يجد فى دولة التوجه الحضاري ما يسد رمقه ويستر عريه،نحتفل بذكري الاستقلال وتعليمنا أصبح فى الحضيض،وقيم مجتمعنا فى تاكل يومي.ولو سألت الحاكمين عن معني الاستقلال لقالوا لك بالفم الملان ، انه تمثل فى بتر جزء كان ينخر كالسرطان فى جسد الأمة السودانية (الجنوب) ولقالوا لك :أنهم شيدوا أكبر سد لانتاج الكهرباء (سد مروي) ولقالوا لك: أنهم أخرجوا البترول من باطن الأرض ،وأعطوه لاخواننا فى الجنوب ،حتى لا يحاربوننا ثانية ،ولقالوا لك :انهم رفعوا عدد الجامعات بعد أن كانت على أصابع اليد الواحدة الى خمسين جامعة وكلية أو يزيد، ولقالوا لك :انهم حرروا الاقتصاد السوداني ،حتى أصبحت كافة السلع متوفرة على قارعة الطريق ،بحيث يستطيع محمد أحمد المسكين، أن يتصور بجانبها اناء الليل واطراف النهار، ثم يقولون لك: أنهم أغلقوا مصانع النسيج والزيوت وغيرها ،وأصبحوا يستوردون كل شئ من خلف البحار، وكانت النتيجة غلاء اسعار كل السلع الاستهلاكية.
ترى كم عدد الحكومات الديمقراطية والشمولية التى حكمتنا منذ الاستقلال ؟ مؤكد أن اكثر من ثلاثة ارباع سنوات الاستقلال والحكم الوطني ،سامتنا فيها حكومات العسكر سوء العذاب ،ويكفيها عجزا انها بترت جزءا مقدرا من البلد،ولو تأملت فى تصريحات بعض قادة المؤتمر الوطني لتأكدت بنفسك أنهم لا يزالون يعملون بكل همة لبتر اجزاء أخري مما تبقي من السودان ولذلك كلما تخلصنا من جنوب متمرد ظهر لنا جنوب اخر اكثر تمردا،لا لسبب اللهم الا لشهوة البعض وحبهم وعشقهم للحكم، حتى لو لم يتبقي سوي البيوت الفارهة التى يعيشون فيها.متى يكون لهؤلاء القادة أفق واسع وحسن تقدير لما ال اليه حال البلد؟هل مطالب حاملي السلاح مستحيلة التحقيق ؟لا أظن
*اسرائيل وتفتيت المفتت:
قبل أيام زار رئيس دولة جنوب السودان اسرائيل ، الزيارة جاءت تحقيقا لوعد قطعه الرجل لمواطنيه حال حدوث الانفصال وقد وقع الانفصال وهاهو يوفي بوعده بزيارة اسرائيل ،و في 4 سبتمبر 2008 القي آفي ديختر وزير الأمن الصهيوني، محاضرة في معهد أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي". وفى تلك المحاضرة قال المسؤول الاسرائيلي: كلاما خطيرا عن السودان ،حيث ابان بأن إضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام، واستنزاف طاقاتها وقدراتها ،هو واجب وضرورة من أجل تعظيم قوة (إسرائيل)وإعلاء منعتها في مواجهة الأعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى واسرائيل حسب رؤية هذا المسؤول وغيره من المسؤولين فى الكيان الصهيوني منذ زمن يرون السودان بموارده ومساحته الشاسعة(قبل انفصال الجنوب طبعا) من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية ،منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية. ولذلك لا بد من العمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة.
وحسب الخبراء الاسرائيليون فإن سودانا ضعيفا ومجزأ وهشا، أفضل من سودان قوي وموحد وفاعل، وهو ما يمثل من المنظور الإستراتيجي ضرورة من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي ، ولقد تبنى كل الزعماء الصهاينة من بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين وشامير وشارون وأولمرت خطًا إستراتيجيًّا واحدًا في التعامل مع السودان هو: العمل على تفجير أزمات مزمنة ،ومستعصية في الجنوب ثم دارفور، وقد نجحت السياسة الاسرائيلية والامريكية والغربية عموما فى فصل الجنوب عن الشمال ، لكن هل تكتفي اسرائيل بذلك ؟ لا أظن. فاسرائيل لا تزال تعتقد أن السودان كبير بما فيه الكفاية ، و لا زال غنيا بموارده الطبيعية ،الأمر الذى يحتم بتر اجزاء أخري منه(نشير الى أن اسرائيل فتحت مكتبا لعبد الواحد محمد نور) وأنها أتفقت مع الرئيس سلفاكيرفى زيارته الاخيره على اعادة عدد من ابناء دارفور، ممن دخلوا الى اسرائيل، عن طريق مصر (الى دولة الجنوب)وأنها سوف تقدم مزيدا من الدعم العسكري والخبراء والمستشارين لدولة الجنوب، حتى تستفيد من هؤلاء ومن ابناء دارفور الاخرين من حملة السلاح ، للقيام بمهمة زعزعة أمن الدولة الجارة فى الشمال(السودان) ريثما تفلح جهود اسرائيل والغرب فى فصل دارفور،إن عاجلا أم اجلا، ،سناريوهات فصل أجزاء أخري ،عن الجسد السوداني المنهك والمثخن بالجراح عديدة، فلن تكتفي اسرائيل بفصل الجنوب، بل ستعمل بكل همة وبنفس طويل ،على فصل( دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وربما الشرق)وقد لا ومن سوء الطالع أن لدينا حكومة رعناء، تنتقد اسرائيل علنا ،وتنفذ سياسات عشوائية ،وتسلك سلوكا غير راشد ، يتوافق تماما مع المخططات الاسرائيلية، فلو كانت هذه الحكومة قد أهتمت بالجنوب بشكل أفضل، وسارت فى نهج الحوار منذ مؤتمرها الأول هو قضايا السلام فى بواكير عهدها لكان الجنوب اليوم ربما جزء من السودان الواحد الموحد لكن وقد أنفصل فلن يفيدنا البكاء على اللبن المسكوب بل العظة والعبرة التى تمكننا من المحافظة على ودارفور والشرق وغيرهما من مناطق السودان ،وأن فعلت ذلك بالحسني لما نجحت اسرائيل فى دس أنفها فى شئوننا الداخلية،فمن خلال دارفور دخلت اسرائيل الى السودان ومن خلال الجنوب دخلت وستدخل الان من خلال جبال النوبة والانقسنا والشرق، وأن اسرائيل تتدخل الان فى شئون دارفور من خلال قادة دولة جنوب السودان، ومن خلال بعض قادة تمرد دارفور، و سوف تتدخل فى مناطق السودان الأخرى، بنفس الآلية والوسائل لتكرار ما فعلته مع القوى الغربية ،في جنوب السودان، و كانت هناك تقديرات "إسرائيلية" حتى مع بداية استقلال السودان في منتصف عقد الخمسينيات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عن اسرائيل بأن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربي، لأن مواردنا إن استمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منا قوة يحسب لها ألف حساب، وفي ضوء هذه التقديرات كان على (إسرائيل) أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة ،وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد، ومعلوم أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافي عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل، لوجود الفجوات والتغيرات في البنية الاجتماعية والسكانية فيهما، وتستغل اسرائيل فشلنا فى ادارة التنوع الموجود فى بلدنا أحسن استغلال وسوف تستغله طالما أصبحت لها علاقات مع دولة جنوب السودان ولن يفيدنا دعوة العرب والاشقاء فى مصر للتواجد هناك ، علينا أن نحل مشكلتنا بأنفسنا لا أن ننتظر من أخواننا العرب أن يبعدوا عن بلادنا خطر التدخلات الاسرائيلية، وبالنسبة للسودان، فإن خير وسيلة لتفتيته هو ازكاء روح النعرات العنصرية ،وتحريك قوي ما يسمي بالهامش، وإن كنا لانعتقد أن حكومتنا هذه لا تحتاج من يساعدها ،فى تفتيت السودان،حيث يظن قادتها أنهم قادرون على دحر التمرد ،لمجرد أنهم نجحوا فى قتل أحد قادة تلك الحركات(خليل ابراهيم)وكانوا يظنون فى السابق انهم قادرون على دحر التمرد بالجنوب ،وبعد حريق عظيم فى الجنوب التهم أخضر ويابس السودان ، ومئات الاف الشهداء والاف براميل الدم المسفوح هناك ،استسلموا للتمرد ،ومنحوه أكثر مما طلب، ومع ذلك فإن السلام لم يعرش فوق رؤوسنا ،فبعد أن كنا نحارب جزءا متمردا من الوطن ، هانحن نستعد لمحاربة دولة تدعمها امريكا واسرائيل.
نعود الى محاضرة افى ديختر وزير الأمن الصهيوني تلك حيث أكد : إن جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل من بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الإستراتيجي في التعاطي مع السودان الذي يرتكز على (تفجير بؤرة وأزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب وفي أعقاب ذلك في دارفور).
هذا الخط الإستراتيجي كانت له نتائج ولا تزال، أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكريًّا واقتصاديًّا قادرة على تبوء موقع صدارة في البيئتين العربية والأفريقية، وعندما سئل ديختر ما هي نظرته إلى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية في الجنوب وفي الغرب والاضطراب السياسي وعدم الاستقرار في الشمال وفي مركز القرار الخرطوم؟. هذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق جنرال الاحتياط إفرايم سنيه.
رد ديختر على هذا السؤال: (هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف في السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار استقلال إقليم كوسوفو. لا يختلف الوضع في جنوب السودان وفي دارفور عن وضع كوسوفو، فهل حكومتنا واعية لهذه المخططات ؟وهل الاستمرار فى سياستها الحربية تبعد عن بلادنا شبحوخطر التدخلات الاسرائلية والغربية؟لا اظن أن حكومتنا تتعظ بالدروس، مهما كانت بليغة وماثلة وشاخصة أمامها،سياسات الحكومة تقول ببساطة لاسرائيل :مرحبا بك فى السودان فى أى وقت! وقد قال يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق فى تصريحات صحافية من قبل : (في السودان أنجزنا عملاً عظيماً للغاية؛ لقد نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوبه، ودرّبنا العديد منها، وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم).
وأضاف (نشرنا هناك في الجنوب ودارفور شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية، ونشرف حاليا على تنظيم )(الحركة الشعبية) هناك، (وشكلنا لهم جهازا أمنيا استخباريا). ولذلك فإننا نتفق مع أولئك الشباب الذين قالوا أن استقلالنا ما زال ناقصا ، بعد مضي 56 عاما ،ومتى نجحت حكوماتنا فى ايقاف حروبها ومتى نجحت فى تحقيق العدالة والمساواة بين الناس ومتى ازالت الغبن والتهميش ومتى جعلت الناس جميعهم سواسية امام القانون، ووفرت مقومات العيش الكريم للجميع ،ومتي وجد كل انسان نفسه مواطنا صالحا فاعلا ،فى هذه الدولة ومتى انتهجت الحكومة سياسات راشدة فى مواجهة اسرائيل ومتى التفتت لمطالب حاملي السلاح وتطلعات مواطنيها ممن لم يحملوا السلاح ،عندها يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال، وعندها يحق لنا أن نرفع علم دولتنا عاليا.وكل عام وأنتم بخير
كيد النساء
ذهب رجل في رحلة ليكتشف ما هو كيد النساء
وفي طريقه التقى بامرأة عجوز واقفة بجانب بئر
فجلس معها شرب من البئر وبدأ يتحدث معها
فسألها ما هو كيد النساء ؟؟
فوقفت عند البئر وبدأت تبكي بصوت مرتفع
حتى يسمعها أبناؤها فيأتون ليقتلوا الرجل
ظناًمنهم أنه يريد يدفعها في البئر
فقال لها ماذا تفعلين ؟
وحاول إيقافها ، وقال أنا لم أتي إلى هنا لأيذائك !!
فقامت ومسكت دلو الماء وسكبته على نفسها
فتعجب الرجل منها وسألها لماذا فعلتي هذا ؟؟
وبينما هو يتكلم أتى الأبناء
وقالت العجوز : هذا الرجل أنقذني عندما سقطت في البئر !!
فقاموا يشكرونه وفرحوا به كثيراً !!
فسألها ما الحكمة من فعلتك هذه ؟!!
فقالت : المرأة بقدر ما تستطيع أن تقتلك ، بإمكانها أن تُحييك بأمر الله سبحانه وتعالى.

ورغم ذلك أحبك


ورغم ذلك أحبك
بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
زرت السودان برفقة أسرتي ، بعد غياب قسري دام عامين كاملين،ولم أغادره شتاء عام 1999 الا مجبرا لأرافق زوجتي التى تم اختيارها حينذاك من قبل وزارة التربية والتعليم القطرية معلمة لمادة الرياضيات فى مدارسها،وحتى ذلك الوقت ما كان يخطر ببالي أنني سأبارح السودان شبرا واحدا لكن قدر الله وما شاء فعل ،كان وضعي فى مهنة البحث عن المتاعب ميسورا والحال مستورا ولله الحمد والمنة،المهم حزمت حقائبي ولحقت بحرمي المصون، رغم أني لست عضوا فى الجمعية التى أنشأها ،صديقنا العزيز الدكتور ،عبد الرحمن محمد على المحامي ،وأسماها جمعية (الرجال البخافو من نساوينهم) وكنت أتصور أنني لن أمكث هناك سوى بضعة أعوام نجمع شيئا مما أفاء الله علينا من رزق طيب ،وكل عام نقول سوف نعود العام القادم وهكذا بقينا فى دوحة الخير حتى يومنا هذا،ولعلنا نبقي مرغمين فيها لسنوات بعدد أصابع اليد الواحدة إن قدر لنا الله ذلك بحكم أن أبنتنا الكبري التحقت بالجامعة هنا ولا سبيل لتركها والعودة،والخوف فى أن يلحق بها بقية أخوتها فنمكث أعواما مديدة، فالغربة وإن أعطتك مالا ونعمة فهي تأخذ منك نضارة الشباب وتوق النفس وحنينها الى مسقط راسك والوطن الذى تربيت فوق ترابه واستنشقت عبيره وغباره ،تحرمك من كثير من الطقوس التى كنت تمارسها مع الأصحاب والأهل ،تحرمك من دفء العشيرة والأسرة الكبيرة ،تبعدك عن أماكن الفتها والفتك ،ولاتجعلك قادرا على اطلاق رايات محبتك وحنينك لبلدك فى سماوات ايامك التى تمضي سراعا حتى تقف امام المراة وقد كسى الشيب رأسك كله ولمثلي واصل الصلع زحفه حتى لتكاد الرأس تصبح جرداء قاحلة، بأختصار لا يعرف مرارة الغربة والامها الا من كابدها ولو عرف شبابنا معاناة المغتربين خاصة فى أيامنا هذه ربما لم يتمنوا الاغتراب يوما
المهم عدت الى السودان وكلي شوق الى الأهل والأصحاب ولم أمض فى الخرطوم سوى يومين فقط حيث كان لزاما علي أن أسافر الى مسقط رأسيفى قرية الزورات شمال دنقلا بالضفة الغربية،لتقديم العزاءفى أخي الأكبر عبد الله الذى انتقل الى جوار ربه قبل مغادرتي الدوحة بأيام قلائل ،أتصلت بالأخ الفاضل محمد عبد الحميد (قيله) لحجز تذكرتين لي ولزوجي،ففعل مشكورا وركبنا البص متوجهين الى دنقلا،وخلال الرحلة الى امتدت لساعات قلائل، أخذت أقارن بين سفر اليوم والأمس القريب فوجدت أن طريق امدرمان دنقلا أختصر كثيرا المسافة والزمن حيث كان الوصول الى دنقلا عبر البصات النيسان بصات عمر عبد السلام الشهيرة وغيرها يستغرق يومين كاملين عبر طريق وعرة وتلال ورمال وتربة متحركة، خاصة فى قوز ابوضلوع، والباجة والتمتام وغيرها من الأماكن التى كانت تجبر سائقي البصات للتوقف فيها بشكل اجباري لساعات ريثما تفلح جهود المساعدين بقذف الصاجات (قطع معدنية من الحديد مستطيلة حوالثلاثة امتارترمي تحت اطارات البصات حتى تتجاوز المناطق الرخوة)كان الناس حينها يحملون معهم فى كراتين ما كان يعرف بالزوادة ، شئ من اللحم والبلح والطعمية(الفلافل)وبعضهم كان يحمل طحنية ومربي وقراصة بلح،وبيض الخ كل حسب استطاعته، أما اليوم فإن الخدمة فى البصات خمس نجوم تقدم اليك وأنت جالس فى كرسيك فى البص وجبة مغلفة (كوكتيل يشبه ما يقدم فى الأعراس، وتشاهد افلام عربية وأجنبية وتستمتع الى الغناء السوداني والعربي،حتى أننى شاهدت عدة جولات من المصارعة العالمية الحرة فى البص الذى سافرنا فيه الى دنقلا وهى من الرياضات المحببة الي رغم ما فيها من عنف وقسوة ودماء،ولأن وقت سفرنا كان فى رمضان فقد راعي السائق مشاعرنا وقدم لنا محاضرات قيمة لشيوخ أفاضل كان من بينهم الشيخ الرحل محمد سيد أحمد رحمه الله وهذه ثقافة جيدة ومطلوبة،السفر اليوم الى الشمالية أصبح سهلا فبوسع المرء أن يسافر بسيارته الخاصة ويصل فى زمن قياسي،لكن الملاحظة الأولي حول الطريق تتمثل فى ضيقه فبالكاد تمر فيه سيارتين كل فى اتجاه ومستقبلا سوف يتسبب التجاوز الخاطئ وغير المحسوب فى كوارث مميتة مما يستدعي توسعته قليلا ،الملاحظة الثانية أن قهوة أم الحسن الشهيرة التى سميت بأسم سيدة مسنةلم يعد لها أثر ولا تقف البصات فى المحطات القليلة المنثورة على الطريق الا نادرا بل لا يحتاج الناس الى التوقف أصلا لقصر المسافة وأختصار الزمن،لكن على حكومتي الشمالية والخرطوم الاهتمام بالشارع من حيث بناء محطات وقود واستراحات على الطريق،وعلى شركات الإتصالات تقوية الارسال التلفوني،حيث لاحظت ضعفا وانقطاعا كاملا فى بعض اجزاء الطريق ، ومن الملاحظات السارة وجود اكثر من سارة اسعاف على الطريق تتبع عائلة النفيدي جزاهم الله خيرا فوجود الاسعاف ضروري فى طريق طويل كهذا.وشخصيا لم استمتع بالرحلة وتاقت نفسي الى ذكريات طريق وسفر الأمس لا أدري لماذأ
غلاء المعيشة:
من الأشياء التى لمستها ولاحظتها بنفسي أن غول الأسعار أفترس الأسواق وجعل جيوب الناس خاوية على خيوطها،وفى الولاية الشمالية التى أحياها الطريق قليلا وأنار قراها كهرباء السد تقع مدن وقري الولاية فريسة لغول الاسعار،فالولاية التى يفترض انها ولاية زراعية تبدو جرداء قاحلة فكأنما الناس هجروا مزارعهم ،بعد أن أعيتهم طرق الزراعة التقليدية وحتى المشاريع الكبيرة التى كان من المفترض ان تستفيد من الكهرباء وتزرع بها مساحات واسعة لا تزال تبحث عن الجازولين الذى اصبحت اسعاره فى غير متناول ايدي اصحاب هذه المشاريع مما يتطلب من والي الشمالية السيد فتحي خليل لمضاعفة جهوده والتحرك مع الجهات المختصة بالكهرباء فى الولاية لسرعة ادخال تلك المشاريع ضمن خطة كهربة المشاريع،اما الحديث عن ارتفاع اسعار السلع الغذائية جميعها فهو حديث يوجع القلب وأخشي إن استمر الحال أن لاتستطيع السواد الأعظم من الأسر السودانية الحصول على متطلبات وجبة واحدة فى اليوم ،ورغم أن أوجاع السودان أكثر من أن تحصي بعد انفصال الجنوب، حيث نزر الحربفى جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق ،وحيث تناقص الموارد الإقتصادية الا ان توفير لقمة العيش الكريم للمواطن البسيط ينبغي ان تكون أولوية قصوي للحكومة المركزية وحكومات الولايات،ولعله من المناسب أن نذكر رئيسنا سعادة المشير عمر حسن أحمد البشير بمقولة حكيمة قالها الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز(أنثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير فى بلاد المسلمين ) فكيف يكون حالنا وحكومتنا الإتحادية وحكومة الولاية الشمالية تركت شعار توطين القمح فى الشمالية الامر الذى يجعلنا نتساءل هل بامكان حكومة هذا حالها أن تنثر القمح على رؤوس الجبال للطير حتى لا يجوع وهى ليست قادرة على توفير القمح ولا الذرة لمواطنيها،إن البشر فى السودان سوف يشكون الرئيس واعوانه عند الله إن جاعوا وأحسب أن كثيرين منهم قد جاعوا أو فى طريقهم الى مصيدة الجوع الذى لن يرحمهم ،الأسواق فى السودان ليس لها ضابط ولا رقيب الكل لديه تسعيرته الخاصة والكل يتحدث عن ارتفاع سعر الدولار ويربطه بذياده سعر بضاعته ولو كان بصلا،والكل يحدثك عن تحرير الأسعار والمواطن المسكين ينظر الى السلع فى الأسواق وفى البقالات والدكاكين وعيونه دامعة وقد يأتي يوم لن يكون بإمكان المواطنين الا التقاط صور تذكارية بجانب السلع الاساسية والضرورية ناهيك عن سلع الكماليات، نعم كل شئ متوفر فى الأسواق المحلية لكن القدرة الشرائية قلت بصورة كبيرة لدي المواطنين،ولا شك أن مرد ذلك السياسات الاقتصادية غير الحكيمة للحكومة وما لم تنتبه الحكومة الى بطون مواطنيها التى أصبحت خاوية كخزينتها بعد انفصال الجنوب فلتنتظر ثورة عارمة تجتثها من جذورها .
لك الله يا وطني فحينما تتباعد المسافات بيننا وبينك تنبعث من ارواحنا المعذبة أشواق كثيرة، لها رائحة أعواد الصندل حين احتراقها ،عشت اياما جميلة فى مناسبة عائلية أنستني بعض الشئ اوجاع الغلابي والفقراء والمساكين فى السودان المناسبة كانت زواج شقيق المدام الباشمهندس صابر ميرغني على كريمة البروفسير ساتي التجاني الاستاذه (ساره)حيث رسمها صابرعينا مفتوحة على المدىسفرا منسوجا من حكايا المتعبين من اهل السودان تحدث اشباح الضياء فى ذلك العرس صاهرت أمبده الرياض، والطائف، فكان الفرح المرتجى الذى انتظرته الحاجة ست النساء ابراهيم لاخر عنقودها،كان عرسا بسيطا فى طقوسه،ولكنني من خلاله وبعين الناقد رصدت جملة ملاحظات،الخصها فى أن الزواج اليوم فى السودان فوق طاقة معظم الشباب العاديين،حيث أن أجرة صالة عادية وأنيقة يتطلب منك ما بين 5الى 10ملايين جنيه بالقديم،اما العشاء فهو الاخر يكلف مبلغا يقارب ذلك الرقم ثم الفنان الذى لا بد أن يصدح بصوته فى ليلة الحناء وفى ليلة الزفاف ،وبعضهم يسلي الناس بفرقة الكيتةالتى لا يتجاوز افرادهاثلاثة أشخاص ولا أدري كم دفع منذر إبن أخت العروس فى بضع ساعات أمضوها بين ظهرانينا يقدمون مقطوعات موسيقية رائعة لا تقل عن تلك التى يقدمها الموسقار حافظ عبد الرحمن بفلوته وفرقته فى صالات راقية،ما يقدمه العروس من ملابس وعطوروحاجيات مختلفة منها الذهب، الذى غلا ثمنه هذه الأيام عالميا أمر ليس فى مقدور السواد الأعظم من شباب السودان،فعريسنا الباشمهندس صابر شاب مثابر ولم يتزوج الا بعد أن غزت رأسهشعيرات بيضاء زادته وقارا على وقار وصبرا على صبر،فهو مثال للشباب المجد المثابرتخرج مهندسا زراعيا فى جامعة الجزيرة بمرتبة الشرف الأولي وحصل على ماجستيرفى الزراعة من جامعة الخرطوم واخر من ذات الجامعة فى الادارة لكن رغم ذلك كله لم تستوعبه كليات الزراعة ولا وزارات وأدارات وأقسام الزراعة المختلفة فى بلد يفترض أنه زراعي ويحتفي بالزراعيين، فاذا تمكن الباشمهندس صابر بقدراته ومؤهلاته وجهوده من الالتحاق بإحدي المنظمات الغربية العاملة فى السودان فإن كثيرين من رصفاءه مايزالون يبحثون عن وظائف فى القطاعين العام والخاص، فلا يحالفهم الحظ ،ويستغرب المرء كيف لا تكون للحكومة الاتحادية وحكومات الولايات خاصة وزارات الزراعة استراتيجيات وخطط لاستيعاب الخريجيين من كليات الزراعة ؟الا يعني ذلك ان الحكومة لا تعير الزراعة أدني اهتمام حتى بعد ذهاب 80% من بترول السودان لأخواننا فى دولة جنوب السودان؟فحكومات لا تهتم بالزراعة والمختصين بها لا ينبغي أن ننتظر منها أن تيسر أمر الزواج لهم،ويشفق المرء على شباب السودان كثيرا كونهم يعجزون عن الزواج لارتفاع تكاليفه ، من أين لهم الحصول على قطع الأرض لبناء عش الزوجية وإن منحتهم الحكومة ضمن خطط الأسكان فمن أين لهم المال لتشييدها؟بل من أين لهم بدفع المهر وتأجير صالة العرس والعشاء حتى لو اقاموا العرس فى أرض فضاء،وقد ذهبت بنفسي الى السوق الشعبي فى امدرمان لشراء بعض مستلزمات حفل اقامته والدة العريس فى بيتها فرأيت العجب العجاب ،نظرنا الى حبيبات الطماطم المغسولة بالماء فمضينا وقفنا عند البطاطس فأشترينا جوالا مرغمين ثم أشترينا بضعة صفائح من الفلفل والخيار والجزروالاسود وغيرها من مستلزمات الوجبة الضرورية مثل البهارات وغيرها فكان ما دفعناه فلكيا بكل المقاييس اما الدجاج فبلغ الكيلو الواحد منه 22 جنيها فقط ولم نشتر سوى بضعا وستون حبة زنة كيلو نصف فلكم ان تتخيلوا هل بامكان كل احد من شبابنا ان يتزوج ،هل يتبقي شئ من المال فى جيب العريس ليقضي شهر عسل من بضعة أيام فى فندق متواضع فى اطراف الخرطوم؟ربما يقول البعض ويردد ما قاله رسولنا الكريم(أكثرهن بركة أقلهن مؤونة)لكن كم من الامهات فى السودان ترضي بأن يتزوج أحد الشباب بنتها بخاتم من فضة أو اية من القران كما فعل بعض الصحابة؟ بل كم منهن تقبل عرسا لا يقام فى صالة ولا يجلب له فنان وذهب وعشاء او غداء؟بل كم منهن لا تشترط شقة او بيتاأو نصف دستة من الثياب والملابس وكما من العطورات الغالية؟وحتى لو فعلن فإن الشباب لن يقبل فى السودان الا أن يقلد طقوس الزواج الباذخة والمكلفة والنتيجة كم مهول من العانسين والعانسات وحينها ليس علينا سوى انتظار مزيد من تهتك النسيج الاجتماعي لمجتمعنا،حيث تكثر الاخدان شباب يصاحب شابات دون رباط شرعي ويكثر الزنا والخنا والخنوع،مسئوليات الدولة فى حل مشكلات الزواج وتيسيره للشباب من الجنسين كبيرةومسئوليات اولياء الأمور فى محاربة الترف والبذخ فى الاعراس أكبر.
الى والي الخرطوم مع أطيب التحايا
الى والى الخرطوم السيد عبد الرحمن الخضر،شكرا لكم ولسلفكم على شق وبناء جسور عديدة فى العاصمة اراحت الناس كثيرا، ليتك تجد حلا ناجعا للزحمة المرورية الخانقة قرب داخليات الطب وموقف المواصلات الحالي وليتك تهتم بأمر النظافة فخلال شهر كامل لم أر فى الحارة 13 أمبده حيث أسكن سيارة النظافة سوى مرة واحدة ،ليتك تلغي الأسواق الشعبية أو تنظمها، فالأوساخ والقاذورات هى عنوانها، ليتك تستفيد من الشباب والطلاب فى تشجير مناطق العاصمة ،اذا لا يعقل أن تحاصرنا مياه الانهار وفرعي النيل فنجد مناطق جرداء ولا أدري لم أصبحت بعض الحدائق كحدائق رجب ابريل والهلتون وحتى المسكينة حديقة حبيبي مفلس أرضا بورا بلقعا،ليتك تقل ايدي جباة المحليات ، ليتك تخفف عن أولياء التلاميذ والطلاب بعض رهقهم مع رسوم المدارس،ليت سلطان الولاية تقوم بحملات من أجل تنظيم الأسواق وضبط الأسعار فيها ،حيث يفهم البعض سياسة التحرير بأنه تعني ذبح المواطن من الوريد الى الوريد،ليتك تكون المدافع الأول عن حلمنا فى رؤية ما يسمي بالمدينة الرياضية، ليتك تقوم بجولات سرية ليلية لتفقد بعض الاسر المتعففة والمسكينة والفقيرة فى أطراف عاصمتنا ، اعلم أنك لاتقصر لكن عليك المزيد من الجهد، سيما وانني سمعت ان البعض يرشحونك لخلافة رئيسنا فقدم بين يدي هذا الترشيح ما يجعل السن الفقراء والمساكين يلهج بالثناء والشكر لك،ولا تنسي فئة المشردين الذين يملأون شوارع الخرطوم ، ودور فاقدي السند ،بسن المزيد من السياسات والبرامج ما يقلل عددهم وعدد الشحاذين،من الأطفال والنساء وكبار السن ، أوقف المحسوبية فى التوظيف، حرك عجلة الأنتاج فى الولاية بما يضمن حياة طيبة لمواطنيك، متعك الله بالعافية سعادة الأخ الوالي ، هذا بعض من مطالبنا وليس كلها ،وكلي ثقة فى أنكم تعلمونها وتعملون فيها وكل عام وأنتم بخير.


Saleem Osman

كل شيء ما خلا الله باطل .ون