الأحد، 14 أغسطس 2011

البكاء علي لبن نيفاشا المسكوب


البكاء علي لبن نيفاشا المسكوب
بقلم سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم في قطر
هل سكر أهل الشمال من شرب البيرة التي يصنعها أكبر مصنع للبيرة في
أفريقيا شيدته الحركة الشعبية برئاسة الفريق سلفاكير ميارديت في جوبا عاصمة الاستوائية الكبرى؟ بجزء من مبلغ الثمانية ملايين دولار التي تسلمتها الحركة من عائدات النفط .حتى يبكون على لبن نيفاشا المسكوب .؟ وهل كانوا مخدوعين حقا عندما صدقوا و ظنوا( وبعض الظن إثم ). مقولة سلفاكير .أن الوحدة تقوي السودان والانفصال يضعف الجميع لأنه إذا فقدت جزءا من الجسم تشعر بالنقصان قال هذا الحديث وأضاف أن من يتحدثون عن انفصاليته كذابون ويرغبون في أن( يجعلوني أقف في صف الانفصاليين ) والحديث مازال للقائد سلفا كما يسميه أنصاره وهو يخاطب مواطني البطانة شرق الخرطوم ونقله زميلنا إسماعيل آدم لجريدة الشرق الأوسط بتاريخ26/9/2005،وأضاف سلفاكير وهو يخاطب أول مؤتمر للحركة الشعبية أن تيار الوحدويين، وهو من ضمنهم ،انتصر منذ أيام زعيم الحركة الراحل جون قرنق على تيار الانفصاليين ، وقال الرجل عقب عودته من مصر مؤخرا أن خيار الوحدة مازال راجحا وقائما، وان الوحدة هي الخيار الأصيل، بينما الانفصال هو الخيار البديل، إذا عجز الشريكان، أو احدهما ،عن الوفاء بالتزامات الاتفاقية .وقد قال من قبل: لا طلاق ولا شتات بين الشريكين، عندما زار الدمازين وقال الرجل لصحيفة عكاظ السعودية في حوار أجرته معه بتاريخ 12/1/2008مانصه التالي :
( مع تجديد واشنطن لعقوباتها الاقتصادية على السودان) .
يقال إنكم تستخدمون علاقاتكم المتميزة بواشنطن للضغط على شريككم في الرئاسة.. فبماذا تعلقون ؟قال سلفاكير : - ليس من المعقول أن يكون هذا واقعا، فأنا امثل السودان وعلاقاتي مع الإدارة الأميركية أوظفها للاستقرار في بلادي ،عبر إيجاد حل سلمي وعادل في دارفور، وكيفية تنفيذ اتفاقية السلام، وبحث السبل لإيجاد المساعدات التنموية، لتحقيق هذه الأهداف،والتي منها تحسين العلاقات السودانية الأمريكية بشكل عام. ومن وجهة نظري أن ما جرى في السابق ويجري حاليا كان السبب وراء تجديد الإدارة الأميركية لعقوباتها على السودان.
هل يعني هذا أن الانفصال ليس واردا لديكم ؟
- بكل تأكيد ، فنحن جئنا لنكرس الوحدة في الوطن لا التجزئة والتفريق.
وهل صحيح أنكم وعدتم بزيارة الأقاليم الشمالية؟
- نعم ، وهي زيارة قائمة سأعمل على تنفيذها) انتهى كلامه.
ومن قبل قال سلفاكير انه سوف يزور دارفور والشمالية قريبا،ولكنه لم يفعل،رغم انه النائب الأول لرئيس الجمهورية، وزار عوضا عن تلك المناطق التي كانت تتوق لزيارته ،واشنطن والتقى الرئيس السابق بوش ، و زار طرابلس والتقى القذافي ،و زار القاهرة والتقى مبارك ، وزار كمبالا والتقى موسفيني ،الذي اتهم باغتيال قرنق ،وليس من رابط بين كل هذه . الزيارات ، إلا ما كان يفكر فيه الرجل، خلال صمته الطويل ، والرجل الذي قالوا عنه انه ذو شخصية غامضة، ورجل استخبارات من طراز فريد ،ومن رتبة رقيب ترقى حتى وصل رتبة الفريق أول، كابن لأحد سلاطين الدينكا، بكل ما يعنيه ذلك لشاب جنوبي، من سلطان وجاه ووجاهة في قومه . استطاع الرجل الذي كان ممسكا بالبندقية في أحراش الجنوب، أن يدخل القصر الجمهوري،مرتديا قبعته المميزة ، ويجلس في كرسي الرجل الذي حاورهم شهورا عدة في نيفاشا ، وترك الكرسي لمحاوره قرنق الذي لم يجلس عليه طويلا سرعان ما اختطفه الموت في حادث الطائرة المشئومة في الجنوب يوم اثنين أعقبه ثلاثاء دام من قبل الجنوبيين ضد إخوانهم الشماليين في الخرطوم ، لكن. سلفاكير، لم يستطع أن يكون قوميا ،ولبس( برنيطة) الجنوب، وفضل جوبا على القصر الجمهوري بشارع النيل، في الخرطوم . وأصبح تواجده فى الخرطوم نادرا ولم يزر مدن شمالية رغم أنه النائب الأول لرئيس الجمهورية ،قالوا عنه: انه هادئ وهذا صحيح، و قالوا عنه :انه كريم وهذا شيمة كل جنوبي، فليس هناك جنوبي واحد بخيل، قالوا عنه: انه مثقف ويحب الاطلاع .وانه كثير الصمت قليل الأكل والكلام، وقالوا انه يصعب على المرء معرفة ما يفكر فيه الرجل، عندما تجلس إليه، وقالوا انه: مقترن بزوجة أخرى اثر وفاة شريكة حياته الأولى، وله عدد من البنين والبنات، ويحب النظام والعمل واحترام المواعيد ، وكلها لعمري من مطلوبات الشخصية العامة القيادية، ورجل الدولة ، باختصار سيرة الرجل طيبة وليس فيها ما يقدح ، لكن هل كل تلك الصفات جعلته يقترب من سلفه قرنق في إدارة الحركة تنظيميا ومن ثم الاطلاع بأعباء مسئولياته القومية كرئيس لحكومة الجنوب ثم كنائب أول لرئيس الجمهورية ؟ هذا ما لا يختلف عليه اثنان الراحل قرنق كانت له شخصية كاريزمية ،جعلته يعبر بالحركة في منزلقات خطرة مرت بها طوال فترة الحرب ،وليس هذا مجال مقارنة بين الرجلين لكننا هنا فقط نحاول قراءة عما إذا كان سلفاكير مؤمنا بالوحدة كسلفه قرنق من خلال أقواله الموثقة لدى وسائل الإعلام المحلية والدولية.
ولذلك لو حاولنا أن نحصر عدد المرات التي صرح فيها القائد سلفا، بإيمانه بالوحدة الجاذبة ،ربما ظلمنا الرجل ،ولو حاكماه إلى الأقوال المنسوبة إليه بشأن الوحدة، لما أعطيناه ما يستحق، وليس عيبا أن يعبر الرجل عن ضيقه بالوحدة، ويعلن صراحة . ودون لف أو دوران، ومن داخل كنيسة كتور في جوبا ،ويدعو المصلين إلى التصويت لصالح استقلال الجنوب، عن شمال السودان، (الانفصال ) لو أرادوا حرية ومواطنة من الدرجة الأولى ،أما إن أرادوا أن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية، فما عليهم إلا أن يصوتوا للوحدة ، هذه التصريحات المنسوبة إليه، استقبلت حينها بعاصفة من الانتقادات رغم ان معظم المراقبين المحليين والدوليين لم يستبعدوا وقوع انفصال الجنوب عند الاستفتاء عام 2011،لكن لماذا أثارت تصريحاته كل هذا الجدل في أوساط السودانيين وغيرهم ؟ .قد يقول قائل: إن الرجل ربما تعرض لضغوط من التيار الانفصالي داخل الحركة ،فنرد على هؤلاء أن سلفاكير ليس ممن يخافون من مكر ودهاء باقان اموم ، وقد قال بنفسه ان تيار الوحدويين داخل الحركة انتصر على تيار الانفصاليين ، وقيل إنه في أيام التفاوض في ميشاكوس اختلف مع رئيسه قرنق ورفض تعنته ، واعتصم بمنطقته ، ومنطقه ، فالرجل ربما وصل لقناعة، لا يزعزعها شئ أن انفصال الجنوب هو ما يضمن لمواطنيه رخاء العيش ورغده ، وعدم التقاضي في محاكم تقطع يد السارق، وتجلد الزاني غير المتزوج وترجم المحصن وتجلد من يشرب الخمر كما قال مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية المشير البشير مؤخرا لدي مخاطبته الطريقة الصوفية القادرية بالخرطوم ، ولا يعدو كلامه الا نوعا من التسويق لشخصه وحزبه فى الانتخابات المقبلة (طبعا ليست هناك شريعة مطبقة في الشمال ومشروع دولة التوجه الحضاري انهارت) حتى قبل توقيع اتفاق سلام نيفاشا، والتشاكس بين الشريكين بدأ منذ توقيع الاتفاق الإطاري بينهما في مشاكوس ،ولذلك كان طبيعيا أن يزهد السيد سلفاكير فى الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية ويوكل هذه المهمة للسيد ياسر عرمان ليسبب بعض الصداع للمؤتمر الوطني حتي يحين موعد الاستفتاء فى الجنوب ويذهب الجنوب الى سبيله ويبدأ فى تأسيس دولته الجديدة ،والديمقراطية التي ظلت الحركة الشعبية فى الشمال لم تسع الى تنزيلها فى واقع الجنوب ،فقد سعت استخبارات الحركة وعناصرها الأمنية بتوجيه مباشر من ساسة الحركة إلي تكميم الأفواه ، ومنع الاحزاب الأخري من ممارسة العمل السياسي بشكل مفتوح ولم يسلم من ذلك حزب الدكتور لام أكول ولا المؤتمر الوطني شريك الحركة الشعبية فى الحكم ثم اغتالت عناصر أمن الحركة الشعبية القيادية في المؤتمر الوطني مريم بزنجي في جوبا ؟ ولماذا تعتقل استخبارات الحركة قادة بارزين من المؤتمر الوطني في الجنوب ومن حزب لام أكول والذين اعتقلتهم من حزب المؤتمر الوطني لم تخبر حتى شريكها في الحكم بالتهم المنسوبة إليهم ؟ وقد اختفى عدد كبير من المواطنين الشماليين في الجنوب، في ظروف غامضة ولا يعرف ذووهم عنهم شيئا سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً ؟ ورغم كل ذلك تحمل الحركة شريكها في الحكم مسئولية التقصير إحداث توفير أرضية الوحدة الجاذبة؟ وتتهمه بأنه لم يطلع بالدور التنموي المطلوب،وتنسى نفسها ؟ولا تلوم المانحين الذين وعدوا بأكثر من خمسة مليارات دولار ولم يفوا بها؟ ولماذا لا تسأل الحركة نفسها أين ذهب مبلغ أكثر من ثمانية مليارات دولار تسلمتها الحركة، كنصيب لها في عائدات النفط؟ ولم تفعل بها شيئا للمواطن الجنوبي، كما اتهمها بذلك القيادي السابق البارز في الحركة ووزير الخارجية السابق عن الحركة د لام أكول . ،الحركة الشعبية تتحدث عن التحول الديمقراطي، وتضيق ذرعا بالديمقراطية حتى داخل أطرها التنظيمية ، والكل عرف ما فعلته بدكتور لام أكول والأستاذ غازي سليمان، لمجرد أن بعض تصريحاتهما ومواقفهما قاربت مواقف المؤتمر الوطني، حتى سارعت الحركة واتهمتهما بأنهما تابعين للمؤتمر الوطني .
وبتقديرنا أن انفصال الجنوب، سواء بتحريض من باقان أو سلفاكير أو الغرب أو غيرها من الجهات والدوائر نتاج طبيعي، لسياسة التشاكس الذي لازم طرفي اتفاق نيفاشا، ولا ينبغي أن يبكي أحد منهما على لبن نيفاشا المسكوب، أو الذي سكبوه، لكن محمد احمد وجون وملوال يريدون نهاية لهذا المسلسل الممل، الذي يتشارك في عرضه كل من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ،وكل همهما أن يعززا مكاسبهما في السلطة والثروة ،أما المواطن المغلوب على أمره في الشمال والجنوب ، فهو في مؤخرة أولوياتهم ،انه فشل النخبة القيادية في السودان منذ فجر الاستقلال ، في إدارة الحوار الوطني المسئول، انه فشلها في إدارة الدولة على أساس المواطنة الحقة ،لا المتاجرة والمزايدة باسمه في سوق السياسة ، ليس هناك قيادي واحد في المؤتمر الوطني، أو الحركة الشعبية يعاني من شظف العيش ، فالكيانان كل منهما يتهم الآخر بالفساد، والمحاباة وتكديس الأموال والأسلحة ،وبناء العمارات الشاهقات،وتحويل أموال السودانيين الغلابى إلى بنوك سويسرا وكولامبور ولندن وواشنطن ونيروبي وكمبالا، وشراء العقارات في لندن وواشنطن ونيروبي والقاهرة ،ورغم اختلاف اللصين لم يعد المسروق إلينا سواء كانت سلطة أو ثروة ، لذلك لا ينبغي أن يتحسر أحد، إذا راح الجنوب لحاله ودارفور . والشرق تبعهما ، ولا ينبغي أن يستهجن أحد، إن ثارت منطقة دنقلا وحلفا الآمنتين، وتمردتا على سلطة الخرطوم، وطالبتا بالانضمام إلى مصر أسوة بحلايب،التي ابتلعتها مصر في غمرة صراع المؤتمر الوطني، مع الحركة الشعبية ، أو طالبتا بنيل الاستقلال كما حث سلفاكير مواطنيه فليس أحد أفضل من أحد، طالما الحقوق لا تؤخذ إلا بالسلاح في فقه المؤتمر الوطني .
نخبنا السياسية وعلى رأسها ، مولانا محمد عثمان الميرغني، والإمام الصادق المهدي ، الذى ما برح يردد مقولة الانقاذ دمرت البلاد حتى يخال الى المرء أنها كانت فى ظل ديمقراطيته تعيش فى بحبوحة يحسدها الآخرون ، ولا ندري كيف لرجل حصيف كالسيد المهدي يكتشف تدمير المؤتمر الوطني للبلاد بعد عشرين عاما (ما سر هذه النباهة المتأخرة يا تري ) أم أن ما يردده والدكتور حسن الترابي، والأستاذ محمد إبراهيم نقد، وغيرهم من السياسيين الكبار، غاية ما سوف يفعلونه هو الفرجة معنا على الشريكين، وربما في أحسن الأحوال الشماتة ومقاطعة الانتخابات، يا لعبقرية نخبنا ،وسادتنا وكبرائنا ..فلا الحركة رضيت عنهم، ولا المؤتمر الوطني قدرهم، .فأصبح لا فرق بيننا وبينهم .الكل يتابع مرغما حلقات مسلسل نيفاشا ، الذي أخرجه الأمريكان والغربيون، ومثل فيه دور البطولة بامتياز، كل من الراحل قرنق وعلي عثمان ، لكن يحمد للطرفين المتشاكسين، أنهما ربما تابا توبة نصوح ،. من العودة إلى الحرب مرة أخرى، وإذا سألناهم لماذا مستودعات السلاح في الخرطوم وفي جوبا وملكال وواو، وغيرها من مدن السودان؟ كانت إجابتهم أنهما ينويان إقامة اكبر معرضين للسلاح بعد انفصال الجنوب في كل من قوقريال وحوش بانقا، مسقط رأس كل من البشير وسلفاكير .فرحا بالسلام الحقيقي والانفصال أو الاستقلال، أيهما أدق وصفا لتلك الحالة التي سيكون عليها السودان بعد عامين أو اقل ، لذا علينا أن لا نخشى أبدا من وقوع حروب جديدة، فأكثر من عقدين منها، أوصلت الطرفين إلى سن الرشد، وحان الوقت لكي يعيش كل مواطن في( الدولة الوليدة، والقديمة ، أي في السودان القديم والجديد) مواطنا من الدرجة الأولى، لا ينقصه شئ، عن المواطن الذي يعيش في استوكهولم أو نيويورك أو أي مكان آخر، فإذا كان سلفاكير يعتقد أن مواطني الجنوب من الدرجة الثانية، ومواطني الشمال من الدرجة الأولى، رغم تمتع الحركة الشعبية بـ 28%من الوزراء في الحكومة الاتحادية ورغم تمتعها بنسبة 10%من حكومات الولايات الشمالية ورغم تمتعها بنسبة 50%من عائدات النفط ورغم حصولها على( 8مليارات دولار) وأكثر من مائة مليون دولار شهريا من عائدات البترول ،وحصولها على أربعين دائرة جغرافية إضافية فى الجنوب مقابل عدم إثارتها لموضوع التعداد السكاني ، ورغم كامل سيادتها وسيطرتها منفردة على الجنوب، ورغم وجود مقدر لها في جبال النوبة والنيل الأزرق، وحصولها على قرابة مليار دولار، من أمريكا سنويا .و رغم وجود أكثر من مليون مواطن ، من أبناء الجنوب في الخرطوم. وحدها يشاركون المواطن الشمالي في كل شيء إلا أن سلفاكير الذي كان وحدويا بالأمس القريب، يرى أنهم مواطنون من الدرجة الثانية ،ولا يعلم سعادة النائب الأول لرئيس الجمهورية حال بقية المواطنين في الشمال ،لأنه لم يتكرم بزيارتهم . فهناك مواطنون من الدرجة الرابعة، في قرى الشمالية و كردفان والشرق و دارفور، ليست لديهم مدارس ولا عيادات أو( شفخانات ، مراكز صحية ) ناهيك عن المستشفيات، ولم يروا في حياتهم سوى ضوء الشمس والقمر ، ويشربون من الحفائر، والترع ماء غير صحي، ولم يسمعوا بالجامعات، ولا يحلمون أن يدرس أبناؤهم فيها يوما ما، باختصار نصيبهم من التنمية صفر كبير ، وبنفس القدر نعتقد أن قادة الحركة والمؤتمر الوطني،وأبناءهم وأقاربهم ومعارفهم ومناصروهم ،مواطنون من الدرجة الأولى .. وبقية الشعب في الشمال والجنوب، درجة ثانية ، لذلك فمن الخير أن نوافق أخانا الطيب مصطفي ونشاطره الرأي في دعوته في أن يذهب الجنوب إلى حاله، وينشئ أبناؤه دولتهم المستقلة ،حتى لا يظن قادتهم أن الشمال يحبسهم، ولا يتركهم يأكلون بحرية من خشاش الأرض السودانية الرحبة، التي ضاقت بقلوبهم ، فإذا حبسهم المؤتمر الوطني رغما عنهم، فلا شك أن مصيره في الانتخابات المقبلة( .التي ستجري بعد اقل من أسبوعين )سيكون مثل تلك المرأة التي دخلت النار في هرة، كونها لم تطعمها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض ، فما بالكم بالإنسان الذي أكرمه الله ، وليت قادة الحركة لا يقطعون شعرة معاوية بين الشمال والجنوب، وان يعملوا للوصول مع المؤتمر الوطني، لصيغة تمكن من الالتقاء، ولو بعد سنوات ،من الانفصال ، كما حدث بين ألمانيا الشرقية والغربية، وبين اليمن الشمالي والجنوبي، وكما تتوق الكوريتان الشمالية والجنوبية ، ومهما يكن من أمر فان أمر الله غالب ومشيئته نافذة، وليس بمقدور أي طرف من إطراف نيفاشا فعل شيء سوى تعزيز تلك المشيئة، سواء بالانفصال أو الوحدة والخير كل الخير فيما يريده الله .
رحيق الكلام :
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فمن يلوذ ويستجير المجرم
ادعوك ربي كما أمرت تضرعا فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم إني مسلم
علاج عجيب :
قيل لأحد الصالحين :إني أشكو من مرض البعد عن الله فما العلاج ؟ فقال العبد الصالح للسائل :يا هذا ،عليك بعروق الإخلاص ،وورق الصبر وعصير التواضع ،ضع هذا في إناء التقوى ،وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه بنار الحزن ،وضعه بمصفاة المراقبة ،وتناوله بكف الصدق ،واشربه من كأس الاستغفار ،.وتمضمض بالورع ،وابعد نفسك عن الحرص والطمع ، تشفى بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كل شيء ما خلا الله باطل .ون