الخميس، 4 أغسطس 2011

في رثاء الوالدة الحاجة بخيتة الحسين
سليم عثمان احمد
قبل أكثر من ثلاثة عقود فقدت والدى ذات مساء بكيت ليلتها ما شاء لى الله أن أبكى ثم كبرت فى رعاية والدتى وإخوانى الكبار وكنت فى صغرى شقيا اعشق السباحة فى نهر النيل وكان هذا مصدر قلق دائم لوالدتى رحمها الله حيث كانت تخشى علي من البحر وأهواله خاصة فى موسم الفيضان (الدميرة) لكنى كنت احب ركوب أمواجه وكم من مرة عبرت سباحة إلى الضفة الشرقية وما كنت وقتها أحس بما تحس به والدتى من خوف على من الغرق أو تماسيح النيل ولم يقل خوفها علي حتى تخرجت فى الجامعة بل حتى بعد أن اصبحت ابا لعدد من البنين والبنات وهكذا قلب الام دائما رحيم بفلذات أكبادها لكن إحساسنا بهذه الرحمة لم يكن ليساوى مثقال ذرة من رحمتها بنا
مساء الإثنين الأول من ديسمبر 2008 الموافق الثانى من ذى الحجة 1429رن جرس هاتفى النقال طويلا فكان على الطرف الاخر إبن اخى عوض احمد وبعد أن توقف الرنين إتصلت مباشرة به ومن نبرة صوته وترديده لعبارة هكذا حال الدنيا عرفت أن مكروها الم بوالدتى لكنى لم أتوقع أن ترحل دون أن أودعها فقد طلبت منى فى اخر إتصال بها أن اذهب الى السودان لرؤيتها ووعدتها أن أفعل لكن كان الموت أسرع من خطواتى اليها سقط الجوال من يدى وابن عمى محمد هارون يعزينى وبعد ساعة ذهول قلت الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه وارسلت بعض الرسائل القصيرة لبعض الزملاء أسالهم الدعاء لها بالرحمة فأتصل بى على الفور الاأخ الزميل الصحفى خالد ابو احمد من مملكة البحرين معزيا وقام جزاه الله خيرا بوضع 0بوست.فى سودانيز أون لاين وعلى الفور بدأ جوالى فى الرنين ولم يتوقف الإبعد منصف الليل حيث تلقيت العزاء من العديد من الزملاء من داخل السودان وخارجه وهنا من زملاء المهنة والعمل والاهل والمعارف وكانت زوجتى الفاضلة الاستاذة فاطمة ميرغني تتابع بصبر مع شركات الطيران لتجد لى مقعدا على متن أول طائرة متوجهة الى الخرطوم ولم تفلح مساعيها خاصة مع موسم الحج لكن فى الصباح وفقنى الله بمساعدة االإخوان فى العمل فى حجز مقعد على القطرية الى الخرطوم وذهبت الى مسقط رأسى قرية شهدى كلمسيد جنوب الزورات لتعزية إخوانى لم يحزننى الفقد الجلل فقط بل أحزننى رحيلها دون وداع لى مضت إلى ربها راضية عنا مضت فى صمت كما عاشت كانت كالنسمة العليلة لكل من عرفها لم يذكرها أحد بسوء كما هى لم تتفوه طوال حياتها بكلمة تغضب احدا مضت دون أن أرى وجهها الوضيئ كانت رحمها الله تحرص على أداء صلواتها المكتوبة فى وقتها وكنت وأنا صغير استغرب قيامها إلى صلاة الفجر فى شتاء الشمالية القارس وتتوضأبماء مثلج وأحيانا تسخنه حتى تشقق قدميها وكانت شقيقتى الصغرى سعاد دائما بجانبها حتى وفاتها رفضت كل من تقدم إليها من أجل أن تكون بارة بها و احسبها كذلك مضت الأم الحنون الرؤوم فى صمت ودون وداع فكان هذا العيد من دون كل الأعياد دون طعم للاسرة متعت بالرضوان فى خلد الرضا ما أزينت لك غرفة وقصور وسمعت قول الحق للقوم أدخلو دار السلام فسعيكم مشكور هذا النعيم به الأحبة تلتقى لا عيش الا عيشه المبرور ولك الهناء فصدق تاريخى با توحيده زفت ومعها الحور تبقى المشاعر خجلى حين أذكرها فلن يفى قدرها صبرى وأحبارى يا معدن الطيب من فضل وأخلاق أم الفضائل كل الناس تذكرها شهادة الحق فى حسن واشراق وفد فى العزاء خلق كثير يعزون أبنائها محمد وحسن وصالح وصلى على جثمانها الطاهر كذلك عدد كبير رغم ان الدفن كان ليلا ونحن ابنائها المكلومين نتضرع الى العلى القدير أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ويسكنها الفردوس الاعلى ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويغسلها بالماء والثلج والبرد وينقها من خطاياها كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وان يجمعنا بها حيث تكون الجنة تحت أقدامها وصدق رسولنا الكريم القائل أحبب من شئت فأنك مفارقه وإنا لفراقك يا والدتى لمحزونون ولكننا لن نقول الا ما يرضى الله وإنا لله وأنا اليه راجعون واخيرا لا بد من شكر كل من وقف معنا معزيا من الاهل وزملاء العمل والمهنة هنا فى دولة قطر وداخل السودان والاخوة الاعزاء فى سودانيز اون لاين خاصة الزميل خالد ابو احمد والاهل فى الخرطوم وشندى وعطبرة ودنقلا الزورات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والامارات وكل من كتب اوابرق اوهاتف او جاء الى العزاء سائلين المولى ان لا يريهم مكروها فى عزيز لديهم واخر دعوان ان الحمد لله رب العالمين المكلوم سليم عثمان أحمد خيرى الدوحة قطر

كل شيء ما خلا الله باطل .ون