الخميس، 3 نوفمبر 2016

أغاني وأغاني
بقلم: سليم عثمان
البعض منا ينشغل في رمضان بحل الكلمات المتقاطعة في رمضان والبعض الاخر  ينام معظم نهاره وفينا من يضيع نهار  رمضان في لعب الورق ومشاهدة التلفزيون  و المحادثات في وسائل التواصل الاجتماعي ، بينما  الواجب أن نهتم بتلاوة القران وتدبر معانيه ومعرفة تفسير آياته  والإشغال بالصلوات والذكر والأعمال المفيدة ، ومن الأمور التي تلفت الانتباه في هذا الشهر الفضيل أن  بعض  النساء يعتبرن شهر رمضان موسما لإجادة الطبخ  والتسوق.
 فتجدهن عندنا كما الرجال أيضا يقمن   بمتابعة المسلسلات وغيرها من البرامج التافهة، فتقضي الواحدة منهن   معظم ساعات الليل في مشاهدة برامج أغاني وأغاني الذي ابتلانا الله به  في فضائية النيل الأزرق  وتتابع مسلسلات تركية ومصرية وخليجية حتى وقت السحور ، وكان الأولى بها أن تحيي ليلها بعبادة الله وذكره وشكره وتلاوة كتابه، ماذا لو قام زميلنا الفاضل  الأستاذ/ حسن فضل المولى  مدير القناة  بإيقاف برنامج أغاني وأغاني إستجابة  لمناشدات كثيرين داخل وخارج السودان وأعطي عمنا السر قدور راحة إجبارية ليتفرغ للعبادة سيما وهو شيخ طاعن في السن  وليس في عمر هؤلاء الشباب والصبايا الذين يجلبهم الي برنامجه المكرر والممل، الم يتعظ هؤلاء جميعا  بموت  نجم البرنامج  الشاب الأنيق الفنان نادر خضر في حادث سير؟ وموت الفنان الجميل محمود عبد العزيز ؟ وموت العازف القدير محمدية ؟ كلهم كانوا نجوما نجوما مضيئة  في نسخ البرنامج   بالأمس القريب؟  كيف لا يكون الموت واعظا لأخي وصديقي الأستاذ حسن فضل المولى ؟ وهو يصر كل رمضان على  بث مثل هذه البرامج التي  تذهب  بفضل برامج أخرى قليلة  تقدمها القناة ؟ ماذا يضير القناة لو الغي هذا البرنامج تماما  من خارطة برامج رمضان أو تم نقله الى ما بعد رمضان؟.
 للزميل الأستاذ  حسن فضل المولى أن يتصور كم من الشباب والشابات والرجال والنساء يتأخرون عن صلاتي المغرب والعشاء والتراويح  داخل وخارج السودان بسبب متابعة البرنامج؟ أيظن أن الله لم يسأله عن ذلك؟ .
ذات مرة ربما قبل نحو عشرين سنة كتبت منتقدا أن تلفزيون السودان يكتفي بعبارة تنبيهية صغيرة  في شريط أسفل الشاشة  يفيد ( بأن موعد صلاة العشاء قد حان في ولاية الخرطوم وعلى مشاهدينا   خارج ولاية الخرطوم مراعاة فروق الوقت) السبب أن  القناة  تكون مشغولة ببث مباشر لمبارة في كرة القدم، مثلا بين الهلال والمريخ أو أي فرق أخرى ، يومها كان أيضا زميلنا الأستاذ /حسن فضل المولى مديرا عاما للبرامج، والحق يقال  أن التلفزيون  أهتم بعد ذلك  برفع النداء للصلاة بشكل منتظم  الإ فيما ندر، أتفهم أن تكون هناك إشكالات تقنية تحول دون رفع النداء للصلاة في الوقت المحدد ،غير أن ذلك في نظري غير مبرر لتأخير رفع النداء أو عدم رفعه  بسبب بث مباشر أو نحو ذلك (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) وكثير من فضائياتنا تفعل الشيء ر نفسه خاصة قناة النيل الأزرق، فتكون في نقل حي  لحدث معين ولا تكترث  مطلقا  لبث الاذان الذى يستغرق دقائق محدودة جدا ، يحدث هذا في بلد يقولون: أن توجهه حضاري
ماذا يفيدنا أن يكرر برنامج أغاني وأغاني أغنيات كبار الفنانين بشكل كورالي؟ وعمنا قدور يتمايل طربا ويطلق ضحكة مجلجلة وهو يمسك بعصاه ؟ اليس من الأجدى أن تبث القناة أغنيات هؤلاء الفنانين الكبار إن كان لابد أن تسمعنا أغانيهم؟ أصوات شبابية متشابهة  ليس فيها تميز أحدهم مثلا يقلد أغنيات الراحل عبد العزيز محمد داوود  وبينه وبين الراحل بعد السماء عن الأرض، حوالي عقد كامل من الزمن والناس تتابع أغاني وأغاني ،والعجب أن المرء يجد حلقات البرنامج في نسخه المختلفة في البصات السياحية  والحافلات ومحلات العصاير  وغيرها ، ونتفهم جيدا أن البرنامج يدرا دخلا جيدا للقناة بسبب الإعلانات  الكثيرة ، لأن المشاهدة عالية فيه، لكن هل كل هذا يبرر أخي أستاذ حسن أن يتطاول عمر البرنامج لكل هذه السنوات؟ لك أن تتصور: إذا كان البرنامج في كل رمضان يلهي فقط مائة إنسان عن إداء شعائره التعبدية معني ذلك أنه تسبب فقط في ألهاء الف شخص  أما وأنه الهي ملايين أعتقد الشيلة (تقيلة) أخوى حسن والله الذى لا اله الا هو لن ينفعنا السر قدور ولا هؤلاء الشباب والصبايا الحلوين.ولا هذه الأغنيات الجميلة التي شكلت وجداننا ، رمضان موسم استثنائي للعبادة وليس موسما للغناء والطرب وإضاعة الوقت فيما لا يفيد .
ولنفترض أن برنامج اغاني واغاني  يستغرق  ساعة واحد، فهذه الساعة كان يمكن أن يقرأ فيها المرء جزئين كاملين من القرآن، أي يمكن أن يختم القرآن مرتين في شهر رمضان باستغلال هذه الساعة وحدها، فكيف إذا كان زمن البرنامج يستغرق مع اعلاناته أكثر من هذا الوقت؟ فينبغي  علينا أن لا نهتم بمثل هذه البرامج والمسلسلات وأن نحرص على قراءة القرآن الكريم، فهذا الشهر المبارك هو شهر القرآن الكريم  وشهر القيام ، فلا نجاح ولا تقدم للأمم إلا بالقرآن الكريم»، لقوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم). (محمد2  ) ويقول الله تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " ( رواه مسلم).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كل شيء ما خلا الله باطل .ون