الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

امرأة تغلب الحجاج بن يوسف الثقفي
قصة هند بنت النعمان مع الحجاج بن يوسف الثقفي ، والخليفة عبد الملك بن مروان
دروس في الذكاء والدهاء وكيد النساء
  على عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، كان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد ولاته على الشام ، وكان الحجاج لا يرد له طلب سواء بالقوة أم بالرضى، فتزوج من امرأة اسمها هند، يحكى أنها كانت أجمل نساء زمانها قلبا وقالبا ودهاء وفطنة، رغما عنها وعن أبويها، وبعد مرور سنة على هذا الزواج غير المبارك، جلست هند أمام المرآة تستعرض جمالها أمام نفسها وتندب حظها وهي تقول:
وما هندُ إلا مُهْرةٌ عربيةٌ... سليلةُ أفراسٍ تحللها بغل
فإن أتاها مُهْر فلله درُّها... وإن أتاها بغل فمن ذلك البغل
و قيل : إنها قالت:
لله درّي مُهـــرةُ عربيـــــة...عُمِيت بليل إذ تَفخذها بغلُ
فإن ولدت مهراً فلله درها...وإن ولدت بغلا فقد جاد به البغل ُ
وقيل إنها تعمدت قول هذين البيتين متجاهلة أنها رأت الحجاج خلفها في المرآة، فقط ليطلقها وتتخلص منه
فسمعها الحجاج وغضب من قولها غضبا شديدا، فذهب إلى خادمه وقال له: اذهب إلى هند وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط ، لو زدت ثالثة قطعت لسانك ، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، فذهب إليها الخادم فقال: لها :
" كُنْتِ ، فَبِنْتِ "
يعني كنت زوجته وأصبحت طليقته
ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت
كنا فما فرحنا ... فَبِنَّا فما حزنا
وقالت خذ هذة العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها
وقيل إنها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج
فأغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها وامتدحوا جمالها عند الخليفة عبد الملك بن مروان فأعجب بها وطلب الزواج منها
وأرسل إلى عامله على الحجاز ليَخْبُرها له ..أي يصفها له ، فأرسل إليه يقول: إنها لا عيب فيها ، غير أنها عظيمة الثديين
فقال عبد الملك بن مروان :
  " و ما عيب عظيمة الثديين ، تدفىء الضجيع..و تشبع الرضيع "
فأرسلت إليه كتابا تقول فيه "بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، اعلم يا أمير المؤمنين : أن الكلب ولغ في الإناء ، فلما قرأ الخليفة عبد الملك بن مروان كتابها ، ضحك من قولها وكتب إليها قوله صلى الله عليه و سلم  " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا إحداهن بالتراب " فلما قرأت كتابه   لم يمكنها المخالفة وكتبت إليه تقول : " بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فإني لا أجري العقد إلا بشرط ، فإن قلت : ما الشرط ؟ أقول : أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها و يكون حافي القدمين بلباسه الذي كان يلبسه قبل أن يصبح واليا " فلما قرأ الملك عبد الملك بن مروان الرسالة وافق على ذلك وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك ، فلم يستطع الحجاج الرفض ، و ذهب إلى بيت هند بنت النعمان و طلب منها أن تتجهز ففعلت ، فلما ركبت المحمل و ركب حولها جواريها و خدمها ترجل الحجاج و هو حافي القدمين و أخذ بزمام البعير يقوده و سار بها !! فصارت تسخر منه و تضحك مع خدمها و جواريها ثم قالت : لبناتها اكشفي لي ستارة المحمل فكشفنها حتى قابل وجهها وجه الحجاج فضحكت منه ، فأنشد هذا البيت
فإن تضحكي يا هند ، رب ليلة ... تركتك فيها تسهرين نواحا
فأجابتة بهذين البيتين
و ما نبالي إذا أرواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب
المال مكتسب والعز مرتجع.... إذا شفي المرء من داء ومن عطب
فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها تُسْقط من يدها ديناراً متعمدة ذلك ، فقالت للحجاج : يا جمّال لقد وقع مني درهم فأعطنيه
فأخذه الحجاج و قال لها : إنه دينار و ليس درهماً
فنظرت إليه و قالت : الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا .
ففهمها الحجاج و أسرها في نفسه ، أي أنها تزوجت خيرا منه
و عند وصولهم تأخر الحجاج في الإسطبل و الناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره
فرد عليه نحن قوم لا نأكل فضلات بعضنا ، أو قال : ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال
ففهم الخليفة قصده و أمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ، و لم يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر
فعلمت هي بسبب عدم دخوله بها ، فاحتالت لذلك و أمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه في أمر ما
فلما رأته تعمدت قطع عقد اللؤلؤ، و رفعت ثوبها لتجمع فيه اللآلىء
فلما رآها عبد الملك...أثارته روعتها و حسن جمالها و ندم لعدم دخوله بها لكلمة قالها الحجاج و هي : ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال
فقالت : و هي تنظم حبات اللؤلؤ....سبحان الله
فقال : عبد الملك مستفهما : لم تسبحين الله ؟
فقالت : إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك .
قال : نعم
قالت : و لكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر .
فقال : متهللا . نعم و الله..صدقت ، قبح الله من لامني فيك ، و دخل بها من يومه هذا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كل شيء ما خلا الله باطل .ون