السبت، 4 أغسطس 2012

رحم الله الشيخة /عائشة البصيري


رحم الله الشيخة /عائشة البصيري

بقلم : سليم عثمان

كاتب وصحافي سوداني مقيم فى الدوحة

إن العلماء متى ما كانوا أحياء كان العلم حيا ، ومتى ما ذهبوا من الأرض ذهب العلم ، ومتى ما ذهب العلم حل الجهل ، ومتى حل الجهل حلت المصائب والنكبات بالناس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ،ينتزعه من صدور الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبق عالما ) وفي رواية عند البخاري ( حتى إذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )

صباح الثلاثاء الموافق 13 يوليو 2012 الموافق  الثاني عشر من شهر رمضان 1433 تلقيت إتصالا من الدكتور زكريا محمد السيد ،رئيس رابطة أبناء دنقلا الكبري  السابق بقطر، يجدد فيها الي الدعوة ،لافطار الرابطة السنوي بفندق شيزان، ثم أردف معزيا فى وفاة الشيخة المجاهدة ،والعالمة الحاجة عائشة البصيري عبد الرحمن ، قلت :لا حول ولا قوة الا بالله – إنا لله وإنا اليه راجعون،إذن فقد أنشبت المنية أظفارها بجسد هذه العالمة الفضلى ، و تجاذبنا قليلا شذرات من سيرتها العطرة، ثم قال  لي :أن المرحومة كانت قد أقامت جملة من المحاضرات الدينية ،فى  دارهم العامرة فى مناسبة ختانه فى السبعينات وفى مناسبة زواجه عام 1999 وقال ان المرحومة كانت تستغل المواصلات العامة وأيسر ما ما توفر لإيصال الدعوة وأن ان الناس تقاطروا الى سرادق العزاء فى كل من كلمسيد ورومي البكري والخرطوم العزوزاب مشيرا الى أن المرحومة بإذن الله  كانت تقيم درسا توعويا إرشاديا فى الأمور الدينية، لكل من يدعوها الى داره .

ثم دلفت الى الفيس بوك فوجدت الأخ محمد زمراوي قد نشر  التعزية التالية للراحلة: عائشة البصيري في ذمة الله  وفي الخالدين إنشاء الله .

مناسبة ختاني اوئل السبعينات وعام 1999م ابان زواجي ، فقد كانت زاهدة تتحرك بالمواصلات وايسر ما يتوفر لايصال الدعوة احبها اهل الشمالية جميعاً ، فقد ت الشمالية ركن من اركان الدعوة ، انها من كلمسيد  كما قال شيخنا زمراوي ووالدتها حبوبتنا من رومي البكري ، تقاطر اهلنا في الشمالية الي سرداق العزاء بكلموسيد ورومي البكري والخرطوم العزوزاب .اللهم أرحمها رحمة واسعة وأغفر لها ، اللهم أسكنها فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء ،أللهم ألهم آلها وذويها الصبر وحسن العزاء ،اللهم أبدلها دارا خير من دارها وأهلا خيرا من أهلها،اللهم نقها بالماء والثلج والبرد وأغسلها من الذنوب وتجاوز عن سيئاتها وانزل عليها شبابيب رحمتك ياكريم يا غفار

مع بداية الاسبوع الثاني من الشهر الفضيل نفجع مرة أخري برحيل عالمة وداعية قدمت الكثير والكثير في مجال الدعوة لأهلها وجيرانها وللمنطقة بأسرها في ربوع شمالنا الحبيب والشيخة الحاجة عائشة البصيري  تحتاج مني الي تعريف ، فأهل المنطقة يعرفونها أكثر مني . وأول ما عرفتها وأنا شاب في منتصف العشرينات أوكل الي أن أكون مقدم ندوة دينية في القرية، يؤمها نفر كريم في مقدمتهم الشيخ حسن أحمد حامد ،والشيخ حاج العطا بابكر، طيب الله ثراهم ، فقد كانوا أفذاذا وكان أكثر الحضور من النساء، وحين قدمتها بعد الشيخين، علت الأصوات بالتكبير والتهليل، وبدأت الحديث بكلماتها التي أبكت الجميع ، ومنذها وأنا ما فارقتها وما انقطعت صلتي بها، أفنت شبابها وعمرها وتجردت لذلك فأحبها الجميع ، ومازلت أذكر كيف كان تدافع الناس إليها ،حين يصل نبأ وصولها الي منطقة من المناطق كل يريد ان يأخذها ،وكانت تجد حرجا فيمن تقدم أولا  اليه.

رحمها الله ، وتقبل منها ورفع درجتها فقد ماتت في يوم فضيل ، وفي شهر فضيل  وفي ساعة فضيله.( ماتت في شهر القرآن ، وفي يوم الجمعة ، وهي صائمة وقبل الأفطار بعشر دقائق ) فنسأل الله أن يكون إفطارها في الجنة.
إنها الداعية شيخة عصرها وزمانها الحاجة عائشة البصيري ( من كلمسيد )
لا تنسوها من صالح الدعاء ،وبلغوا الآخرين أن يدعوا لها فهي تستحق منا إستنفارا ودعاء، فقد كانت تمشي بين الناس في الخير . (انتهي كلام الأخ  زمراوي عن الراحلة).

قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء يقصد (السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها )  تذكرت ذلك الحديث وأنا أسمع نبأ وفاة الشيخة الحاجة عائشه البصيري،  تلك السيدة التى عرفتها وأنا طفل صغير ،تقوم بإعطاء الدروس الدينية لنساء قريتي (الزورات كلمسيد) فى السبعينيات والثمانينات ، فهي  سليلة أسرة عريقة ،  كانت عالمة جليلة، بل كانت أكثر ممن عرفت من النساء حبا للدعوة الى الله ،  كانت جيد شرح السيرة والمسائل الفقهية ، والحديث الى الرجال والنساء  فى بساطة، وبشاشة وجه وضيئ صبوح سيماء السجود باد على محياها ، نعم   من أسرة عظيمة، وأهلها كانوا  شيوخا وفقهاء ، فوالدها البصيري عبد الرحمن  كان شيخا جليلا فى حلتنا الصغيرة (كلمسيد)  التابعة لقرية الزورات ، شمال مدينة دنقلا بالضفة الغربية، و كلمسيد تعني بلغة الدناقلة (مسجد الحجر) وهو من أقدم المساجد فى السودان، لقد حفظ الشيخ البصيري عليه رضوان الله القران فى خلوة الشيخ أحمد وديدي برومي البكري وهي من أمهات الخلاوي فى السودان لكنها للأسف الشديد توقفت عن بث نور القران فى السودان حيث كان الحيران وطلاب العلم يأتونها من فجاج السودان ومن دول غرب أفريقيا شأنها شأن خلوة الشيخ ود بدر فى أم ضوبان وخلوة الشيخ حسن بجه بالترعة بالولاية الشمالية وخلاوي همشكوريب وغيرها من الخلاوي  وتعاقب على الامامة فى مسجد كلمسيد العتيق ثلة طيبة من الأشياخ ،منهم الشيخ الفكى عبدالله (توركلمسيد (  والشيخ الزين عبد الرحمن، والشيخ الجزولي عبد الرحمن ،والشيخ عبد الله عبد الرحمن( عبد الله فقير) والشيخ عثمان ابه ،والشيخ الاستاذ التجاني الجزولي ،والشيخ جمال الجزولي ، والشيخ الاستاذ سليمان عثمان ابه ، وغيرهم كثير  ،وكان يؤذن فيه للصلوات المكتوبة والجمعة ،الشيخ عثمان جعفر، ومن بعده إبنيه  الشيخ جعفر وبهاء الدين ، ولا يزال مسجد كلمسيد، الذي بني بجانبه فى الثمانينات  مسجد حديث ،لا يزال أحد منارات الاشعاع فى المنطقة ، وقد سجل من قبل الراحل الطيب محمد الطيب حلقة  خاصة عنه ،بثت فى تلفزيون السودان كانت الراحلة عائشة البصيري فى سبعينيات وثمانيات القرن الماضي تقيم فيه دروسا منتظمة بعد صلاة الجمعة، وفى شهر رمضان ، ولي  شخصيا مع الراحلة العظيمة، ذكريات لا تنسي حيث أذكر أنها كانت تقيم دروسا منتظمة فى كل شهور السنة سيما فى رمضان المبارك، وكثيرا ما تشاركت معها فى تلك الدروس، وقدمتها فى ندوات ،فكانت تشرح للنساء بلغة عربية مبسطة وأحيانا (بالرطانة، لهجة الدناقلة ) حتى يتعزز الفهم،  وما من بيت فى الزورات والقري المجاورة لها جرادة ، كابتود ، وغيرها من القري لم تدخله هذه العالمة الجليلة ، التى فقهت وعلمت نفسها بنفسها ،فى عصامية نادرة ،وليس هناك رجل أو شاب  أو أمراة لا تعرفها ،فى طول المنطقة  شمال وجنوب دنقلا وصولا القولد ورومي البكري والمناطق الشرقية (امنتجو الغدار ناوا الخ ) ،فقد كانت المرحومة أحدي نساء قلائل، قمن بمهمة الأرشاد والوعظ  الديني ، لعشرات السنين ،حتى وافتها المنية فى شهر رمضان الفضيل، وهي صائمة ، قبل عشر دقائق من وقت الإفطاروفاضت الروح لربها ،  نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يغفر لها ويجعلها من عتقاءه فى هذا الشهر الكريم، وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة ، وأن يدخلها فردوسه الأعلي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ويلهم الها وذويها الصبر وحسن العزاء، وإنا لله وأنا اليه راجعون .  

 نعم  ماتت  الحاجة عائشة البصيري فى شهر فضيل ،ويوم فضيل، وساعة فضيلة ،كما أشار الأخ زمراوي (جاء في السنة أن من مات من المسلمين يوم الجمعة، أمن من عذاب القبر, فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة ،إلا وقاه الله فتنة القبر. وقال الألباني في أحكام الجنائز:الحديث  بمجموع طرقه حسن أو صحيح. وهذا الحديث فيه فضل لمن مات في يوم الجمعة، وعلامة على حسن خاتمته. والله أعلم)

وهكذا حال الدنيا كل من عليها فان، ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، كانت الشيخة الحاجة عائشة البصيري إمرأة صوامة ، كانت تصوم الايام البيض من كل شهر، بل كانت تصوم كل أثنين وخميس، لعلمها أن أعمال المرء ترفع فيهما الى الله كما أوضح رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ،كانت تصوم  اقتداء واهتداء بسنة الحبيب المصطفي ،وقال بعض الصالحين رضي الله عنه: ( كانت رابعة العدوية رضي الله عنها تقوم الليل، وتهجع عند السحر، فإذا انتبهت قالت: يا نفس، كم تنامي؟ يوشك أن تنامي فلا تقومي إلى يوم القيامة ) كأني بالشيخة عائشة البصيري كانت تحاول أن تتشبه بها ، ولله در أقوام هجروا لذيذ المنام ،وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام، وانتصبوا للنصب في الظلام، يطلبون نصيباً من الإنعام، إِذا جنّ الليل سهروا، وإذا جاء النهار اعتبروا، وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا، واذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا ،ففقد كانت  المرحومة كما نحسبها عند الله  إمرأة صالحة وكانت كريمة جواده بالخير ،خاصة فى رمضان ، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ). رواه البخاري، يقول الاخ يحي ماجد رئيس رابطة ابناء دنقلا الكبري بقطر متحدثا عن كرمها : ،في العام89 علمت بوجودنا في داخلية معهد الترعة الديني (حسن بجة) وأنا ومعي الاخ عادل محمود من امنتجو، والرشيد الطاهر من رومي البكري والصادق ابراهيم من لتي، أرسلت لنا دعوة للذهاب لمنزلها بكلمسيد، واستضافتنا من يوم الخميس حتى صباح يوم السبت، وأكرمتنا خير اكرام ،وقدمت لنا دعوة مفتوحة كل يوم خميس لزيارتها ، نسأل الله يكرمها كما أكرمتنا وأن يحسن إليها كما أحسنت إلينا ،انه سميع مجيب.

 لم يكن يشغلها فى الدنيا سوي الدعوة الي الله،  فكانت كثيرا ما تذكر حديث بلغوا عني ولو ايه ومن كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ، كانت تهتم بمواصلة أرحامها بل كانت تواصل كل الناس وتشارك فى لأفراحهم وأتراحهم ، كانت احيانا تقضي ستة اشهر فى قريتها كلمسيد متنقلة فى القري المجاورة تقيم الدروس الدينية لتذهب فى الشهور الأخرى من السنة  الى المناطق الشرقية للقولد لتقيم دروسا اخري ،كما اشار الاخ زمراوي ،ما كانت تمل أو تكل من تبليغ رسالة الله فى خلقه ، قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بقيام الليل فإِنه دأب الصالحين قبلكم، وإنه قربة إلى ربكم، ومغفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم)0 كانت رحمها الله تهتم بقيام اللليل والذكر ، كانت تهتم بالاطفال خاصة الايتام منهم ،وتعطف عليهم وتمازحهم رغم ان الله لم يزرقها من البنين والبنات شيئا ، عاشت حياتها كلها داعية الى الله، لا تبتغي الا وجهه الكريم، كانت تغبر اقدامها فى سبيل الله  الى أماكن بعيدة .

*بكاء الصالحين عند موتهم

خوفاً من الله تعالى
قال بعضهم: دخلنا على عطاء السلمي نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا له:كيف ترى حالك؟ فقال: " الموت في عنقي، والقبر بين يدي، والقيامة موقفي، وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي " ..
ثم بكى بكاءً شديداً حتى غمي عليه، فلما أفاق، قال: " اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر، ومصرعي عند الموت، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين" .
وقيل:إن محمد بن المنكدر بكى بكاءً شديداً عند موته، فقيل له: ما يبكيك؟ فرفع طرفه إلى السماء، وقال: " اللهم إنك أمرتني ونهيتني فعصيت، فإن غفرت فقد مننت، وإن عاقبت فما ظلمت " .
وبكى أبو هريرة رضي الله عنه عند الموت، فتقيل له: ما يبكيك؟ فقال: " لبعد سفري، وقلة حيلتي " .
وبكى عمر رضي الله عنه عند الموت، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن أكون قد أتيت بذنب أحسبه هيناً وهو عند الله عظيم.
وكان بعضهم يبكي ليلاً ونهاراً، فقيل له في ذلك، فقال: " أخاف أن يكون الله تعالى رآني على معصية، فيقول: مر عني فإني غضبان عليك " .
وبكى الحسن رضي الله عنه بكاء شريداً، فقيل له: يا أبا سعيد ما يبكيك؟ فقال: خوفاً من أن يطرحني في النار ولا يبالي
.

*التوبة النصوح

كثيرون منا يذنبون ثم يتوبون ثم يعودون الى ذات الذنب فهل يقبل الله مثل هذه التوبة قيل: أذنب عبد لعبد العزيز بن عمر رضي الله عنهما ذنباً، فأوقفه بين يديه وأمر بضربه، فقال له: يا مولاي، أما بينك وبين الله تعالى ذنب فأمهلك فيه، فقال: وأي ذنب ما أمهلني، فقال: بالذي أمهلك إلا ما أمهلتني. فعفا عنه وتركه.
تم أذنب ثانياً، فأوقفه بين يديه وأمر بضربه، فقال: مولاي، أما عصيت الله تعالى ثانياً فأمهلك، قال: بلى، فقال: يا مولاي، بالذي أمهلك إلا ما أمهلتني، فعفا عنه وتركه. ثم أذنب ثالثاً، فأوقفه بين يديه وأمر بضربه، فاًطرق برأسه إلى الأرض ولم يتكلم، فقال له سيده: ما بالك لا تقول القول الذي كنت تقوله في كل مرة، فقال: يا سيدي، منعني الحياء من كثرة ما أتوب ثم أعود.

*نذر

وقال بعض الصالحين: رأيت شاباً وهو يقول: يا قديم الإحسان إحسانك القديم، فقلت له يوماً: أراك لا تغفل عن هذه الكلمة، فقال لي: لذلك سبب عجيب، وذلك أن من عادتي إذا كانت ضيافة أو عرس أبرز مثل النساء فاًتزر وأتقنع وأدخل بينهن وأجلس، فاتفق أن كأن عرس في دار الأمير، فحضرت على العادة فضاعت جوهرة في دار الأمير، فأمر الأمير بتفتيش النساء، فكشفوا عن اقنعتهن، وأنا كنت اقول: يا قديم الإحسان إحسانك القديم، ونذرت مع الله نذراً إن سترني لا أعود إلى ذلك أبداً، فلما وصلوا إلي نودي في القوم: أن اتركوا البقية فقد وجدنا الدرة. قال: فتبت من ذلك اليوم وعاهدت الله أن لا أعود.
وقيل في المعنى شعر:
لا عدت أفعل ما قد كنت أفعله ، جهلاً فخذ بيدي يا خير من رحما
هذا مقام ظلوم خائف وجل ... لم يظلم الناس لكن نفسه ظلما
فاصفح بعفوك عمن جاء معتذرا ... بذلة سبقت منه وقد ندما
مالي سقاك و لا علم و لا عمل ... فامنن بعفوك يا من عفوه كرما

*شرف المؤمن قيامه بالليل

إخواني وأخواتي نحن مقبلون على العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل وفيه كان رسولنا الكريم يقوم من الليل طويلا  فلا تنسوا قيام الليل علكم تصادفون ليلة القدر التى هي خير من الف شهر عبادة قيل:إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فانك مجازى به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس ) وقال الحسن رضي الله عنه: ) يا ابن آدم، إنما هي أيام إذا مضى يومك ينقصك " .
وقيل في المعنى شعر:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يوم مضى نقص من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ... فإنما الربح والخسران في العمل
وقال بعض الحكماء عجبت لمن يحزن على نقصان ماله ولا يحزن على نقصان عمره، وعجبت لمن الدنيا مدبرة عنه، والآخرة مقبلة عليه، كيف يشتغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة؟ ) وقال عيسى عليه السلام: ) عجبت لثلاثة: غافل غير مغفول عنه، ومؤمل الدنيا والموت يطلبه، وباني قصراً والقبر مسكنه ) .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ويل لمن كانت الدنيا همه، والخطايا عمله، كيفما يقدم غدا بقدر ما تحرثون تحصدون ) .
قال لقمان لابنه: " خلق الإنسان ثلاثة أثلاث: ثلث لله، وثلث لنفسه، وثلث للدود







هناك تعليق واحد:

كل شيء ما خلا الله باطل .ون